أوريان 21: إيران والولايات المتحدة.. الحرب استبعدت، ولكن إلى متى؟
وفي رده على محاوره سيلفان سيبيل -الذي أشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سبق أن أعطى الانطباع بأنه تخلى عن "الخيار المسلح" ضد إيران- قال رافاتي إن واشنطن لاحظت أن العقوبات رغم زيادتها وفاعليتها –حسب رأيها- فإنها لم تحقق الهدفين اللذين تريدهما؛ وهما الحد من نشاطها وقدراتها الإقليمية وعودتها إلى طاولة الحوار على أساس المتطلبات الأولية التي تنوي واشنطن فرضها عليها.
وخلص إلى أن اغتيال قاسم سليماني يهدف إلى رفع مستوى الردع الأميركي بشكل كبير، ليتوازى ضغط التفوق العسكري مع الضغوط الاقتصادية التي أعلن ترامب أنها ستزداد.
وبالنسبة لنتائج اغتيال سليماني على المدى القصير، رأى رافاتي أن هذه الضربة أثارت لحظة من الحماس الوطني في إيران، التي كانت حتى وقت قريب تشهد مظاهرات في العديد من المدن في جميع أنحاء البلاد ضد تدهور الظروف المعيشية.
غير أن الرد الإيراني المتواضع -حسب وصف المحلل- وكون أن كلا الطرفين لم يظهر ميلا إلى تصعيد التوتر، لا يعني إزالة فتيل الأزمة، وبالتالي يبقى خطر تجدد التوتر دائما، خاصة أن أسباب التصادم موجودة في العراق واليمن.
شبكات دائمة النشاط
وأشار المحلل إلى أن المشكلة تكمن في أن الصعوبات التي تقف دون وقف التصعيد قوية جدا، رغم أن ترامب والإيرانيين لا يريدون حربا مفتوحة، مما يعني أن دور الوسطاء مهم وإن كان الأميركيون لا يريدونهم، والإيرانيون محبطون للغاية من الأوروبيين الذين يريدون التوسط.
واستنتج رافاتي أن انعدام التواصل بين الأميركيين والإيرانيين هو أكبر خطر حاليا على مستقبل أزمتهم، لأن الوضع سيظل مرهونا بحسابات اقتصادية أو أحداث مرتجلة قد تؤدي إلى الأسوأ، ما لم يتم استئناف الحوار بينهما.
ولتوضيح دلالة دعوة مرشد الثورة الإيرانية آية الله خامنئي للقوى الشيعية التي ترتبط بإيران إلى عدم تنفيذ أي أعمال انتقامية ضد الولايات المتحدة لأن الرد على اغتيال سليماني سيأتي من الدولة الإيرانية وحدها، قال رافاتي إن هذه الكلمات يمكن تفسيرها بطريقتين.
الطريقة الأولى أن إيران تعرضت للهجوم وهي وحدها التي ستحدد الرد عليه، ولكننا أيضا يمكن أن نعتبر ذلك تحذيرا من طهران لمؤيديها، خاصة أن من بين ضحايا الصاروخ الذي قتل سليماني أبو مهدي المهندس، زعيم المليشيات الموالية لإيران التي قادت الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.
وبالتالي فما يقوله خامنئي –حسب المحلل- قد يعبر عن قلق إيران من هجوم غير مرغوب فيه على المصالح الأميركية قد تشنه الجماعات المرتبطة بها، وتتخذه واشنطن ذريعة ضدها.