تغير المناخ هل هو سبب النزاع بسوريا؟
طرح مقال بصحيفة غارديان سؤالا قد يبدو غريبا وهو: هل الحرب الأهلية السورية كان سببها الجزئي تغير المناخ؟ وقالت الصحيفة إن ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز يعتقد ذلك عندما قال في مقابلة مع سكاي نيوز إن "هناك أدلة قوية على أن أحد الأسباب الرئيسية لهذا الرعب في سوريا كان الجفاف الذي دام لنحو ست سنوات"، وأضاف أن تغير المناخ له "تأثير هائل" على الصراع والإرهاب.
وأشارت الصحيفة إلى أن تشارلز ليس الوحيد في هذا الاعتقاد، فهناك جوقة من الأصوات تقول بمزاعم مماثلة في أميركا وبريطانيا.
ومع ذلك يرى المقال أنه بتحليل الأدلة هناك سبب وجيه للشك في صحة هذه الادعاءات، لأن معظم الخطاب العام والسياسي بشأن آثار الصراع في تغير المناخ محركه هو السياسة وليس العلم.
وأضاف أن أولى التقارير عن هذا الموضوع لم تكن دراسات علمية، بل محاولات موجهة عسكريا لتهويل أهمية تغير المناخ بربطه بالمصالح الأمنية، وقال إن الادعاءات الأخيرة المتزايدة بأن الحرب الأهلية في سوريا كان دافعها محاولة مماثلة مضللة لإضفاء صبغة أمنية على تغير المناخ قبيل قمة المناخ في باريس.
وفندت الصحيفة دراسة في هذا الصدد لعلماء الأرض بجامعة كولومبيا الأميركية ربطت تغير المناخ بالصراع الحالي في سوريا بأنها كانت دراسة منقوصة لأنها لم تكن عن سوريا تحديدا ولا عن الروابط بين الجفاف والحرب الأهلية السورية، بل عن وجود جفاف لسنوات عدة في أواخر الألفية السابقة عبر منطقة الهلال الخصيب الممتدة من جنوب روسيا إلى السعودية.
واعتبرت ربط مستوى النزوح الداخلي في سوريا قبل الحرب بالجفاف في الأساس مضللا، وأن الدراسة المذكورة لم تقدم دليلا جديا على أن "النازحين بسبب الجفاف" ساعدوا في إشعال الحرب الأهلية.
وختمت الصحيفة بأن الحال بالنسبة لتحرك دولي بشأن تغير المناخ قوي بما فيه الكفاية دون الاعتماد على أدلة مشكوك فيها إزاء تأثيراته على الحروب الأهلية، ومزاعم مثل هذه هي في الغالب تحركات خطابية للاحتكام إلى المصالح الأمنية أو جذب عناوين مثيرة، وينبغي الاعتراف بها على هذا النحو وأن يتجنبها الأمير تشارلز وغيره.