لماذا لجأ أوباما للكونغرس لتفويضه؟

US President Barack Obama gives a joint press conference with the German Chancellor on June 19, 2013 at the Chancellery in Berlin. Barack Obama will walk in John F. Kennedy's footsteps on his first visit to Berlin as US president, but encounter a more powerful and sceptical Germany in talks on trade and secret surveillance practices. AFP PHOTO / JEWEL SAMAD
undefined

انصب اهتمام الصحف الأميركية اليوم على نقاش الكونغرس لطلب الرئيس باراك أوباما تفويضه لتوجيه ضربة ضد سوريا، وسلطت الضوء على أهمية هذا النقاش رغم أن أوباما غير ملزم دستوريا بالحصول على تفويض من الكونغرس لتنفيذ هذه الضربة.

حيث قالت نيويورك تايمز إن قرار أوباما بالسعي للحصول على تفويض من الكونغرس قرار صائب، ولذلك يجب أن يتركز النقاش حول استخدام القوة العسكرية الذي ربما تكون له عواقب كبيرة حتى لو كانت الضربة محدودة النطاق مكانا وزمانا.

وأوضحت أن أوباما ولكي يحصل على الموافقة التي يطلب، عليه أن يشرح هو ومساعدوه وبتفاصيل وافية السبب وراء ثقتهم بأن الضربة التي يُخططون لها ستردع بشار الأسد من الاعتداء على شعبه بالأسلحة الكيميائية، ولن تكون سببا في استفزازه لتنفيذ اعتداءات أكثر شراسة، كما لن تتسبب في توريط أميركا "بالحرب الأهلية" السورية.

وأشارت الصحيفة ضمن استعراضها للمواقف الدولية مثل مواقف روسيا والصين والأمم المتحدة، إلى موقف جامعة الدول العربية الذي وصفته بأنه عديم المعنى قائلة إن هذه الجامعة تمثل بعض الحكومات الأكثر عداء لنظام الأسد، وإنها شددت من موقفها الأحد الماضي عندما دعت الأمم المتحدة لاتخاذ "الإجراءات الضرورية" ضد سوريا "لكنها لم توضح ما هي هذه الإجراءات التي تدعو لها" وفي اليوم التالي قال أمين الجامعة إنه يجب عدم تنفيذ ضربة دون الحصول على موافقة أممية.

لوس أنجلوس تايمز:
إستراتيجية أوباما لاقناع أعضاء الكونغرس ترتكز على عاملين يجتذبان اهتمام الأعضاء وهما: تحدي إيران وحماية إسرائيل

وركزت صحيفة لوس أنجلوس تايمز على إستراتيجية أوباما لإقناع أعضاء الكونغرس بدعم خطته للضربة العسكرية، قائلة إنها ترتكز على عاملين يجتذبان اهتمام الأعضاء وهما: تحدي إيران وحماية إسرائيل.

وأشارت إلى أن أعضاء الكونغرس ورغم اختلافهم العميق حول حكمة خطة أوباما فإنهم موحدون، عموما، في الرغبة بعدم إرسال رسالة خاطئة لإيران بأن الولايات المتحدة لن تستطيع منعها من إنتاج سلاح نووي.

وأوضحت أن إسرائيل، ورغم صمتها، فإن الأعضاء يفهمون أنها تتطلع إلى واشنطن لحمايتها من آثار "الحرب الأهلية" السورية.

وأضافت أنه وبينما التوجه بشأن إيران لا تعقيدات فيه، فإن هناك عدم وضوح حول النتائج الممكنة للضربة على إسرائيل، فالبعض يقول إنها ربما تعرّض إسرائيل للمزيد من المخاطر بتشجيع سوريا وحزب الله على ضرب إسرائيل، بينما يشكك كثيرون في رغبة سوريا وحزب الله بمحاولة تحريك إسرائيل للتدخل في الحرب وجعلها أكثر صعوبة بالنسبة لهم.

أما صحيفة كريستيان ساينس مونيتور فقد أوضحت أنه وقبل أن يصوّت أعضاء الكونغرس على قرار الضربة ضد سوريا، يجب عليهم دراسة بيان أوباما بهذا الشأن يوم 31 أغسطس/آب الماضي قائلة إن أبرز ما يتضمنه هو القول إن الهجوم على سوريا يتطلب أن يتحمل مسؤوليته كل الأميركيين، على عكس ما كان يفعله كثير من الرؤساء الأميركيين السابقين الذين يذهبون إلى الحرب مباشرة ولا ينقلون المسؤولية إلى الشعب.

وأضافت بأن أوباما ومنذ 2009 جعل أميركا تنكفئ إلى الداخل في كثير من الأمور، لكنه وفي نفس الوقت ظل يحمل ويدافع عن رؤية عالم خال من أكثر الأسلحة دمارا، وأنه نقل القضية السورية إلى الكونغرس لاختبار ما إذا كان الأميركيون لا يزالون متمسكين بمبادئ عالمية.

وقالت أيضا إن أوباما ولكي يحصل على موافقة الكونغرس يحاول أن يؤكد للأميركيين المتعبين من الحروب أن الضربة ضد سوريا لن تكرر أخطاء حروب أميركا في العراق وأفغانستان وليبيا، وستكون لصالح "الأمن القومي الأميركي" بتخفيفها من إمكانية استخدام الأسلحة الكيميائية ضد الأميركيين على أرضهم أو خارجها.

ولم تنس الصحيفة الإشارة إلى الاهتمام بإيران، كما قالت الصحف الأخرى، وحماية إسرائيل.

المصدر : الصحافة الأميركية