عجز أميركي حيال هجمات الإنترنت

epa01810300 The illustration shows the home pages of search engines Yahoo!, Bing and Google on 29 July 2009. Software producer Microsoft and internet company Yahoo! forge an alliance in the internet search to attack market leader Google. Yahoo! will use the Microsoft search engine Bing on its portals and partner websites, as the companies announced on 29 July 2009. EPA/KARL-JOSEF HILDENBRAND

تحديد هوية العدو في حرب الإنترنت أهم صعوبات إستراتيجية الردع الأميركية (الأوروبية)

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الحكومة الفدرالية في الولايات المتحدة والجيش يعكفان على تطوير إستراتيجية للتعاطي مع الهجمات الإلكترونية في ما يعرف بـ"سايبرسبيس" (حرب الفضاء الإلكتروني أو الإنترنت)، ولكن الصعوبة تكمن في تحديد هوية العدو في هذه الحرب.

وكان كبار القادة في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) قد اجتمعوا هذا الشهر لإجراء تدريب على الطريقة التي يمكن الرد من خلالها على هجمة إلكترونية تهدف إلى شل شبكات الطاقة وأنظمة الاتصال والشبكات المالية بالبلاد.

غير أن النتائج كانت مثيرة للإحباط، لأن العدو يفيد من كونه شبحا ومجهولا ويصعب التكهن بهويته، فلا يستطيع أحد أن يحدد البلد الذي ينطلق منه الهجوم، لذلك لا توجد طريقة فاعلة لردع الهجوم عبر التهديد بالانتقام.

كما أن القادة العسكريين أشاروا إلى أنهم يفتقرون إلى السلطة القانونية للرد، خاصة لأنه لا يتضح ما إذا كان الهجوم عملا تخريبيا أو محاولة سلب تجارية أو حتى جهدا برعاية دولة ما لشل حركة الولايات المتحدة كمقدمة لحرب تقليدية.

وقالت الصحيفة إنه رغم ملايين الدولارات التي تنفق على الدراسات فشلت كل المحاولات، ما دفع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إلى تهديد الأعداء المحتملين بأن مثل تلك الهجمات لم تتجاهل، واقتربت في لهجة التهديد من لغة الردع النووي.

وصرحت بأن الدول والإرهابيين الذين يعملون لحساب وكلائهم يجب أن يدركوا أن الولايات المتحدة ستبذل كل ما بوسعها لحماية شبكاتها، وهو ما أثار سخط الصينيين الذين يقعون في دائرة الاتهام على خلفية الأزمة القائمة بين شركة غوغل وبكين.

غير أن الصحيفة تقول إن كلينتون لم تفصح عن الطريقة التي يمكن من خلالها أن ترد الولايات المتحدة على تلك الهجمات.

خيارات التهديد

"
الجدل الأميركي بلغ حد الحديث عن الضربة العسكرية إذا ما اتضح أن العدو أوشك على استهداف محطات الطاقة الأميركية
"
نيويورك تايمز

ولفتت نيويورك تايمز إلى أن ثمة جدلا حادا يجري في أروقة الحكومة وخارجها إزاء ما يمكن أن تهدد به الولايات المتحدة، فمن الخيارات المطروحة الطرق الدبلوماسية أو الاحتجاج الرسمي، فضلا عن الانتقام الاقتصادي والمقاضاة الجنائية.

وبلغ الجدل حد الحديث عن الضربة العسكرية إذا ما اتضح أن العدو أوشك على استهداف محطات الطاقة الأميركية.

البروفيسور بجامعة كينيدي بهارفرد جوزيف ناي قال إننا نشهد مرحلة شبيهة بتلك التي سادت في خمسينيات القرن الماضي عندما امتلك الاتحاد السوفياتي السابق القنبلة النووية.

وأضاف أن الردع لن يكون بقدر الردع النووي، ولكن من يستمع إلى كلينتون يدرك أنها بدأت توضح أننا نستطيع أن نكبد المهاجمين ثمنا باهظا.

ومن الصعوبات التي تواجه المسؤولين في هذا المجال تحديد مستوى الرد بما يتناسب مع شدة الهجوم، ولا سيما أن الدمار الذي قد تتسبب به الحرب الإلكترونية تختلف في درجاته، فتبدأ بإبطاء عمليات البحث في الحاسوب حتى تدمير شبكة أجهزة الاتصال اللاسلكية وتحييد أقمار التجسس أو تدمير أنظمة شبكة الكهرباء.

كما يصعب معرفة ما إذا كانت الهجمات الصغيرة ستتصاعد لتصبح كبيرة التأثير.

ولفتت الصحيفة إلى أن الحكومة تعكف على صياغة إستراتيجية جديدة وقيادة جديدة للحرب الإلكترونية في الولايات المتحدة، حيث يقوم وزير الدفاع روبرت غيتس على تطوير "وثيقة إطارية" لوصف التهديد والردود المحتملة، وربما البدء بإستراتيجية ردع موازية لتلك التي تستخدم في العالم النووي.

المصدر : نيويورك تايمز