أسمهان.. عشق الحياة ولغز الموت

لم ينته الجدل في حياة الأميرة أسمهان، بل وصل إلى موتها، بحادثة غرق ما زالت غامضة حتى اليوم، فما حكاية أسمهان؟

أسمهان هو الاسم الذي اختاره الموسيقار داود حسني لها، تيمنًا بأسمهان التي رباها واعتنى بموهبتها ثم فارقت الحياة، فهل كان يعرف أن هذا الاسم سيكون لعنة ثانية؟

عن آمال فرحان الأطرش نتحدث، عن المرأة الحلم للساسة وأهل الفن ونخبة المجتمعات في سوريا ولبنان ومصر، عن المرأة التي عاشت حياتها كما شاءت أهواؤها، وشاء القدر أن تكون حالة فريدة في كل شيء، حياتها، فنها، دخولها المعترك السياسي، وحتى نهايتها المثيرة للجدل والروايات.

سليلة عائلة الأمراء، الأميرة آمال، وأخت الأمير فريد الأطرش أبرز ملحني القرن العشرين، ولدت على الباخرة التي كان تقلهم من أزمير إلى لبنان في العام 1917، عندما لجأ والدها الأمير وحاكم ولاية ديمرجي هربا من تزايد الشعور العنصري ضد العرب تحت حكم العثمانيين، وما لبث أن عاد فشارك في الثورة على الاحتلال الفرنسي، إلى أن آل بعائلتها المطاف في القاهرة التي أحبت وعاشت بها وصعدت سلم المجد فيها وتوجت على عرش الفن والشهرة والأضواء والحياة الرغيدة.

عاشت أسرتها حياة الفقر والعوز في البداية، فكانت أمها علياء المنذر تعتاش وتعيل أسرتها من الحياكة وتنظيف الأديرة والغناء في الأفراح الشعبية، إلى أن نبغت موهبة العبقري فريد وأضحى بيته مزارا للملحنين والموسيقيين الذين سمعوها تدندن بأغنية لأم كلثوم، ومن هناك بدأت لعبة القدر تضحك لها فكانت الانطلاقة، عندما اكتشفها الموسيقار داود حسني.

حلقت أسمهان سريعًا ووجدت لها موطئًا بين الفنانين، حيث كان غناؤها في دار الأوبرا حدثًا مفصليًا في حياتها الفنية،تلقفتها شركة كولومبيا، وتهافت عليها كبار الملحنين والكتاب كزكريا أحمد ومحمد القصبجي وغيرهم الكثير، وصارت حديث صحف المشاهير مما أثار حفيظة أخيها فؤاد الذي كان معارضا لشكل الحياة التي نهجت، وكيف لا وهو سليل عائلة الأمراء المحافظ على التقاليد، فعزم على تزويجها من ابن عمها الأمير حسن الأطرش وكان له ذلك، فعادت معه إلى جبل العرب لتحظى هناك بمكانة الأمراء وتضع طفلتها الوحيدة كاميليا، لكنها لم تقدر على الفراق، فراق الشهرة والأضواء والموسيقى،فطلبت الطلاق وعادت لاهثة وراء الفن الذي به شغفت.

مثلت عودتها الثانية للقاهرة انعطافات مهمة في حياتها، فكانت دائما على رأس موائد عليّة القوم هناك،فارتبطت برأس الدولة ونخبة المجتمع المصري، كما هيمت بدلالها وجمالها وصوتها قلوب الساسة والفنانين، فأحبت وتزوجت وتطلقت وأحبت وتزوجت، وهكذا دواليك، كما كانت محبة للحياة والسهر والبذخ، كريمة معطاءة وهذا ما أفقرها مرة أخرى.

استمرت حياتها بالصعود والهبوط وتعددت الروايات حول علاقاتها السياسية المثيرة للجدل، فمنهم من ذهب إلى نعتها بالجاسوسة والعميلة للمخابرات البريطانية، ومنهم من ذهب للقول أنها جنبت قومها بحرًا من الدماء في تعاونها مع المخابرات، ولم يتوقف سيل الحكايات عن نيتها للتعاون مع المخابرات الألمانية أيضًا، والحديث المثار حول علاقتها بالملكة نازلي وغيرتها الشديدة منها، بل وذهب البعض للقول أن كوكب الشرق أم كلثوم كانت تغارها أيضًا.

لم ينته الجدل في حياة الأميرة أسمهان، بل وصل إلى موتها، بحادثة غرق ما زالت غامضة حتى اليوم، فما حكاية أسمهان؟ تعرفوا على القصة في بودكاست "رموز".

المصدر : الجزيرة