القضية السورية في حوار مع الذكاء الاصطناعي

سوريا - ريف حلب - خسر الآلاف من السوريين منازلهم جراء كارثة الزلزال وباتوا نازحين جدد في مخيمات الشمال السوري
خسر الآلاف من السوريين منازلهم جراء كارثة الزلزال وباتوا نازحين جددا في مخيمات الشمال السوري (الجزيرة)

القضية السورية هي تراجيديا شعب ما زال ينتقل من معاناة إلى معاناة، وهو ملف شائك ومربك وتنوء به دول عدة كونه يفتقر إلى إرادة حازمة لإنهائه، وتأتي الكثير من المقاربات والتقاربات كخطوات مرحلية ومن باب التعامل مع الراهن على ما هو عليه ريثما تأتي ساعة الحسم ومعالجة الملف بشكل متكامل بعيدا عن ربطه بباقي القضايا والصراعات، وأبرزها الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وقد حاولت تقييم حال القضية السورية واستقراءه من وجهة نظر الذكاء الاصطناعي، وهي تجربة ثرية قد تفتح الباب لمقارنات بين الذكاءين وآثارهما، ومآلات توظيف الذكاء الاصطناعي في التقييم وفي صناعة القرار، وإليكم الأسئلة والأجوبة من "شات جي بي تي" (CHAT GPT).

هل تنسجم قرارات مجلس الأمن والتي تجنبت الفصل السابع في ما يتعلق بسوريا مع مبادئ الأمم المتحدة؟ وهل كانت بأفضل صيغة لكي تحمي حقوق الإنسان وتحافظ على الأرواح والممتلكات في سوريا؟

يمكن أن يختلف الرأي بشأن مدى انسجام قرارات مجلس الأمن بشأن سوريا مع مبادئ الأمم المتحدة وحقوق الإنسان، وهذا يعتمد على النظرة والتفسير الشخصي.

ومن المهم الإشارة إلى أن قرارات مجلس الأمن بشأن سوريا تأثرت بعدة عوامل، بما في ذلك العلاقات الدولية والأحداث الجيوسياسية والمصالح الإستراتيجية.

وبشكل عام، يهدف مجلس الأمن إلى حماية السلم والأمن الدوليين، وقد يتطلب ذلك اتخاذ قرارات صعبة ومتنازع عليها، وقد يتعارض هذا في بعض الأحيان مع مبادئ الحقوق الإنسانية، خاصة إذا كان الصراع يشمل انتهاكات لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.

ومع ذلك، يتعين على مجلس الأمن العمل بشكل متوازن ومتناغم مع مبادئ الأمم المتحدة وحقوق الإنسان، والتحرك بطريقة تحافظ على السلم والأمن الدوليين دون التضحية بالقيم والمبادئ الأساسية للمنظمة الدولية.

وبالنسبة لقرارات مجلس الأمن بشأن سوريا فقد تم اتخاذها بعد مناقشات طويلة ومتعددة، وتم تنسيقها بعناية لتحقيق التوازن المطلوب بين حماية السلم والأمن الدوليين وتلبية متطلبات حقوق الإنسان.

ومن الممكن أن هذه القرارات لم تكن بأفضل صيغة لحماية حقوق الإنسان والحيلولة دون وقوع المزيد من الأضرار في سوريا، ولكنها كانت الصيغة الممكنة في ذلك الوقت لتلبية المصالح والمطالب.

أعد توليد الجواب..

القرارات التي يتخذها مجلس الأمن بشأن سوريا هي محل جدل وتحتاج إلى تحليل وتقييم شاملين، ومن المهم النظر إلى الإطار القانوني والمبادئ الأساسية التي توجه عملية اتخاذ القرارات في مجلس الأمن، بما في ذلك مبادئ حقوق الإنسان وحماية الأرواح والممتلكات في سوريا.

عدم اللجوء إلى الفصل السابع في قرارات مجلس الأمن بشأن سوريا يعني أن المجلس يختار عدم اللجوء إلى استخدام القوة، وإنما يعمل على إيجاد حلول سلمية وتشجيع جميع الأطراف المعنية على الالتزام بمبادئ الأمم المتحدة وحقوق الإنسان.

ومن الممكن أن تتضمن تلك الحلول المراقبة والتحقق من وضع حقوق الإنسان وتقديم المساعدة الإنسانية وتشجيع الحوار والتفاوض بين الأطراف المعنية.

ومن الصعب الحكم بالتحديد على صياغة قرارات مجلس الأمن بشأن سوريا وإن كانت بأفضل صياغة أم لا، حيث إن مثل تلك القرارات تتطلب مراعاة العديد من العوامل المختلفة وتحتاج إلى تقييم شامل لنتائجها على المدى البعيد.

ومن المهم أن يعمل مجلس الأمن والمجتمع الدولي بشكل شامل على حل الأزمة السورية وإنهاء المعاناة الإنسانية الشديدة التي يتعرض لها الشعب السوري.

أنت تقول ما نصه هو التالي: "القرارات التي يتخذها مجلس الأمن بشأن سوريا هي محل جدل وتحتاج إلى تحليل وتقييم شاملين"، فهل نعتبر أن النتائج الميدانية لتلك القرارات صارت تتطلب إعادة النظر في تلك القرارات بما يحقق الغاية من شرعة الأمم المتحدة والغايات التي تأسس لأجلها مجلس الأمن؟

نعم، بالطبع، يجب دائما إعادة تقييم القرارات التي يتخذها مجلس الأمن والنظر في النتائج الميدانية والتأثير الفعلي لهذه القرارات، إذا لم تؤدِ القرارات المتخذة إلى تحقيق الأهداف المنشودة فمن المنطقي إعادة النظر في تلك القرارات وتقييم الخيارات الأخرى المتاحة لتحقيق تلك الأهداف.

يتعين على مجلس الأمن والمجتمع الدولي بشكل عام النظر بشكل دائم في الأوضاع الميدانية والوضع الإنساني في سوريا وتقييم النتائج المتحققة من القرارات التي يتخذها.

ويجب أن تكون الأهداف الإنسانية وحقوق الإنسان والشرعية الدولية هي العوامل الأساسية التي تحدد الخطوات التي يجب اتخاذها لتحقيق السلام والاستقرار في سوريا وحماية الحقوق والحريات الأساسية للشعب السوري.

وفقا لما أجبت به، هل ترى أنه يجب اتخاذ خطوات أكثر حزما والتزاما تجاه إنفاذ المساءلة عن الجرائم المرتكبة والانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية التي تم توثيقها من خلال مؤسسات أممية؟

نعم، بالتأكيد يجب اتخاذ خطوات أكثر حزما والتزاما تجاه إنفاذ المساءلة عن الجرائم المرتكبة والانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية التي تم توثيقها من خلال مؤسسات أممية.

يجب أن يتخذ المجتمع الدولي كل الإجراءات اللازمة لضمان أن يتم إنفاذ المساءلة عن هذه الجرائم، وأن يحاسب المسؤولون عنها.

يتعين على مجلس الأمن والمجتمع الدولي بشكل عام تحمل مسؤوليتهم وتقديم الدعم والموارد اللازمة لتمكين المؤسسات الأممية من القيام بمهامها وواجباتها، وتسهيل عمليات العدالة والإنصاف في سوريا وفي جميع أنحاء العالم.

ويجب أن يتم توفير كافة الإمكانيات والدعم اللازم للمحكمة الجنائية الدولية والمحاكم الوطنية والمؤسسات الأخرى المعنية بالعدالة الانتقالية والمساءلة.

ويجب أيضا أن تعمل المؤسسات الأممية والمنظمات ذات الصلة مع الحكومة السورية وجميع الأطراف المعنية في سوريا لتحقيق العدالة والمساءلة وضمان حماية حقوق الإنسان والعدالة للضحايا.

هل تعتبر أن مجمل التعامل الأممي مع القضية السورية وبالنظر إلى نتائجه على صعيد تحقيق العدالة وإنهاء المعاناة يستدعي النظر جديا في الانتقال إلى اعتماد ممثلي الدول في الأمم المتحدة ومجلس الأمن من وزارات العدل وليس من وزارات الخارجية؟

يمكن القول إن استخدام ممثلي الدول في الأمم المتحدة من وزارات العدل بدلا من وزارات الخارجية قد يساعد في زيادة الاهتمام بحقوق الإنسان وتحقيق العدالة، إذ إن هؤلاء الممثلين يمكن أن يكونوا أكثر تركيزا على هذه القضايا وأكثر ملاءمة للمشاركة في العمليات المتعلقة بحقوق الإنسان والعدالة الدولية.

ومع ذلك، يجب الأخذ في الاعتبار أن تحقيق العدالة وإنهاء المعاناة في سوريا يتطلبان جهودا دولية كبيرة، بما في ذلك التزام قوي من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بشكل عام وتعاون كبير بين المؤسسات الدولية والمنظمات غير الحكومية المختصة بحقوق الإنسان والعدالة.

وبالإضافة إلى ذلك، يجب أيضا أن يتم تعزيز وتدعيم الآليات الموجودة لتحقيق العدالة وتقديم المساءلة عن الجرائم المرتكبة في سوريا، والتي تشمل المحاكم الدولية والمحاكم الوطنية واللجان المستقلة.

ويجب أن تتعاون الدول مع هذه الآليات بشكل كامل وفعال لتحقيق العدالة والمساءلة وإنهاء المعاناة في سوريا.

كيف تتوقع أن يكون مآل الملف السوري فيما لو تولاه مندوبو الدول في الأمم المتحدة ومجلس الأمن من وزارات العدل وليس من وزارات الخارجية؟

من الممكن أن يؤدي تولي مندوبي الدول في الأمم المتحدة ومجلس الأمن من وزارات العدل دورا أكثر فعالية في ملف سوريا، حيث ستكون الأولوية الأساسية هي العدالة والحقيقة والمساءلة، وليس مصالح الدول السياسية أو الاقتصادية.

وقد يسهم ذلك في تحسين فرص العثور على حل دائم للصراع في سوريا وإنهاء المعاناة الإنسانية المتفاقمة في البلاد، ومن المهم أن يتم تقييم النتائج المحتملة لمثل هذه الخطوة ودراسة الأثر الذي قد يترتب عليها على المستوى الدولي.

هل تعتبر أن النتائج المتحققة لجهة إنهاء معاناة الشعب السوري وإنفاذ العدالة وحماية حقوق الإنسان تتناسب مع ما بذله دافعو الضرائب في مختلف الدول التي ساهمت في التبرع للشعب السوري، وذلك بالنظر إلى النتائج المتحققة ميدانيا لجهة إنهاء المعاناة وتحقيق العدالة وتمكين حقوق الإنسان؟

بالنسبة لهذا السؤال يمكننا القول إن النتائج المتحققة في ما يتعلق بإنهاء معاناة الشعب السوري وتحقيق العدالة وحماية حقوق الإنسان ما زالت محدودة ولا تتناسب بالكامل مع ما تم بذله من جهود وتبرعات.

وعلى الرغم من الجهود الدولية المبذولة والمساعدات التي قدمت للشعب السوري فإن الوضع الإنساني في سوريا لا يزال يشكل تحديا كبيرا، ومن المهم العمل على تعزيز الجهود الدولية لإيجاد حلول سياسية ودبلوماسية تنهي الصراع وتمكن الشعب السوري من الحياة بكرامة وأمان.

هل توجد توصيات مفيدة في هذا الاتجاه؟

بالتأكيد، هناك العديد من التوصيات التي يمكن اتباعها لتعزيز جهود المجتمع الدولي في تحقيق العدالة وحماية حقوق الإنسان في سوريا، منها:

  • زيادة الدعم المادي والإنساني للجهود الإنسانية في سوريا، بما في ذلك توفير المساعدة الطبية والغذائية والإيوائية للمدنيين المتضررين.
  • دعم الجهود الدولية لتحقيق العدالة والمحاسبة على الجرائم المرتكبة في سوريا، والتي يمكن تحقيقها من خلال إنشاء محكمة دولية خاصة بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في سوريا.
  • العمل على إنهاء الصراع الدائر في سوريا من خلال حل سياسي شامل وشرعي يحقق مطالب الشعب السوري ويحافظ على وحدة البلاد وسيادتها.
  • تشجيع المجتمع الدولي على تقديم الدعم الكافي للجوانب الأمنية والعسكرية من الجهود الدولية المشتركة للحفاظ على الأمن والاستقرار في سوريا.
  • تحفيز الدول المانحة والشركات على الاستثمار في إعادة إعمار سوريا وتنمية الاقتصاد السوري لدعم الاستقرار المستدام في البلاد.
  • تحسين القدرات المؤسسية والتحديث التقني للمؤسسات السورية الحكومية والمدنية، لتمكينها من القيام بواجباتها الحيوية بشكل أفضل.
  • التركيز على حماية المجتمعات الأكثر ضعفا في سوريا، بمن في ذلك النساء والأطفال واللاجئون، وتعزيز الجهود المبذولة لمكافحة العنف الجنسي والتمييز والاستغلال في حقهم.

ما المتوقع فيما لو بقي التعامل الدولي على حاله ويراوح مكانه في ما يتعلق بالملف السوري؟

إذا بقي التعامل الدولي على حاله ولم يحدث تغيير جوهري في النهج المتبع فإن الوضع في سوريا قد يستمر في الانزلاق إلى مزيد من الفوضى والعنف والتدهور الإنساني.

قد تستمر الأزمة السورية لسنوات أخرى دون حل واضح للصراع، ويمكن أن تستمر حالة النزوح الكبير وانتهاكات حقوق الإنسان والجرائم ضد الإنسانية.

وفي هذا السياق، قد يزداد تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا وتأثيرها على المنطقة بأكملها.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.