شخصية القرضاوي وأخلاقيات العلم (2)

الشيخ يوسف القرضاوي (مواقع التواصل)

أوضحت -في مقال الأسبوع الماضي– كيف صار الشيخ يوسف القرضاوي -رحمه الله تعالى- ظاهرةً (phenomenon)، متبعًا في ذلك منهج تأريخ الأفكار. أما هذا المقال فيتناول شخصية القرضاوي من خلال أدبيات "أخلاق العالم" التي تتصل بما يسمى "أخلاق الفضيلة"، وقد سبق لي أن سلكتُ المسلك نفسه في مقال سابق حين كتبت عن شيخنا العلامة نور الدين عتر رحمه الله تعالى.

والكلمة المفتاحية هنا لفهم شخصية القرضاوي هي أنه جمع بين النظر والعمل بلغة الفلاسفة الذين قسموا الحكمة (التي تقود إلى الفضيلة الكاملة) إلى حكمة نظرية وحكمة عملية، وعبّر عنها ابن رشد بأن يعرف الحق ويعمل به. أو أنه جمع بين العلم والعمل بلغة علماء المسلمين الذين ألحوا على أن النظر إنما يُطلب من أجل العمل، وأن العمل يجب أن يسبقه النظر؛ فلا عمل صحيحًا بلا علم. فبالنظر يمكن تحصيل الآراء الصحيحة، وبالعمل يمكن تحصيل الهيئة الفاضلة، ومن ثم اعتبر العلماء أن العلم "إمام العمل، والعملُ تابعُه؛ يُلهَمه السعداء ويُحرمه الأشقياء" كما قال أبو بكر الآجرّي (ت. 360هـ).

ولأجل هذه العلاقة الوثيقة بين النظر (أو العلم) والعمل، أسبغ الفلاسفة معاني الكمال الإنساني على الفيلسوف الذي هو أشبه بالفاضل الكامل عندهم، كما أسبغ علماء المسلمين معاني الكمال الإنساني على العالم الذي تخلق بالعلم حتى صار له ملَكة يتعاطاه دون تكلف، ولا يكون العالم كذلك إلا إذا "اعتقد الأخلاق السَّنِيّة واعتزل الأخلاق الدنيّة". ويتفاوت العلماء بقدر تفاوتهم في هذه الأخلاق، وبقدر تمكنهم في العلم الذي ينقلب إلى أحوال، ولهذا قال الله تعالى: "إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ".

وتكاد أخلاقيات العالم تختزل هذه العلاقة بين النظر والعمل في تصورات علماء المسلمين، ومن ثم فهي تتشعب لتشمل أطرافًا مختلفة، سبق أن أشرت إلى بعضها في مقالي عن الشيخ عتر، ولكنني أعيد بناءها هنا من خلال التصور الذي قدمه أبو بكر الآجرّي؛ فقد لخصها بعبارة شديد التكثيف وهي: أن العالم "يستعمل في كل حال ما يجب عليه". وأحوال العالم شديدة التركيب والتشعب؛ إذ إنها تشمل الأخلاق التي يجب أن يكون عليها في طلبه للعلم، وما الذي يُلزم به نفسه عندما يكثر علمه، وإذا جالس العلماء فكيف يجالسهم؟ وإذا تعلم فكيف يتعلم؟ وكيف يُعلم غيره؟ وإذا ناظر غيره بالعلم فكيف يناظر؟ وإذا أفتى فكيف يفتي؟ وإذا ابتُلي بمجالسة الأمراء فكيف يجالسهم؟ وإذا عاشر عموم الناس من غير أهل العلم فما صفاته الواجبة عند معاشرتهم؟

تحيط هذه الأحوال بأطراف حركة العالم لتشكل شبكة معقدة من الأخلاقيات التي تفي بتشابك وتعقيدات علاقة العالم بنفسه أولاً، وبالعلم وطرق اكتسابه والازدياد فيه ثانيًا، وبالعلماء ممن هم دونه أو مثله أو فوقه ثالثًا، وبالأمراء وأصحاب السلطة رابعًا، وبعموم الناس من غير أهل العلم خامسًا.

والقرضاوي قد أخذ منها بحظّ وافر؛ إذ جمع بينها من خلال ثلاث مسائل رئيسة، وهي:

الأولى: أنه جمع بين العلم والحركة بالعلم.

الثانية: أنه جمع بين العلم والتدين.

الثالثة: أنه تحلى بخصال وفضائل شخصية تندرج ضمن ما سطره الآجري وغيره في "أخلاق العلماء".

أما فيما يخص المسألة الأولى، وهي الجمع بين العلم والحركة بالعلم، فهو مسلك عرفناه -نادرًا- لدى العلماء السابقين أمثال شيخ الإسلام العز بن عبد السلام (ت. 660هـ)، وشيخ الإسلام ابن تيمية (ت. 728هـ) وإن لم يبلغ مبلغهما، مع ما أصاب الحركة بالعلم في المجال العام في ظل الدولة الحديثة من تغيرات وإكراهات، وسأفرد لهذه المسألة مقالاً مستقلاً لأهميتها.

أما فيما يخص المسألة الثانية، وهي الجمع بين العلم والتدين، فقد كان القرضاوي يوازن بين العلم والتعبد، وقد تحقق فيه -فيما أحسب- ما ذكره الإمام الآجري -رحمه الله تعالى- من صفات العالم حين قال: "همّه في تلاوة كلام الله عز وجل: الفهمُ عن الله فيما أمر ونهى، و[همه] في حفظ السنن والآثار: الفقهُ؛ لئلا يُضَيّع ما أُمر به". ومن هنا اعتنى الشيخ بكتاب الله عز وجل، فهمًا وتدبرًا وتفسيرًا في بعض المساجد ثم في بعض كتبه، ولا سيما أنه كتب عن "كيف نتعامل مع القرآن؟"، و"كيف نتعامل مع السنة النبوية؟"، وكان متين الحفظ للقرآن ولديه زادٌ وافرٌ من الأحاديث والآثار، والمتتبع لدروسه ولقاءاته وكتبه يلحظ -بوضوح- كثافة حضور النصين القرآني والنبوي فيها. وإنما ذكرتُ هذا تحت الجمع بين العلم والتدين؛ لأن المقصد الأعلى من نص الوحي هو فقهه والتحقق بأوامره ونواهيه، أي عدنا إلى العلاقة بين العلم والعمل، وكلاهما يوسّع إطار الفهم والعمل الديني معًا؛ إذ أحدهما خادمٌ للآخر، فالنظر يوسّع العلم، والعمل يحوّل العلم إلى حال، والحال والمعرفة تولّد المعرفة وهكذا دواليك. وقد أوضح لنا الإمام الآجري أن من "اتسع في العلوم تراكمت على قلبه الفهوم؛ فاستحى من الحق القيوم".

وفيما يخص المسألة الثالثة، وهي الفضائل الشخصية والعلمية التي هي سِيْما العلماء، يمكن أن نذكر خمس خصال هنا:

الخصلة الأولى: أن القرضاوي كان شديد التيقظ


حاله يترجم صفة التيقظ (التي هي عكس الغفلة) التي تحدث عنها علماء الحديث في صفة الراوي، ومن تيقظ الشيخ أنه كان شديد الوعي بتفاصيل ما يجري حوله وقد بلغ الثمانين حينها، وكان شديد الإنصات أيضًا لمن يحدثه؛ حتى كأنه يختزن كل ما يسمع فيُخرجه عند الحاجة إليه. ومن أمثلة ذلك أننا تصادفنا مرة -دون علم أو ترتيب مسبق- عند النزول من الطائرة في مطار القاهرة، ثم مشينا معًا، فكان كلما تقدم التفّ الناس من حوله حتى احتشدت أمة منهم، وكان كلما اقترب منه أحد ابتعدت عنه حتى بعدت المسافة بيننا، ثم غادرت المطار دون أن أودعه. ولما هاتفته بعد نحو أسبوعين من ألمانيا، بادرني بالقول: أين ذهبتَ؟ كأنه يعاتبني أنني غادرت دون أن أودعه.

كنت أظن أنه مع هذه الحشود لن يدرك تفاصيل ما حوله وهو شيخ عجوز، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تيقظه من جهة، وشدة اهتمامه بمن حوله من جهة أخرى. ومن أمثلة ذلك أيضًا أنه كان من عادتي أن أقترح عليه في كل أسبوع بعض الموضوعات لنناقشها في برنامج "الشريعة والحياة" الأسبوعي على قناة الجزيرة، وكان من عادته ألا يقترح موضوعًا، ولكنه يختار من بين مقترحاتي التي أعرضها عليه كل أسبوع، ويبادرني بالسؤال: ماذا لديك لهذا الأسبوع؟ وقد عرضت عليه مرة عدة مقترحات ثم اختار أحدها، فإذا ما جئنا إلى الأسبوع اللاحق لأقترح عليه موضوعات جديدة، فوجئت به يعود إلى مقترح لي قديم كنت قد ظننت أنه لم يلتفت إليه، ولكن اتضح أنه علق في ذهنه وبقي يفكر فيه بينه وبين نفسه!

الخصلة الثانية: أنه كان في واقع حاله على عكس ما يبدو في الإعلام

إذ كان قليل الكلام شديد الإنصات، لا يتدخل فيما لا يعنيه. وقد ذكر الإمام الآجري من صفات العالم أنه "طويل السكوت عما لا يعنيه؛ حتى يشتاق جليسه إلى حديثه. إن ازداد علمًا خاف من ثبات الحجة؛ فهو مُشفق في علمه. كلما ازداد علما ازداد إشفاقًا". ولقد كان الشيخ -فيما شهدت بنفسي- لا يتدخل في عملي في برنامج "الشريعة والحياة"، وقد عملت معه من خلال قناة الجزيرة منذ ديسمبر/كانون الأول 2004 حتى أغسطس/آب 2013 حين أوقف البرنامج.

لم يعترض مرةً على سؤال كتبته له؛ رغم أن أسئلتي كانت نقدية حادة في المرحلة الأولى، ثم خففت من حدتها في مرحلة لاحقة ولكنها حافظت على سمتها الناقدة للحركة بل وله أحيانًا. وقد كان من عادتي أن أرسل له ولمذيع البرنامج نص الحلقة (بمقدمتها ومحاورها وأسئلتها) مساء كل خميس، كما أنه لم يتدخل مرة في تحديد من يَخلفه في البرنامج في حال غيابه، ولم يفعل ذلك إلا مرة واحدة طوال تلك المدة التي امتدت لنحو تسع سنين، وقد فعلها بحياء؛ إذ اقترح عليّ اسمًا؛ موضحًا عذره في ذلك وهو أن فلانًا المُسمّى يظن أن الشيخ هو الذي يحول بينه وبين البرنامج، فأراد الشيخ أن يُزيح عنه هذا الوهم؛ جبرًا لخاطره. وقد كان الناس يتهافتون عليه لطلب وساطته للظهور في "الشريعة والحياة" ولكنه لم يكن يتدخل!

الخصلة الثالثة: أنه كان شديد الأدب

لا يذكر أحدًا بسوءٍ، وهذه شهادتي في حدود خبرتي به بل وخبرة بعض من عاشره ممن سألتهم عنه من أهل العلم ممن ليسوا على وفاق معه في أفكاره ومشربه، وقد كان -مثلاً- شديد التأدب مع المفكر العلماني الراحل صادق جلال العظم، حين خرج معه في مناظرة تلفزيونية عبر شاشة قناة الجزيرة سنة 1996، وهو وإن كان حادّ النبرة في كتبه المبكرة مع العلمانيين؛ فحدته كانت تتوجه إلى أفكارهم لا إلى أشخاصهم أو الانتقاص منهم. وهذا شأن أهل العلم؛ فسؤاله الدائم لمن يزوره من أهل العلم هو مسائل العلم وعن الكتب؛ طلبًا للجديد أو مدارسة للعلم أو انشغالاً بأحوال المسلمين والدعاء لهم، وقد كان يحرص على الذهاب إلى معرض الكتاب في الدوحة -مثلاً- في آخر حياته وهو على كرسي متحرك.

الخصلة الرابعة: تقبله للنقد

من خلال تجربتي معه على الأقل؛ فقد كان يتعامل مع أسئلتي النقدية المشار إليها سابقًا خلال برنامج "الشريعة والحياة"،  كما هي دون أن يطلب إعادة صياغتها، ولا سيما أنه كان يكون قد قرأها قبل أن يأتي وكتب بعض رؤوس الأفكار على نسخته المطبوعة من نص الحلقة، كما أنني كنت أضع له رؤوس أفكار ومعلومات تحت بعض الأسئلة لإثراء النقاش فيأخذ بها تارة ويتركها أخرى، وسبق لي أن نقدت الجانب الحديثي في كتاباته، وذلك أثناء الاحتفال الذي أقيم له بمناسبة بلوغه الثمانين وقد كان حاضرًا ومصغيًا.

كما أنني طرحت في المناسبة نفسها السؤال عمن يَخلف القرضاوي، أو بتعبيري حينها: "ماذا بعد القرضاوي؟"، وقد كان يجلس إلى يساري على المنصة، وفي حضور حشد من الناس وخلال بث حي. ولأجل نزعتي النقدية كان يحرص أن يكتب لي -حين يُهديني كتابًا له-  "إلى الأخ الباحث الناقد الدؤوب"، وهنا يجب أن نميز بين مستويين: النقد الذي هو عمل فكري ومنطلقه فكري، وبين العداء الذي هو موقف نفسي تُحركه دوافع نفسية مختلفة كالحسد والبغض والرغبة والرهبة والطمع وهو ما يَسم كثيرًا من مواقف خصومه والخائضين فيه اليوم بعد وفاته، فحتى من بدّل منهم وناقض نفسه فيه لم يبدل بناء على تغير أفكار بل بناء على تغير زمان وسياسات!

الخصلة الخامسة: تواضعه الشديد مع هيبة بادية على شخصيته لمن اقترب منه

ومع ذلك ظلّ "ابن القرية والكتّاب" في تعامله مع الناس، وهو العنوان الذي اختاره لسيرته الذاتية المطولة التي أبديت بعض التعليقات النقدية عليها في كتابي عنه الذي نُشر سنة 2009 وأهديته نسخة منه. فقد بقي يعرّف نفسه ويتصرف كما لو كان ما يزال "ابن القرية والكتاب"؛ رغم أنه عاش في قطر أكثر من ستين سنة، وأصبح خلالها شخصية عالمية، وربما حملت له هذه الطبيعة الشخصية بعض المشكلات -في رأيي- إذ كانت عالميته تقتضي منه بعض الحذر والتحفظ في العلاقة بمن يدخل عليه، وقد كان يؤمه الناس من كل حدب وصوب ومن أديان وجنسيات ومواقع مختلفة وبدوافع وأغراض مختلفة.

كان الشيخ يحرص -مثلاً- على الاتصال شخصيًّا بكل من يدعوه إلى وليمة أو مناسبة ينظمها في بيته، يفعل ذلك مع كل فرد مهما صغر أو كبر، وكذلك يفعل في التعازي والتهنئة في المناسبات الاجتماعية؛ إظهارًا للاهتمام بأحوال من حوله، وجبرًا لخواطر الناس وحرصًا على إدخال السرور إلى قلوبهم؛ فقد كان ابن بلد أصيلاً. وفي سنة 2008، في ظل التوتر الذي نشب بين السنة والشيعة على وقع ما كان يجري في العراق، اتصل بي ليخبرني أنه قرأ مقالي في ذلك، وأن له عليه بعض الملحوظات (تتصل بنقدي للشيخ حسن البنا)؛ بالرغم من إعجابه به، ولم تمنعه مكانته وسنه وصغر سني حينها من أن يقول لي: "مقالك قدم أشياء جديدة لم نكن نعرفها". وكان الشيخ إذا أفاد من بعض تلامذته أو مَن حوله معلومةً عزاها إليه وشكره عليها، وقد ذكر الإمام الآجري في أخلاق العالم أنه إذا استفاد من العلماء علمًا، "أعلمهم أني قد أفدت خيرًا كثيرًا، ثم شكرهم على ذلك".

حاولت أن أبرز الجانب الإيجابي لدى الشيخ على طريقة علماء التراجم مع تجديد في المنهج، دون أن أزعم أن القرضاوي بلغ الغاية في ذلك؛ إذ شأنه شأن سائر البشر الذين يعتريهم من النواقص ما يُثبت بشريتهم ويُقيم التفاضل بينهم، ولكن حسبي هنا أنني أبرزت الفضائل لغرضين:

الأول: أن ذلك يساعد على فهم شخصية الشيخ، وخصوصًا لمن لم يقترب منه، بل ربما وقع قومٌ في الحيرة أمام هذا التجاذب الواقع فيه -بعد موته- بين فريقين: فريق منزِّه له عن كل نقد، وآخر مُخرج له من رحمة الله!

الثاني: أن مثل هذا النمط في الكتابة، يساعد على رسم جانب من أخلاق الفضيلة من خلال شخصيات عايشناها؛ بما قد يحفز طلبة العلم على الاحتذاء ببعض صفات العالم المعاصر التي قايستها -هنا- بأصلها النظري الذي يشكل بالنسبة لنا النموذج الذي يُحتذى، وأعني هنا أخلاق العالم كما سطرها الآجري وابن جماعة وغيرهما، وقد وجدتها مناسبة للعودة إليها وإحيائها بالنقاش والتنزيل، لأوضح أنها ليست مجرد أدبيات نظرية أو تاريخية، وحاولت أن أنزل بعض هذه المعايير على شخصيات عرفتها عن قرب، كما فعلت مع الشيخ عتر من قبل، ومع الشيخ القرضاوي هنا، على اختلاف ما بين الرجلين: منهجًا واجتهادًا وممارسةً، وقد تتلمذت للأول وعملت مع الثاني من خلال برنامج محدد ترك أثره على الملايين.

هذا بعض مقتضيات الوفاء الواجب للأشخاص من جهة، وبعض مقتضيات الحق الواجب للعلم من جهة أخرى، ولأوضح بأن نقد الأفكار -وهو ما آمل أن أتوسع فيه لاحقًا- لا يتنافى مع الإقرار بفضائل الأشخاص؛ إذ إنه يخرجنا من التمحور حول الأشخاص إلى التمحور حول الأفكار والفضائل نفسها، ومناقشة الأشخاص ومنتجهم من خلال أصلٍ نظري يُرجع إليه ويُقاس عليه، وهو ما يتيح تجاوز الأشخاص أيضًا في بعض الأحيان إلى ما هو أصوب وإلى تغير الاجتهاد بتغير العصر والأوان. رحم الله الشيخين وجزاهما خيرًا على ما قدّما واجتهدا وغفر لنا ولهما.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.