أمطار القاهرة تغرق أحياءها وتفضح مشاريعها

أمطار القاهرة تغرق أحياءها وتفضح سوء تنفيذ مشاريعها
مشهد من غرق أحد الأحياء بالقاهرة (ناشطون)
تفاعل مغردون مصريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع الأمطار الغزيرة التي سقطت على القاهرة، وما خلفته من أضرار بالمساكن والبنى التحتية، فضلا عن انقطاع آلاف الناس بالشوارع لساعات طويلة دون مجيب لاستغاثاتهم.

وشهدت مصر على مدار اليومين الماضيين أمطارا غزيرة لم تشهدها البلاد منذ عشرات السنوات، خاصة في مثل هذا الوقت من السنة، بحسب ناشطين، حيث طالت محافظتي القاهرة والجيزة، وخلفت أضرارا مادية كبيرة.

وبرزت الأضرار بشكل كبير في حي القاهرة الجديدة، وتناولته مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة كونه أحد أهم الأحياء الراقية في العاصمة، وتقدر مساحته بسبعين ألف فدان، ويتجاوز سكانه نصف مليون مواطن.

وانتشرت مقاطع فيديو من عدة مناطق متفرقة بالقاهرة الكبرى والعين السخنة لانهيارات أرضية وغرق منازل وسيارات جراء السيول الجارفة، التي اجتاحت المنطقة، ومن ضمنها هذا التسجيل الأكثر تفاعلا أمس، وحصد آلاف المشاركات لسيدة تقف على الطريق الدائري لأكثر من ثماني ساعات مع والدتها وابنتها من غير أكل أو شرب، وحاولت الاتصال بالنجدة لكنها لم تتلق إجابة.

وانتشر تسجيل آخر لانهيار وانزلاق التربة في الطريق الواصل بين العين السخنة والزعفرانة الذي افتتحه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أيام، وكانت الأمطار جرفت حوافه وحولتها إلى ما يشبه الشلالات.

وعلت الأصوات المنتقدة للدولة وتقصيرها في نجدة الناس، سواء كانوا عالقين في الأبنية التي غمرتها السيول، أو الذين غرقوا مع سياراتهم في الشوارع التي غمرتها مياه الأمطار، أو من الذين تقطعت بهم السبل وأغلقت الشوارع في وجوههم فأمضوا ليلتهم مع أسرهم في سياراتهم.

غمرت مياه الأمطار أيضا شوارع منطقة التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة بالكامل، حيث اجتاحتها السيول أكثر من المناطق الأخرى في القاهرة والجيزة، وأظهرت التسجيلات غرق الشوارع بالكامل، مع نداءات استغاثة لإنقاذ العالقين فيها.

وقارن مغرد سوء التنفيذ من قبل المستثمرين العرب الذي أشرفوا على هذه المناطق التي غمرتها مياه الأمطار، وبين الأحياء التي بناها الاستعمار قبل أكثر من مئة عام، وكيف صمدت ولم تتضرر.

وكتب حساب جبرتي معلقا على فضح الأمطار سوء الخدمات؛ "إيه اللي يجبر أي حكومة في العالم إنها تحترم أو تعمل أي حاجة لمصلحة شعب غير قادر على محاسبتها؟!".

المصدر : الجزيرة