مغردون: السيسي يكمل المسرحية بـ#الكومبارس موسى

موسى مصطفى موسى
مرشح الرئاسة المصرية موسى مصطفى موسى (ناشطون)
تزامنا مع إغلاق "مسرحية" الترشح للانتخابات المصرية أبوابها، فتح متابعوها أبواب السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي ترحيبا بمرشحها المفاجئ موسى مصطفى موسى، حيث وصفوه بمرشح "اللحظات الأخيرة والكومبارس".

وكغيره من المرشحين السابقين، لم يكن ليمر إعلان رئيس حزب الغد المصري موسى مصطفى موسى أمس الاثنين ترشحه لرئاسة الجمهورية قبل ساعات من حلول الموعد النهائي لقبول المرشحين دون أن ينال نصيبه من المغردين عبر وسوم #باب_الترشح، #موسي_مصطفي_موسي، #المحلل_السياسي، #انتخبوا_الخرونج، وأبرزها على الإطلاق #الكومبارس، الذي عج بالتعليقات الساخرة والانتقاد.

فلم ير المغردون في هذا الترشح إلا أداء لدور #الكومبارس في إخراج الانتخابات للعالم على أنها تسير في جو تنافسي ديمقراطي من خلال تصوير موسى طرفا ثانيا فيها، بعد ملء الفراغ الذي خلفه تعسف السيسي وإقصائه مرشحيه الأنداد.

وعلى حد وصف المغردين، فهم لم يتفاجؤوا بترشح موسى، بل كانوا ينتظرون للتعرف على الكومبارس الذي سوف يرتكز عليه السيسي ليكمل به إخراج المسرحية الانتخابية، بعد أن جاءه النقد من كل جانب و"فاحت رائحة " الاستئثار بالسلطة، وانتشار مظاهر البطش بالخصوم، كما جاء في وصف المغردين.

وتساءل آخرون: كيف لداعم للسيسي ومن أبرز الشخصيات الناشطة في حملته الانتخابية أن يترشح ضده وينافسه، وقبل ساعات قليلة من إعلان ترشحه كان يستخدم صورة السيسي خلفية لحسابه على فيسبوك، ووجه البعض رسالة لحزب الغد الذي ينحدر منه موسى أن يحترم تاريخه النضالي، وإلا سوف تسقط ورقة التوت التي كان يتستر بها.

فغرد خالد "المنصب بقي للبلطجية فقط من بلحه لموسى يا قلبي لا تحزن والاغرب من كده أن موسي طلع خريج معهد فني صناعي جمهوريه العسكر ترحب بكم"، وأضاف آخر "وفرو فلوس الانتخابات للشعب الغلبان وبلا مسرحيات".

قمع المرشحين
ويرى رواد مواقع التواصل أن السيسي بدأ الانقضاض على منافسيه من خلال وأد ترشحهم في المهد، فكان الضحية الأولى المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية العقيد أحمد قنصوة، الذي أصدرت محكمة شمال القاهرة العسكرية حكما عليه بالسجن ست سنوات مع الشغل والنفاذ، وذلك بعد ظهوره في تسجيل مصور على وسائل التواصل ببزته العسكرية وهو يعلن قرار ترشحه للرئاسة، فاتهم بالإضرار "بمقتضيات النظام العسكري".

بعدها جاء الدور على رئيس الوزراء الأسبق أحمد شفيق بعد إعلانه نيته للترشح لرئاسة مصر، وأنه محتجز في الإمارات، ليتم ترحيله إلى مصر على متن طائرة خاصة، وهناك تم التعامل معه بما اقترفت يداه، وأكره على الانسحاب بتهديده بالتحقيق في اتهامات سابقة بالفساد ضده، فرأى بنفسه "أنني لن أكون الشخص الأمثل لقيادة أمور الدولة خلال الفترة القادمة، لذلك قررت عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة 2018".

وبطريقة أكثر "إذلالا" ألحق السيسي منافسه رئيس الأركان السابق الفريق سامي عنان بركب سلفه شفيق، فاعتقلته قوات الأمن المصرية من الشارع عقب إعلانه الترشح للانتخابات المصرية قبل أسبوعين، وأحيل إثرها للسجن الحربي مع احتمالية مواجهته محكمة عسكرية.

واستمر النظام بإحراق أوراق المرشحين، مما دفع المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة المصرية خالد علي للانسحاب من السباق بعد يوم من إلقاء القبض على عنان، واكتناف الغموض مصيره بعد مثوله أمام النيابة العسكرية.

الكومبارس
وبعد خلو الساحة من المنافسين، حاول السيسي البحث عن مرشح "كومبارس" فتوصل إلى رئيس حزب الوفد السيد البدوي فحاولت وسائل إعلام النظام الضغط عليه من أجل الترشح، لكن الهيئة العليا لحزب الوفد أعلنت دعم الرئيس السيسي في الانتخابات ورفضت الدفع بمرشح.

وقبيل ساعات من إغلاق باب الترشح، وبعد بحث في أرشيف مبارك، وجد نظام السيسي ضالته في رئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى، الذي استخدمه نظام مبارك من أجل إبعاد أيمن نور عن الساحة السياسية بعد منافسته لمبارك، وإقحامه بحزب الغد ليبعد بعدها نور، ويتسلم مكانه رئاسة الحزب في أكتوبر/تشرين الأول 2005.

فأعيد الرجل للحياة مجددا اليوم في زمن السيسي، ودفع به للترشح للانتخابات الرئاسية في مصر، وتمثيل دور "الكومبارس" فيها قبل إغلاف باب الترشح بساعات أمس الاثنين.

وتتركز انتقادات خصوم السيسي على أن الرئيس المصري لم يقم فقط باستنساخ مسرحية الانتخابات الرئاسية التي شهدها العالم عام 2014، و"انتصر" فيها على الكومبارس الوحيد، ولكن هذه المرة كانت أكثر "تبجحا"، فاتسمت بالاعتقال والتنكيل حينا والاعتداء بالضرب والتهديد العلني أحيانا أخرى لكل من تسول له نفسه التفكير في كرسي الرئاسة.

المصدر : الجزيرة