"#مايك_الجزيرة" وعقدة الوزير المصري

"#مايك_الجزيرة" وعقدة وزير الخارجية المصري
الوزير المصري لا يكاد يفوت فرصة عقب كل جولة تفاوض ليؤكد فيها على ما يسببه وجود ميكروفون الجزيرة من قلق(رويترز)

ما زال ميكروفون الجزيرة يشكل مشكلة شخصية لوزير الخارجية المصري سامح شكري، ورغم ما عده مراقبون تعثرا في الملف التفاوضي المصري الخاص بسد النهضة، لا يكاد الوزير يفوت فرصة عقب كل جولة تفاوض ليؤكد فيها على ما يسببه وجود ميكروفون الجزيرة من قلق.

سامح شكري قام في وقت سابق بإلقاء ميكروفون القناة على الأرض، بعد أن نبهه وزير الري لوجوده، واستقبل هذا الفعل في الإعلام المصري كعمل بطولي ضد ميكروفون قناة إخبارية، إلا أنه حرص -ورغم وصول المفاوضات لمرحلة حرجة- على التأكيد على خصومته الشخصية مع ميكروفون الجزيرة ليطلب إبعاده مرة أخرى عقب مفاوضات السد الأخيرة.

مغردون على موقع تويتر تلقوا سلوك وزير الخارجية بشيء من السخرية والسخط معا، حيث رأوا في انشغال الوزير الدائم بميكروفون الجزيرة سلوكا غير دبلوماسي ويضع دولة في حجم مصر في مواجهة مع قناة إخبارية لا تقوم بأكثر من نشر الخبر، وعلق مغردون بأن ميكروفون القناة لن ينقل أكثر من كلام الوزير فلماذا الخشية منه؟



آخرون رأوا في سلوك الوزير المصري بعدا "دعائيا" يهدف من خلاله الوزير ووفده لخلق مواضيع نقاش في الإعلام المصري لتغطي على ما أسموه "فشلا ذريعا" تعاني منه الدولة المصرية فيما يتعلق بتقدم التفاوض مع إثيوبيا، حيث قامت إثيوبيا قبيل آخر جولة مفاوضات بتغيير مجرى النيل ليمر عبر السد، كأول خطوة تشغيلية له، وفق قولهم.

في السياق رأى مغردون أن الأمر أكبر من مجرد خصومة مع ميكروفون قناة، فالنظام السياسي في مصر قد نجح في فرض سياسة التكميم الإعلامي وفرض توازن الرعب في ميدان الصحافة، وأقام خلف كل قلم صحفي أو صوت إعلامي رقيبا عسكريا يقر الكلام قبل أن يكتب أو يقال، ولذلك يرى الوزير في ميكروفون الجزيرة إشكالية حيث إنها لا يمتلك سلطة تكميمها، لكنه في النهاية يمارس ما تبقى له من سلطة إبعادها قدر المستطاع.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي