لماذا استهدف الروس "علوش" وتركوا "البغدادي"؟

زهران علوش
مواقع التواصل باتت مشغولة بحقيقة الدور الروسي الذي لا زال يعلن حربه على تنظيم الدولة بينما هو يقتل المعتدلين (ناشطون)

لم يمر حادث اغتيال قائد جيش الإسلام في الغوطة محمد زهران علوش دون أن يثير أسئلة كثيرة حول مسار الأمور في سوريا، فمواقع التواصل الاجتماعي باتت مشغولة في المنطقة العربية بالإجابة عن سؤال الدور الروسي الذي لا زال يعلن حربه على تنظيم الدولة بينما يسقط القتلى من خصوم التنظيم وقيادات الفصائل السورية الأخرى.

لا يمكن بحال -وفق مغردين- تصور أن تتجه الصواريخ الروسية في الإعلام باتجاه تنظيم الدولة، بينما تسقط في الواقع على أرتال المعارضة وتصفي قياداتهم، ولذا كانت حادثة اغتيال "علوش" مدخلا مهما في نظرهم للتأكيد على ما أسموه "التضليل الروسي" وشماعة تنظيم الدولة التي يلوح بها بينما تدك طائراته مدنا لم يصلها التنظيم ومواقع يسيطر عليها "خصوم البغدادي".

وسوم عديدة تم تدشينها لنعي "علوش" على موقع تويتر مثل: #استشهاد_زهران_علوش و #جيش_الإسلام و #زهران_علوش، اكتظت جميعها بآلاف التغريدات التي تنوعت ما بين النعي والمبايعة على مواصلة النضال، بينما انشغلت بقية باقية بتحليل الموقف الروسي في سوريا انطلاقا من عملية الاغتيال.



وبين مشهدين في ثورة سوريا، حاول مغردون عقد مقارنة علها تعيد ترتيب المواقف بعد أن خلطها طيش النيران، فمشهد الحديث عن صفقة برعاية أممية في مخيم اليرموك لتأمين انسحاب مقاتلي تنظيم الدولة وعائلاتهم يتضارب مع مشهد قصف واغتيال زهران علوش وقيادات جيش الإسلام، مما دفع بالتساؤل مجددا: لماذا تركوا رأس البغدادي في حين استهدفوا رأس خصمه؟

تصفية جماعات الوسط في سوريا وتضييق الخيارات في الميدان ما بين تنظيم الدولة أو النظام يراها مغردون دافعا رئيسيا للسلوك الروسي لضرب علوش أو بقية فصائل المعارضة، حيث يرى مغردون أن روسيا ترغب في تقليل مساحات الاختيار ما بين النظام وتنظيم الدولة لتصبح معادلة ثنائية القطب بدلا من كونها متعددة، مما يسهل -وفق مغردين- صناعة كتلة دعم دولية وإقليمية لصالح النظام السوري.

مغردون على وسم #استشهاد_زهران_علوش رأوا أن استهدافه -رغم فداحته- لن يغير من واقع الأمر على الأرض، فجيش الإسلام ما زال يقف في الغوطة الشرقية "يرابط وعينه نحو دمشق" -بحسب قولهم- مؤكدين أن اغتيال قيادات أحرار الشام في العام الماضي لم يهز مسيرة الحركة بالرغم من التكهنات بتراجع دورها الميداني، مؤكدين في الوقت ذاته على ضرورة وضع آلية حقيقية لمواجهة العملاء في الداخل لتقليل مثل هذه العمليات.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي