تحقيقات حول دور ترامب.. صفقة البنتاغون قد تخطفها أمازون من يد مايكروسوفت

منح البنتاغون عقدا مدته 10 سنوات لتطوير البنية التحتية المشتركة للدفاع لشركة مايكروسوفت عام 2019، بعد معركة شرسة مع أمازون.

U.S. President Donald Trump and Satya Nadella, CEO of Microsoft Corporation listen as Jeff Bezos, CEO of Amazon speaks during an American Technology Council roundtable at the White House in Washington, U.S., June 19, 2017. REUTERS/Carlos Barria
أمازون قالت إن مايكروسوفت لا تملك القدرات التقنية لتلبية احتياجات الجيش (رويترز)

قالت محكمة فدرالية أميركية يوم الأربعاء إنها لم تستبعد احتمال تدخل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في منح عقد حوسبة سحابية عسكرية بقيمة 10 مليارات دولار، لتحديث التكنولوجيا في وزارة الدفاع (بنتاغون).

ويعتبر القرار انتصارا لشركة أمازون التي زعمت أنه تم تجاوزها خلال مداولات العقد، بسبب عداوة السيد ترامب تجاه مؤسسها جيف بيزوس، لكن وزارة الدفاع ألمحت إلى أنها ستلغي العقد تماما إذا طالت فترة التقاضي بشأنه، مما يبخر فرصة أمازون لتأمين صفقة بمليارات الدولارات.

ومنح البنتاغون عقدا مدته 10 سنوات لتطوير البنية التحتية المشتركة للدفاع، والمعروفة باسم "جيدي" (JEDI)، لشركة مايكروسوفت (Microsoft) عام 2019، بعد معركة شرسة بين أمازون وغيرها من عمالقة التكنولوجيا، من أجل صفقة ضخمة لتحديث أنظمة الحوسبة السحابية للجيش.

لكن شركة أمازون رفعت دعوى قضائية لمنع تنفيذ العقد، بحجة أن مايكروسوفت لا تملك القدرات التقنية لتلبية احتياجات الجيش، وأن العملية كانت متحيزة ضدها بسبب انتقادات ترامب المتكررة لبيزوس.

ويمتلك بيزوس صحيفة واشنطن بوست التي انتقدت في تغطيتها إدارة ترامب بقوة، وأشار ترامب إلى الصحيفة باسم "أمازون واشنطن بوست"، واتهمها بنشر "أخبار كاذبة".

وقال ترامب إنه ينبغي النظر لطلبات شركات أخرى لتنفيذ عقد جيدي، وجادلت أمازون في أن ترامب استخدم "ضغطا غير لائق" للتأثير على البنتاغون، لاختيار مزود تكنولوجيا من أجل تنفيذ العقد.

وقال دوغلاس ستون المتحدث باسم أمازون "سجل التأثير غير اللائق للرئيس السابق ترامب مقلق، ويسعدنا أن المحكمة ستراجع التأثير الملحوظ الذي أحدثه على منح عقد جيدي".

مايكروسوفت قالت إن مزاعم أمازون بالتحيز تفتقر إلى الأدلة وإنها مستعدة لتوفير التكنولوجيا اللازمة للجيش (رويترز)

وقالت وزارة الدفاع إن ترامب لم يلعب أي دور في القرار. وقالت مايكروسوفت إن مزاعم أمازون بالتحيز تفتقر إلى الأدلة، وإنها مستعدة لتوفير التكنولوجيا اللازمة للجيش.

ويعمل قسم كبير من الجيش على أنظمة حاسوب قديمة، وقد أنفقت وزارة الدفاع مليارات الدولارات في محاولة لتحديث تلك الأنظمة، مع حماية المواد السرية.

وأمرت القاضية باتريشيا إي كامبل سميث من محكمة المطالبات الفدرالية -في فبراير/شباط الماضي- مايكروسوفت بالتوقف عن العمل على العقد حتى يتم حل الطعن القانوني لشركة أمازون، وقال متحدث باسم البنتاغون في ذلك الوقت إن التأخير لم يكن ضروريا، وقد أدى إلى تراجع جهود تحديث تكنولوجيا وزارة الدفاع.

وحذر البنتاغون الكونغرس في يناير/كانون الثاني من أنه سيستكشف طرقا أخرى لتلبية حاجة وزارة الدفاع لتكنولوجيا الحوسبة السحابية، إذا وافقت المحكمة على سماع الحجج حول دور السيد ترامب.

وقال مكتب كبير مسؤولي المعلومات بوزارة الدفاع، في رسالة سلمت إلى الكونغرس، إن الادعاءات القائلة بأن ترامب قلب الموازين ضد أمازون "ستحتاج إلى التقاضي بشكل موضوعي"، وستتطلب شهادات من كبار مسؤولي البنتاغون ومساعدي البيت الأبيض السابقين.

وقال المكتب في رسالته "إن احتمالية وصول العملية القضائية الطويلة إلى نهاية قد يأخذ وقتا، مما قد يجعل مستقبل التكنولوجيا السحابية اللازمة لتطوير الجيش موضع تساؤل".

وأضافت الرسالة أن الأولوية القصوى لوزارة الدفاع يجب أن تكون نقل التكنولوجيا إلى أيدي العسكريين، وأن المزيد من التأخير سيكون غير معقول.

وضغطت وزارة الدفاع في وقت سابق من هذا الشهر على المحكمة لتحديث الجدول الزمني للقضية. وكتب بريان بوينتون القائم بأعمال مساعد المدعي العام، في ملف المحكمة: "استمرار التأخير في بدء المحاكمة يستلزم استمرار تعطيل مشروع جيدي، وإلى حد ما احتمالية تداعيات هذا الأمر على الأمن القومي".

ورفضت القاضية كامبل سميث التماسات من مايكروسوفت ووزارة الدفاع لرفض شكوى تدخل أمازون، وطلبت من الشركتين والوكالة وضع خطة لكيفية المضي قدما في غضون الشهر المقبل.

المصدر : نيويورك تايمز