يسمون أولادهم باسمه.. لماذا يحب الصينيون إيلون ماسك؟

اطلقوا على ماسك لقب "رجل وادي السيليكون الحديدي" و "ملك المريخ" و "رجل الصواريخ"

Tesla Inc CEO Elon Musk and Alibaba Group Holding Ltd Executive Chairman Jack Ma attend the World Artificial Intelligence Conference (WAIC) in Shanghai, China, August 29, 2019. REUTERS/Aly Song
جاك ما (يسار) وإيلون ماسك تحدثا في مؤتمر شنغهاي للتكنولوجيا في عام 2019، ولكن لم يكونا متطابقين أبدا (رويترز)

هل سقطت مكانة عمالقة الإنترنت في الصين من قلوب الشعب الصيني؟ هكذا يرى الكاتب ريموند زهونغ في تقريره الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز (The New York Times)، حيث يقول إنه بعد أن كان يُحتفى بهؤلاء كمحركات حيوية للاقتصاد، ها هم يتعرضون الآن للاحتقار لاستغلالهم بيانات المستخدم، وإساءة معاملة العمال، وسحق الابتكار ولذلك يتطلع الصينيون لشخصية أجنبية كبطل، بحسب التقرير.

ويضيف التقرير أن جاك ما، الشريك المؤسس لعملاق التجارة الإلكترونية علي بابا، هو أحد هؤلاء الرموز التي سقطت، حيث تخضع شركاته للتدقيق الحكومي بحثًا عن الطرق التي تمكنوا من خلالها من تأمين قبضتهم على ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

ولكن هناك شخصية تكنولوجية واحدة احتلت قلوب الصينيين، ويبدو أن خصائص إيلون ماسك المثيرة كقائد مشاكس ورجل أعمال ذكي هي ما جذبت الصينين المحبطين من النماذج المحلية في مجال التكنولوجيا، بحسب التقرير.

قال جين تشانغ، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة شيل باي (ShellPay)، وهي شركة تتعامل بالعملات الرقمية في شنغهاي، إن بإمكان ماسك "محاربة المؤسسة وأن يصبح أغنى رجل على وجه الأرض، وأن يتجنب في أثناء ذلك التعرض للهزيمة"، وأضاف "إنه أمل الجميع".

FILE PHOTO - A Tesla Model S charges at a Tesla Supercharger station in Cabazon, California, U.S. May 18, 2016. REUTERS/Sam Mircovich/File Photo
شركة سيارات تسلا (Tesla) الكهربائية تعتبر إحدى كبار البائعين في الصين (رويترز)

وتعتبر شركة سيارات تسلا (Tesla) الكهربائية إحدى كبار البائعين في البلاد، وقد ولّدت طموحات الحكومة الصينية المتزايدة في مجال الفضاء مجموعة من المعجبين الذين يتتبعون كل عملية إطلاق لشركة سبيس إكس (SpaceX) التي أسسها ويرأسها أيضا إيلون ماسك إلى جانب تسلا.

وتمتلئ المنصات الاجتماعية بمقاطع الفيديو والمقالات التي تتساءل عما إذا كان الملياردير المولود في جنوب أفريقيا رائدا أم محتالا، ويتم تفحص كل شيء من نشأته إلى ذوقه في المؤكولات الصينية.

وألفت مجموعة من الكتب لمؤلفين صينيين تعد بالكشف عن أسرار "الرجل الحديدي في وادي السيليكون"، وهو اللقب الذي يبدو أنه عالق في الصين، وليس "ملك المريخ" أو "رجل الصواريخ".

يقول مستخدم على موقع الأسئلة والأجوبة زهيهو (Zhihu) إنه سمى ابنه إيلون للتعبير عن إعجابه بالملياردير الأميركي.

ويضيف التقرير أن الإحباط الذي يشعر به العديد من الصينيين العاملين في مجال التكنولوجيا تجاه صناعتهم يتفاقم، بسبب شعورهم بأنهم لم يقوموا حقًا بتطوير اختراع أو ابتكار.

وبينما يعمل ماسك على بناء سيارات مستقبلية واستعمار الكون، فإنهم يرون أفضل عقول جيلهم تتجه لتصميم ألعاب الهواتف المحمولة، ومعرفة كيفية وضع المزيد من الإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي والمضاربة في العقارات.

قال يان "لم يعد في الصين رجال مجنونون كما في وادي السيليكون". وقال إن مديري التكنولوجيا "أصبحوا جميعًا يحبون استعراض عضلاتهم ولكنهم في الحقيقة من الورق المقوى".

وكان ماسك أشاد بذكاء المسؤولين الصينيين الذين التقى بهم أثناء الاستعداد لافتتاح مصنع شنغهاي. حيث تم السماح للشركة، في سابقة هي الأولى من نوعها لشركة صناعة سيارات أجنبية في الصين، بتشغيل مصنعها دون شريك محلي.

Chinese and U.S. flags flutter near The Bund in Shanghai
الصينيون يرون في رواد الأعمال الأميركيين اصحاب رؤى كبيرة وهو ما يفتقده رواد الأعمال الصينيون (رويترز)

وقال هونغ بو، معلق تقني مشهور في الصين يكتب تحت اسم كيسو، عن ماسك "إنه حالم حقيقي ومبدع، ومع ذلك فهو أيضا مصاب بجنون العظمة"، وأضاف "أنا معجب بشجاعته في كسر التقاليد التي عفا عليها الزمن، ومع ذلك فأنا لا أحب بشدة دوسه على المبادئ الأساسية للإنسانية".

ويضيف التقرير أن الإحباط من شركات التكنولوجيا الكبرى هو جزء من مشكلة أوسع نطاقا في الصين. بالنسبة للعديد من الشباب، يبدو أن عقودا من النمو الاقتصادي السريع قد أسفرت فقط عن منافسة شرسة على الفرص، واستقرار أقل.

إلى جانب انتقاد ثقافة العمل عالية الضغط في صناعة التكنولوجيا وانتهاكات العمالة في اقتصاد الوظائف المؤقتة، فإن الشباب الصيني أكثر تشككا في التأثير الهائل الذي تمارسه منصات الإنترنت -مثل علي بابا (Alibaba)- على التجارة والتمويل.

لا تفتقر الصين إلى أباطرة التكنولوجيا الصريحين. لكن كل ما في الأمر أن حياتهم المهنية لا يبدو أنها مستقرة وخالية من المشاكل.

فهناك جاستن صن، خبير العملات الرقمية الذي دفع 4.6 ملايين دولار لتناول العشاء مع وارين إي بافيت، لكنه اعتذر لاحقًا عن أسلوبه في "الترويج المفرط لنفسه" في دولة تتبنى معتقدات أخرى.

حتى جاك ما من علي بابا يبدو أنه استثار الحكومة ضده من خلال التحدث بصراحة شديدة في إحدى الفعاليات عن انزعاجه من الجهات التنظيمية في بلاده.

يرى الشباب الصينيون جاك ما وبوني ما، رئيس شركة تينسنت (Tencent) للتواصل الاجتماعي العملاقة، "من الأثرياء ورجال الأعمال الناجحين" أكثر من كونهما من أصحاب الرؤى الشبيهة بماسك، كما قال فليكس يانغ، المؤسس المشارك لشركة بابل فينانس (Babel Finance)، وهي شركة تقدم خدمات في هونغ كونغ للخدمات المالية للعملات المشفرة.

ويختم التقرير بأن جاك ما وماسك تحدثا في مؤتمر شنغهاي للتكنولوجيا في عام 2019. ولكن لم يكونا متطابقين أبدا في أفكارهما، حيث كان السيد ما جادا ومشاركا تقليديا بينما كان السيد ماسك حالما ومضحكا ومتفاعلا مع الجمهور الذي وجده على طبيعته أكثر من ما.

المصدر : مواقع إلكترونية