شركة تجسس إسرائيلية تزعم اختراق تطبيق "سيغنال" المشفر

مؤسسة سيغنال تتلقى تمويلا لمنتجها من منظمات حرية التعبير وهيئات مراقبة الصحافة (مواقع التواصل)

كشفت شركة تجسس إسرائيلية، عن استطاعتها اختراق تطبيق اتصال يعد الأكثر تشفيرا وأمانا، ويستخدمه الصحفيون بشكل شائع في التواصل مع مصادرهم.

وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية في تقرير لها، أن شركة تكنولوجيا تجسس إسرائيلية تدعي سيلبرايت (Cellebrite)، قالت في مدونة لها إن تقنيتها يمكنها اختراق تطبيق سيغنال (Signal)، وهو تطبيق للاتصال المشفر لنظامي تشغيل أندرويد (Android) و"آي أو إس" (iOS)، وتتوفر منه إصدارات لسطح المكتب لنظم تشغيل "ويندوز" (Windows)، و"جنو/لينكس" (GNU/Linux)، و"ماك أو إس" (Mac OS).

تكنولوجيا سيلبرايت مخصصة لوكالات إنفاذ القانون وتباع في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، لطالما انتقدت الشركة لبيعها منتجاتها لدول ذات سجل حقوقي سيئ، مثل إندونيسيا وفنزويلا وبيلاروسيا.

وكانت تكنولوجيا الشركة تستخدم من قبل المسؤولين الصينيين للتجسس في "هونغ كونغ"، بحسب تصريح الشركة التي استدركت بأنها "أعلنت مؤخرا أنها لن تقدم خدمات للصين أو قوات الشرطة الصينية".

وأفادت الصحيفة بأن المنتج الرئيسي لشركة سيلبرايت، هو نظام ضمن سلسلة منتجات البحث الجنائي المعروفة باسم أجهزة استخراج المعلومات الجنائية (Universal Forensic Extraction Device)، يسمح للسلطات بفتح بيانات أي هاتف بحوزتها والوصول إليها، إلى جانب منتج آخر يساعد في تنظيم البيانات التي يتم رفعها من الهاتف ومعالجتها.

وقد أعلنت يوم الخميس الماضي أن هذا المنتج قد تم تحديثه الآن بقدرة جديدة طوّرتها الشركة، والتي تسمح للعملاء بفك تشفير المعلومات والبيانات من تطبيق سيغنال.

ويستخدم سيغنال، المملوك من قبل "سيغنال تيكنولوجي فاونداشن" (Signal Technology Foundation)، نظام تشفير خاصا مفتوح المصدر يسمى "سيغنال بروتوكول" (Signal Protocol)، والذي كان يُعتقد أنه من المستحيل على طرف ثالث اقتحام محادثاته أو الوصول إلى البيانات التي تتم مشاركتها على النظام، حيث يقوم باستخدام ما يسمى "التشفير من طرف إلى طرف" وهو نظام تشفير عالي الأمان.

وتعتمد تطبيقات مثل فيسبوك (Facebook) وسكايب (Skype) وواتساب (WhatsApp) على نظام التشفير ذاته لحماية مستخدميها.

تكنولوجيا سيلبرايت مخصصة لوكالات إنفاذ القانون وتباع في جميع أنحاء العالم (مواقع التواصل)

وتتلقى مؤسسة سيغنال تمويلا لمنتجها من منظمات حرية التعبير وهيئات مراقبة الصحافة، حيث قدمت مؤسسة "فريدوم أوف ذا بريس" (Freedom of the Press) التمويل الأولي لتطوير التطبيق. وبعد إطلاقه في عام 2018، كان بيان مهمة مؤسسة سيغنال هو "دعم وتسريع وتوسيع مهمة سيغنال المتمثلة في جعل الاتصالات الخاصة متاحة وفي كل مكان".

ووفقا لآخر الإحصائيات، فإن تطبيق سيغنال تم تحميله في مايو/أيار الماضي حوالي مليون مرة، وأفادت رويترز بأن تنزيلات للتطبيق، ارتفعت بشكل كبير في الصين والولايات المتحدة، وتحديدا خلال جائحة فيروس كورونا.

وتقول الشركة الإسرائيلية، إن نظام التشفير يضمن إمكانات مثل تعتيم الصورة، لمنع الشرطة من مراجعة البيانات، وإن التقنية التي طوّرتها تساعد السلطات في إنفاذ القانون.

وفي إصدار سابق، تم حذفه من المدونة كما تقول هآرتس، ذهبت الشركة إلى حد القول، "لم يكن فك تشفير رسائل ومرفقات سيغنال مهمة سهلة. وتطلب الأمر بحثًا مكثفًا على العديد من الجبهات المختلفة لإنشاء قدرات جديدة من البداية. ومع ذلك تمكنت سيلبرايت من إيجاد طرق جديدة لمساعدة أولئك الذين يجعلون عالمنا مكانًا أكثر أمانًا، وهو ما نكرس جهودنا للقيام به كل يوم".

تضمن المنشور الأولي، الذي تم تخزينه في أرشيف الإنترنت، شرحًا تفصيليا لكيفية قيام سيلبرايت "بتكسير الكود" من خلال مراجعة بروتوكول سيغنال المفتوح المصدر واستخدامه ضده.

ولا تخضع شركة سيلبرايت حاليا للرقابة المستقلة، إذ إنها تجري فحوصها الخاصة وتحتفظ بقائمة سوداء خاصة بها للبلدان التي "يُحظر" بيع التكنولوجيا إليها، حسبما قالت مصادر مطلعة على الشركة لصحيفة هآرتس.

وتقول سيلبرايت إنها تطور تقنية "تساعد وكالات إنفاذ القانون على جمع الأدلة الرقمية وتسريع التحقيقات المعقدة وفقًا للقانون".

وتابعت "تخدم تقنيتنا 154 دولة وقد جعلت الإدانة ممكنة في أكثر من 5 ملايين قضية بجرائم خطيرة، مثل القتل والاغتصاب والاتجار بالبشر والميل الجنسي للأطفال. نحن لا نقدم معلومات عن عملائنا وأنشطتهم. نحن نقدم حلولنا للوكالات المعتمدة فقط، ونطبق مجموعة من الأدوات التي تملي الطريقة التي يمكن استخدامها بها. بالإضافة إلى ذلك، نحن نعمل وفقًا لسياسة واضحة وقواعد دولية مقبولة لمنع إقامة علاقة تجارية مع الوكالات الخاضعة للقيود الدولية".

المصدر : مواقع إلكترونية