لهذه الأسباب تنفق شركات التكنولوجيا العملاقة بسخاء على مشروعاتها وموظفيها

الأرباح الضخمة لشركات التكنولوجيا العملاقة جعلت من الصعب منافستها (شترستوك)

من الصعب تحديد قيمة مبيعات وأرباح شركات التكنولوجيا العملاقة في الولايات المتحدة خلال العام الحالي في ظل أزمة فيروس كورونا؛ لكن الأكيد أنها حققت مكاسب ضخمة.

وتدرك شركات التكنولوجيا مثل "أمازون" (Amazon) و"غوغل" (Google) و"فيسبوك" (Facebook) أهمية الإنفاق لتطوير مشاريعها المستقبلية للحفاظ على مكانتها وتفوقها في الأسواق؛ لكن المنتقدين يتهمونها بخرق القوانين والقضاء على المنافسة.

وترى الكاتبة شيرا أوفيد في تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" (nytimes) الأميركية، أن أحد أهم مفاتيح النجاح وتحقيق المزيد من الأرباح بالنسبة لشركات التكنولوجيا، هو استمرار الإنفاق بمستويات قياسية، وهي الطريقة التي ثبت عمليا أنها تساعد على كسب المزيد من الأموال، وتجعل انهيار هذه الشركات أمرا مستبعدا.

أمازون استقطبت 250 ألف موظف بدوام كامل وجزئي في يوليو/تموز  وأغسطس/آب وسبتمبر/أيلول (شترستوك)

توظيف ومعدات

وكأمثلة على ذلك، استقطبت أمازون 250 ألف موظف بدوام كامل وجزئي في أشهر يوليو/تموز وأغسطس/آب وسبتمبر/أيلول، بمعدل 2800 موظف يوميا، ثم 100 ألف موظف جديد في أكتوبر/تشرين الأول.

وأنفقت غوغل ما يقارب 17 مليار دولار هذا العام على شراء معدات جديدة، مثل الحواسيب الكبيرة.

غوغل أنفقت ما يقارب 17 مليار دولار هذا العام على شراء معدات جديدة (مواقع التواصل)

تمويل البرامج

رغم أن بعض الخطط المستقبلية تبدو مكلفة وغير مضمونة النتائج، مثل البرنامج الذي تطوره "آبل" (Apple) في مختبراتها البحثية، والذي أنفقت عليه 19 مليار دولار في العام الماضي، ونظارات فيسبوك التي تعتمد تقنية إسقاط أجسام افتراضية ضمن إطار الواقع الحقيقي للمستخدم، فإن شركات التكنولوجيا لا تتوانى عن استثمار المزيد من الأموال في تمويل تلك البرامج، وهو ما يميزها عن بقية الشركات الكبرى.

وهذا النهج الذي يتبعه عمالقة التكنولوجيا هو أحد أهم النقاط إثارة للجدل، إذ يرى كثيرون أن هذه الأرباح القياسية التي تحققها هذه الشركات تمكّنها من البقاء دائما في الصدارة، ويرى منتقدوها من الجهات الحكومية والشركات المنافسة أنها تخرق القوانين بشكل يضمن لها استمرار التفوق على منافسيها، وهو الأمر الذي يضر أيضا بالمستهلكين.

الشركات العملاقة أصبحت تخلق ما يُشبه الخندق العميق الذي يصعب على المنافسين تجاوزه (شترستوك)

خندق المنافسة

ويستخدم البعض مصطلح "الخندق" للتعبير عن المزايا التي تتمتع بها شركات التكنولوجيا العملاقة.

ويعني هذا المصطلح أن شركة ما قد تصبح ذات تأثير لا يضاهى مثل شركة "كوكا كولا" (Coca Cola)، أو تكتسب تقنية فريدة تسيطر بها على السوق مثل شركة "أوبر" (Uber)، لتخلق بذلك ما يُشبه الخندق العميق الذي يصعب على المنافسين تجاوزه.

وهذا بالتحديد ما تُتّهم به شركات التكنولوجيا العملاقة في الوقت الحالي، حسب الكاتبة، إذ يرى المنتقدون أن أرباحها الضخمة مكنتها من أن تحيط نفسها بخنادق جعلتها بعيدة كل البعد عن المنافسة.

المصدر : نيويورك تايمز