مستلهما الحشرات.. البنتاغون يسعى لتطوير روبوتات أكثر كفاءة وأصغر حجما

يقوم قسم الأبحاث بوزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) بالتحقيق في الكيفية التي يمكن أن توفر فيها حشرات معينة مفتاحا لتطوير تقنيات جديدة تتعلق بالذكاء الصناعي.

فقد جرّب الجيش الأميركي لمدة طويلة تطبيقات جديدة للذكاء الصناعي، من أنظمة الصواريخ إلى أسراب الطائرات المسيرة، ولكن التركيز الأخير قد يكون على فهم كيف يمكن أن تشكل تعقيدات الطبيعة الإستراتيجيات في هذا المجال.

وفي دراسة بحثية نشرت الأسبوع الماضي، قالت وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة "داربا" إنها تدعو "لتقديم مقترحات مفاهيم إبداعية أساسية تستكشف أطرا وإستراتيجيات حسابية جديدة مستمدة من القدرات الحسابية الرائعة للحشرات الطائرة الصغيرة جدا".

وقالت داربا إن هذا البحث يمكن أن يؤدي إلى القدرة على الاستدلال والتنبؤ والتعميم وإزالة غموض المشاكل بطرق منهجية أو جديدة كليا، من أجل إيجاد حلول للمشكلات الملحّة.

وأضافت أن مشروع الدماغ الصغير (Micro-Brain) صمم لمعرفة ما إذا كان "فهم الأنظمة الحسية والعصبية المتكاملة في الحشرات الصغيرة جدا يساعدنا في تطوير أنظمة ذكاء صناعي أصغر حجما وأخف وزنا وأكثر كفاءة في استخدام الطاقة.

وتضمّن المقترح -الذي ستقبل بموجبه الطلبات حتى 4 فبراير/شباط- عرضا بقيمة مليون دولار للفائز بالعطاء الذي يتمكن من رسم خريطة دماغ الحشرة ووظائف صنع القرار الخاصة بها، كجزء من برنامج استكشاف الذكاء الصناعي.

وأشارت مجلة نيوزويك إلى أن برنامج استكشاف الذكاء الصناعي تأسس في يونيو/حزيران، ويعدّ أحدث تجربة للبنتاغون في الذكاء الصناعي، وهو مجال أثار جدلا. وكانت الولايات المتحدة وروسيا قد عرقلتا في سبتمبر/أيلول إجراء أمميا يناقش شرعية أنظمة الأسلحة التي تستخدم الذكاء الصناعي دون الحاجة إلى مشغّل بشري.

وذكرت المجلة أن الاستثمار في أبحاث الذكاء الصناعي كان عنصرا من عناصر إستراتيجية الأمن القومي الأميركية "أميركا أولا" التي أصدرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ديسمبر/كانون الأول 2017.

وقالت إستراتيجية الدفاع الوطني -التي صدرت بعد شهر- إن البنتاغون سيستثمر على نطاق واسع في التطبيق العسكري للتحكم الذاتي والذكاء الصناعي والتعلم الآلي، بما في ذلك التطبيق السريع للتقدمات التجارية المهمة؛ للحصول على مزايا عسكرية تنافسية.

لكن بعض الخبراء -مثل العالم الفيزيائي الراحل ستيفن هوكينغ– حذروا من أن التطور غير المنظم للذكاء الصناعي يمكن أن يؤدي إلى نهاية العالم الذي نعرفه، في حين تبنى آخرون -مثل رائد الأعمال إيلون ماسك– التكنولوجيا الناشئة بسهولة.