هل تتوارى مايكروسوفت وراء عمالقة التقنية؟

A Microsoft logo is seen in Los Angeles, California U.S. November 7, 2017. REUTERS/Lucy Nicholson
مايكروسوفت تركز على الخدمات السحابية وتبتعد تدريجيا عن نظام ويندوز (رويترز)

يرى مقال في الموقع الإلكتروني لصحيفة تليغراف البريطانية أن شركة مايكروسوفت تتلاشى ببطء، لكن ليس بالمعنى الحرفي؛ فالشركة -حسب المقال- أكثر ربحية وقيمة من أي فترة في تاريخها الممتد على مدى 43 عاما. وفي السنوات الأربع منذ تولي الرئيس التنفيذي الجديد ساتيا ناديلا زمام الأمور تضاعف سعر أسهم الشركة ثلاث مرات تقريبا.

لكن -كما يوضح كاتب المقال جيمس تيتكومب- عندما يتعلق الأمر بمكانتها في حياة الناس اليومية، لا سيما في نظر المستهلكين، فإن الشركة لم تعد تمثل روح العصر التكنولوجي.

ويرى الكاتب أن أيام بيل غيتس الذي غزا كل شيء، وحدد مسار صناعة التكنولوجيا مع ويندوز وإنترنت إكسبلورر وهوتميل، قد ولّت، وكذلك الأمر بالنسبة للقدرة التنافسية الشديدة التي ميزت عهد ستيف بالمر، خليفة غيتس، الذي عُرف عهده بمجموعة من الرهانات الخاطئة؛ من محاولته منافسة جهاز آيبود بطرح مشغل موسيقى "زوني"، إلى الاستحواذ الكارثي على قطاع الهواتف المتنقلة بشركة نوكيا بصفقة بلغت قيمتها 5.5 مليارات يورو.

وأمس أول الاثنين، بعد أربع سنوات من مجيء ناديلا خلفا لستيف بالمر، شاهدنا -وفقا للكاتب- أوضح تمثيل للحقبة الثالثة في حياة مايكروسوفت؛ فقد كان ملاحظا في مؤتمر "بيلد" السنوي للشركة في سياتل افتقاره إلى إطلاق منتجات أو خدمات تشد الانتباه، وكذلك المرات المحدودة جدا التي ذكر فيها "ويندوز" الذي كان مركز أعمال مايكروسوفت لثلاثة عقود.

ويضيف المقال أنه بدل ذلك، كان العرض مهرجانا للمهووسين بالتقنية، فالعرض التقديمي الذي افتتح المؤتمر واستغرق ثلاث ساعات ونصف الساعة، شمل العديد من عروض شفرات حاسوب يتم كتابتها على خشبة المسرح.

أما أبرز ما أعلنته الشركة فتعلق بأعمالها للحوسبة السحابية المتمثلة في نظام التشغيل "أزور" وحزمة تطبيقات "أوفيس 365. وبعض أكبر الهتافات خلال المؤتمر تعلقت ببرنامج جديد يرتبط بـ"حوسبة إيدج"، وهو مصطلح يعني بشكل فضفاض الاعتماد على الأجهزة بدل مراكز البيانات المركزية لتنفيذ أعمال الحوسبة، وإعطاء المطورين إمكانية وصول أفضل إلى تقنية "رؤية الآلة" و"التعرف على الصوت".

كان المؤتمر -حسب الكاتب- من نوع الأحداث التي لم تكن مايكروسوفت لتعقدها مطلقا وهي في أوجها. وفي خطوة كانت ستبدو مستحيلة قبل بضع سنوات، دعت الشركة مندوبا من أمازون، منفاستها الرئيسية في عالم الحوسبة السحابية، على خشبة المسرح لإظهار العلاقة بين كورتانا، مساعد مايكروسوفت الرقمي، ونظيره أليكسا لشركة أمازون.

وبدلا من كونها في حد ذاتها علامة تجارية عملاقة للمستهلكين، أصبحت مايكروسوفت الآن -حسب المقال- أكثر كمن تدير الصنبور الذي يجعل الأعمال الأخرى وخدمات الإنترنت تعمل. ويبدو أن هذه الخطوة أتت أكلها؛ ففي الربع الذي تولى فيه ناديلا السلطة بلغت إيرادات مايكروسوفت 20.5 مليار دولار، وأرباحها 5.7 مليارات دولار، وبعد أربع سنوات ارتفع هذا الرقم إلى 26.8 مليار دولار و7.4 مليارات دولار على التوالي.

لكن هذا الأمر لم ينل استحسان الجميع؛ فموقع "ذا فيرج" المعني بشؤون التقنية يرى أن مايكروسوفت تواجه خطر أن تصبح "آي بي إم" أخرى، فقد قاتلت تلك الشركة آبل في بداية ثورة الحاسوب الشخصي، لكن انتهى بها المطاف لتصبح أقرب لشركة خدمات. وسيفتقد الكثيرون مكان مايكروسوفت في حروب التكنولوجيا، عندما كانت كافة الشركات تكافح لنيل كل جزء من حياة الأشخاص على الإنترنت.

ومع ذلك فإن المساهمين، الذي أوصلوا قيمة مايكروسوفت السوقية إلى 730 مليار دولار سعداء، فلربما كانت مايكروسوفت -حسب المقال- تتلاشى في الخلفية، لكن فرصها الآن مربحة للغاية.

المصدر : تلغراف