هل تشكل قضية خاشقجي نهاية عصرٍ في وادي السيليكون؟

MT PLEASANT, WI - JUNE 28: President Donald Trump (L) and Masayoshi Son, founder and chief executive officer of SoftBank, participate in a groundbreaking ceremony for the $10 billion Foxconn factory complex on June 28, 2018 in Mt. Pleasant, Wisconsin. Foxconn, a Taiwanese electronics manufacturer that currently builds Apple iPhones, Amazon Kindles and Echo Dots at their factories in China will manufacture LCD screens at the Wisconsin facility. The facility is expected t
الرئيس ترامب (يسار) ورئيس "سوفت بانك" ماسايوشي سون لهما رأي مختلف بشأن قضية اختفاء خاشقجي (الفرنسية-أرشيف)

أصبحت قصة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي قضية عالمية، وصلت آثارها إلى وادي السليكون، وربما تكون سببا في إنهاء أحد عصوره التي تعتمد على المال السعودي، وفقا لمقال في موقع "تك كرنتش" المعني بشؤون التقنية للكاتب كوني ليزوس.

يقول الكاتب "من المثير للدهشة سرعة تغير الأمور؛ فقبل أسبوع بالضبط تساءلنا عما إذا كانت أموال السعودية ستصبح في نهاية المطاف نشطة إشعاعيا في ضوء اختفاء الصحفي السعودي وكاتب العمود بصحيفة واشنطن بوست جمال خاشقجي؟"

ويضيف الكاتب أنه "لا أحد تقريبا ممن تواصلنا معهم للتعليق يريد المشاركة في القصة، لكن من وراء الكواليس سمعنا الأشياء ذاتها من مصادر مختلفة ممن لهم مصلحة في الحفاظ على وئام مع البلاد وولي عهدها محمد بن سلمان"، على شاكلة: "لا يوجد إثبات"، "نحن في انتظار رؤية ما يحدث"، "أنت ساذج إذا اعتقدت أن هذا النظام هو الوحيد الذي يمول وادي السيليكون ويعذب شعبه"، " أنا أفضل أن أوسع شركتي باستخدام أموال سعودية على كبح فرصي من خلال محاولة ضمان أن مصادر تمويلي نقية".

ووفقا للكاتب، فإنه "قبل أسبوع كان هناك توقع بأن تنتقل وسائل الإعلام من قصة الصحفي الذي اختفى داخل القنصلية السعودية في تركيا في أحد أيام أكتوبر" إلى موضوع آخر، لكن قصة خاشقجي لم تختف، وفي تناقض واضح أصبحت عالمية جدا، حيث إن تجاهلها لم يعد خيارا، حسب المقال.

ووفقا لمسؤول تركي رفيع وصف لصحيفة نيويورك تايمز تفاصيل من تسجيلات صوتية مباشرة بعد دخول خاشقجي القنصلية؛ فإن "عملاء سعوديين قبضوا عليه مباشرة بعد دخوله القنصلية، وبدؤوا ضربه وتعذيبه، وقطعوا أصابعه وهو يصرخ، ثم قطعوا رأسه وأوصال جسده". ووفقا للمسؤول التركي ذاته، فقد اقترح أحد الأطباء الشرعيين الذي تم إحضارهم للتشريح، أن يضع العملاء سماعات رأس ويستمعوا إلى الموسيقى أثناء عملهم في تقطيع الضحية.

ويقول الكاتب إنه إذا لم يكن هذا كافيا بالنسبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي دافع عن ولي العهد بأنه متهم ظلما، فإن "سوفت بنك" -وهو تكتل ياباني يغرف مليارات الدولارات السعودية ويصبها في شركات التقنية وغيرها- لديه رأي آخر.

فوفقا لصحيفة فايننشال تايمز، قال مدير العمليات في سوفت بنك مارسيلو كلاو للمرة الأولى إنه "لا يوجد تأكيد أن سوفت بنك ستطلق صندوق رؤية (Visioin Fund) آخر"، وهو مشروع بقيمة 93 مليار دولار تستثمر فيه وتسلمت ما يقرب من نصف رأسماله من محمد بن سلمان.

وأضاف أن "سوفت بنك تراقب التطورات لرؤية إلى أين يتجه هذا الأمر". وتأتي تصريحات كلاو في أعقاب خشية المستثمرين من أن خطط "صندوق فيجن" قد تتعطل بسبب الضجة المكثفة المحيطة بالسعودية، وفقا لفايننشال تايمز.

ويرى كاتب المقال أنه إذا كانت سوفت بنك أو أي مستفيدين آخرين من رأس المال السعودي يأملون تحولا مفاجئا في الأحداث، فعليهم مراقبة ما يأملونه، لكن إذا كان هناك تحول سيحدث على الإطلاق فربما يكون أن صحفيا لم يسمع كثيرون في وادي السليكون عنه حتى قبل أسبوعين سيتسبب في انهيار ازدهاره الاقتصادي الطويل.

ويفسر الكاتب ذلك بقوله إن نسبة كبيرة من الأموال المتدفقة إلى وادي السيليكون في السنوات الأخيرة مصدرها السعودية، وكانت الأمور على ما يرام مع مؤسسي الشركات الناشئة والمستثمرين الذين سمنوا وسرهم هذا التدفق لرأس المال، بغض النظر عن مبرراتهم المختلفة لقبوله.

لكن في غضون ذلك -وفقا للمقال- استمر هذا المال السعودي في تمويل عدد لا يحصى من الشركات الناشئة جولة بعد أخرى. وارتفع حجم تلك الجولات ومقدار المال الذي تديره تلك الشركات، كما زاد عدد السنوات التي تحتاجها الشركات المدعومة (venture-backed companies) للتحول إلى شركات عامة. ومن نواح عديدة، غيرت السعودية الطبيعة التي تقوم عليها صناعة دعم الشركات.

ودون هذه الثروات -وسيكون من الصعب للغاية العودة إلى ذلك النبع المالي في أي وقت قريب- فإنه يتوجب على الشركات الناشئة البحث في مكان آخر، وقد يجرب البعض حظهم في الأسواق العامة، كما من المتوقع أن يفشل آخرون بعد صمود طويل.

ويختم الكاتب بأن هذا قد يكون نهاية حقبة، وكم هو مستغرب تصور أنه بدأ عندما دخل رجل واحد قنصلية بلاده للحصول على أوراق ترخيص زواج، لكنه لم يظهر مجددا أبدا.

المصدر : الجزيرة