هل السيارات الكهربائية "نظيفة" بالفعل؟

Electric cars are charged at a parking lot in Oslo, Norway, June 1, 2017. REUTERS/Ints Kalnins
تصنيع بطارية سيارة كهربائية يتطلب طاقة هائلة تسبب تلوثا كبيرا (رويترز)
يعمل المهندسون والسياسيون بشكل متزايد على تطوير السيارات الكهربائية التي يطلق عليها "المركبات النظيفة"، وهو مصطلح يمكن أن يكون مربكا ويحجب التلوث الذي تولده هذه السيارات.
 
هذا ما أوردته صحيفة ليبراسيون الفرنسية في تقرير لمحررتها مارغو لاكرو أشارت فيه إلى أن الفحص الدقيق لهذه المركبات يظهر أنها ليست صديقة للبيئة كما يروج له على نطاق واسع.
 
فبعد شركة تيسلا التي دخلت تصنيع هذا النوع من المركبات منذ عشر سنوات بدأت شركات أخرى لتصنيع السيارات -خصوصا بي أم دبليو وفولكسفاغن وجنرال موتورز وفولفو وغيرها- خططها لتصميم وإنتاج مثل هذه السيارات.
 
ولا شك في أن الضرائب الرادعة التي وضعتها دول كثيرة على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والحوافز المالية (العلاوات والإعانات) التي خصصتها للطاقة الكهربائية ساهمت في تركيز الاهتمام على هذا النوع من المركبات والتوجه لإنتاجه.
 
وقد وصل الأمر بكل من بريطانيا وفرنسا إلى وضع خطط لحظر بيع السيارات التي تعمل بالبنزين أو الديزل بحلول 2040، ووعدت الصين في خضم منافستها الاقتصادية للدول الغربية بوضع خطط مماثلة.
undefined
      الحكومات الأوروبية تشجع إنتاج السيارات الكهربائية (غيتي)

استهلاك متقارب
لكن الصحيفة تنقل عن مدير سلطة التنظيم المهني للدعاية والإعلان قوله تعليقا على مسألة السيارات النظيفة "كل مركبة لها تأثير على البيئة، سواء أثناء إنتاجها أو خلال دورة حياتها، لا يمكن وصف السيارة الكهربائية بأنها نظيفة، ولكن يمكن القول إنها تساهم في التنمية المستدامة أو أنها أنظف من السيارات الحرارية بشرط تقديم دليل يثبت ذلك".
 
وهنا تكمن المشكلة، إذ تقول الوكالة الفرنسية للبيئة وإدارة الطاقة (ADEME) إن من يقارن بين حجم استهلاك السيارات الكهربائية للطاقة طوال دورة حياتها وحجم استهلاك سيارات الديزل لها يجد أنه متقارب.
 
وتفسر ليبراسيون هذا التقارب بكون الطاقة اللازمة لتصنيع سيارة كهربائية هي ضعف الطاقة اللازمة لتصنيع سيارة حرارية، وتشير إلى أن السبب في ذلك هو الطاقة المستهلكة في تجميع بطاريات السيارات الكهربائية.
 
وفي هذا الإطار كذلك، تنقل الصحيفة نتائج دراسة أجراها مرصد نوعية الهواء في إيل دو فرانس أظهرت أن 41٪ من الجسيمات الدقيقة المنبعثة في العام 2012 من حركة المرور على الطرق في منطقة باريس سببها تآكل الإطارات وسطح الطريق والمكابح.
 
وتضيف أن إمكانية استنزاف الموارد الأحفورية (الكوبالت والليثيوم والغرافيت) لتصنيع مركبة كهربائية أهم بكثير من استنزافها لتصنيع مركبة الحرارية، وبذلك تفند الصحيفة العبارة الشائعة "سيارة كهربائية تعني انعدام التلوث"، منبهة إلى أن هذه السيارات تلوث البيئة ولو بشكل غير مباشر حتى خلال استخدامها، وذلك من خلال إنتاج الكهرباء الضرورية لإعادة شحن بطارياتها.
 
وتختم ليبراسيون تقريرها بالتنبؤ بأنه في المستقبل القريب ربما تصبح السيارات الكهربائية "نظيفة"، خصوصا بعد أن اكتشف الباحثون الثغرات البيئية -خاصة المتعلقة بالبطاريات- وبدؤوا بالفعل في محاولة تطوير تقنيات لاستخدام الصوديوم بدل الليثيوم.
المصدر : ليبراسيون