ما الخطورة الحقيقية من الذكاء الاصطناعي؟

الذكاء الاصطناعي هل تنافس الآلة صانعها

هل يجب علينا الخوف من الذكاء الاصطناعي؟ وما هو التهديد الذي قد يشكله؟ الجواب قد يكون غير تقليدي وغير متوقع.

فأول ما يتبادر للذهن جوابا على السؤال هو سيناريو لفيلم خيال علمي تسيطر فيه الآلات بذكائها الاصطناعي على العالم، إما مثل سلسلة أفلام تيرمونيتر حيث تريد الآلات إفناء البشرية، أو سلسلة أفلام ماتريكس حيث تريد الآلات تحويل البشرية إلى بطاريات لحصد الطاقة.  

في المقابل، فإن الذكاء الاصطناعي قد يندمج فينا جسديا عبر زرع أجهزة في أجسامنا، مما يحول البشر لسايبورغ (cyborg) وهو كائن يحتوي على أجزاء بيولوجية حية وأجزاء صناعية مدمجة.

ومع أن هذه التهديدات قد تكون حقيقية ولكنها ربما ستحتاج لمئات السنين، بالمقابل هناك خطر أسرع وهو فقدان الوظائف.

إذ أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى الاستغناء عن آلاف الموظفين، كما أدت الثورة الصناعية إلى الاستغناء عن الكثير من العمال اليدويين.

خطورة هذ الأمر أنه سيؤدي أولا إلى اضطرابات في المجتمعات خاصة أن معظم الوظائف المفقودة ستكون ضمن الأقل أجرا، وبالتالي التي تعمل فيها الطبقة الوسطى والدنيا.

بالمقابل فإن التوفير في النفقات سيزيد أرباح الشركات، مما سيقود لزيادة سوء توزيع الثروة، وتجمعها لدى الطبقة العليا.

هذه المشاكل ستتطلب حلولا، مثل إعادة تدريب الناس وتوظيفهم في وظائف لا يستطع الذكاء الاصطناعي القيام بها، مثل الوظائف التي تتطلب التواصل والإبداع.

كما سيتطلب الأمر حلولا أكبر متعلقة بالحفاظ على بنية المجتمع ومنع انتشار الفقر، نتيجة فقدان الوظائف وما يتبعه من مشاكل اجتماعية وسياسية.

المصدر : الجزيرة + نيويورك تايمز