هل يمكن الوثوق بتقنيات "إنترنت الأشياء"؟

(FILE) A file photo dated 28 November 2013 showing visitors viewing Samsung Smart TVs on display at SITEC 2013, IT & Consumer Electronics show in Singapore. Samsung Electronics saw net profit drop 48.7 per cent from a year earlier on sagging sales of its high-end smartphones, the company said 30 October 2014. Net profit was down to 4.22 trillion won (4.01 billion dollars) in the third quarter, it said. Turnover was down 19.6 per cent to 47.45 trillion won in the same period, as the company faced increasing competition from Chinese-made, cheaper smartphones. Operating profit for the company was down 60 per cent to 4.1 trillion won for the quarter, although this was in part due to the record high of 10.1 trillion won a year earlier.
الاتهامات التي وجهت لتلفزيونات سامسونغ الذكية مؤشر على الكيفية التي يمكن فيها لتقنيات إنترنت الأشياء أن تتجسس على مستخدميها (الأوروبية)

تقدم شبكة الإنترنت والتقنيات الحديثة فوائد جمة للإنسان، ومع بدايات عصر إنترنت الأشياء، تعمل الشركات والمعامل على اختلاف اختصاصاتها لجعل منتجاتها متصلة بالإنترنت، مستفيدة من التطور الواسع الذي تشهده صناعة الحواسيب.

ويتوقع مراقبون أن تصبح كل الأشياء المحيطة بالإنسان -خاصة في البلدان المتقدمة- متصلة بالإنترنت في الأعوام القادمة، وقد توقعت شركة غارتنر لأبحاث السوق أن يصل عدد أجهزة إنترنت الأشياء إلى 26 مليار وحدة بحلول 2020 دون أن يشمل الرقم الحواسيب الشخصية واللوحية والهواتف الذكية.

ورغم الفوائد التي تقدمها التقنيات المتصلة بالإنترنت لمستخدميها، فإن إحاطتها المتواصلة بالمستخدم تجعل منها أدوات لمراقبة تحركاته دون علمه، فمثلا، تواردت هذا العام أنباء متنوعة عن تجسس بعض التقنيات الحديثة على مستخدميها، على غرار تلفزيونات سامسونغ الذكية التي ذكرت تقارير أنها تسجل أصوات المستخدمين وتنقلها لطرف ثالث، ودمى لعبة "باربي" التي تواردت أنباء عن قيامها بتسجيل أسئلة الأطفال وبيعها لطرف ثالث.

معظم البيانات التي تلتقطها الشركات عبر الإنترنت تتميز بمجهوليتها، لكن بمقدور العديد من الشركات ربطها بمعلومات أخرى لتستطيع التعرف على هوية المستخدم

هوية المستخدم
إن معظم البيانات التي تلتقطها الشركات عبر الإنترنت تتميز بمجهوليتها، لكن بمقدور العديد من الشركات ربطها بمعلومات أخرى لتستطيع التعرف على هوية المستخدم وسلوكه على شبكة الإنترنت، فكثيرا ما تطلب شركات الإنترنت من مستخدمها إدخال اسمه الحقيقي مثل غوغل وفيسبوك، كما يمكن للمواقع التعرف على هوية المستخدم لدى إدخاله بيانات بطاقته الائتمانية أو رقم هاتفه.

ولا يخفى أن كثيرا من معلومات وبيانات مستخدمي التقنيات ترزح تحت رحمة الشركات العملاقة، فعلى سبيل المثال، تسيطر غوغل على ثلثي سوق البحث عبر الإنترنت في أميركا، كما يمتلك 75% من مستخدمي الإنترنت حسابات على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك، في حين تتحكم أمازون بـ70% من سوق الكتب الإلكترونية في السوق الأميركية، مما يجعل مثل هذه الشركات في موقع بارز يسمح لها بالتحكم بالبيانات الحساسة، حسب الخبير الأمني الأميركي بروس شناير صاحب العديد من المؤلفات في مجال أمن المعلومات.

ولا يمكن اعتبار علاقة مستخدمي الإنترنت مع شركات التقنية مشابهة لعلاقة المستهلكين مع الشركات التقليدية، لأن مستخدمي الإنترنت -حسب شناير- ليسوا بمستهلكين، بل أشبه بمنتجات تبيعها تلك الشركات إلى مستهلكيها الحقيقيين.

بات من الصعب على المستخدمين التخلي عن المزايا الجمة التي توفرها خدمات الشركات التقنية الكبرى

الثقة أم عدمها؟
وقد بات من الصعب على المستخدمين التخلي عن المزايا الجمة التي توفرها خدمات شركات التقنية الكبرى، كما اعتاد المستخدمون مزايا المزامنة التي تسمح لهم بالدخول إلى حساباتهم عبر أجهزة متنوعة، وهو ما زاد من تعلقهم بخدمات شركات على غرار غوغل وآبل، لتصبح خدمات هذه الشركات هي مفتاح المستخدم أثناء ولوجه إلى شبكة الإنترنت.

وغدا المستخدم مضطرا إلى الوثوق بشركات التقنية الكبرى التي تخزن بياناته الخاصة وتسجل تحركاته عبر شبكة الإنترنت، كون استثمار الخدمات المطورة من قبلها أصبح في كثير من الأحيان أمرا حتميا.

لكن مع ذلك تجدر الإشارة إلى أن ثقة المستخدمين بتلك الخدمات تراجعت كثيرا في العامين الماضيين، خاصة بعد تسريبات المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركية، إدوارد سنودن التي كشفت امتلاك جهات حكومية متنوعة لبرامج خاصة تسمح لها بالتجسس على مستخدمي التقنيات الحديثة.

المصدر : البوابة العربية للأخبار التقنية