اختراق يوقف نظام البريد الإلكتروني للخارجية الأميركية
اتخذت وزارة الخارجية الأميركية أمس خطوة غير مسبوقة بوقف كامل نظام بريدها الإلكتروني غير السري، من أجل إفساح الفرصة للتقنيين لإصلاح الضرر من هجوم محتمل لقراصنة إنترنت.
ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة "يو أس أي توداي" الأميركية عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية قوله إنه تم اكتشاف "نشاط مثير للقلق" في النظام في وقت مماثل تقريبا للحادثة التي استهدفت شبكة البيت الأبيض المعلوماتية غير السرية.
وكان البيت الأبيض قد أعلن في أواخر أكتوبر/تشرين الأول عن اختراق شبكته المعلوماتية غير السرية، وعلى أثر ذلك فصل بعض المستخدمين لديه مؤقتا عن الشبكة، لكن لم تسجل أي أضرار في الشبكة أو الأنظمة، بحسب المسؤولين، كما لم يظهر أي مؤشر بعد ذلك على تأثر وزارة الخارجية.
لكن منذ تاريخ ذلك الهجوم أبلغت عدة وكالات حكومية أميركية -بما في ذلك هيئة البريد الأميركية ودائرة الأرصاد الجوية الوطنية- عن تعرضها لهجمات مشابهة.
ففي الأسبوع الماضي أعلنت هيئة البريد أن قراصنة سرقوا معلومات شخصية حساسة في ما يشكل عملية اختراق أمنية كبيرة، كما تم الاستيلاء على معلومات حول بعض الزبائن أيضا، إلى جانب اختراق أنظمة الدفع في مكاتب الهيئة وعلى الإنترنت حيث يدفع الزبائن لقاء الخدمات.
وأعلن متحدث باسم الهيئة وقتها أن الاختراق شمل نحو ثمانمائة ألف شخص يتقاضون أجورا من الوكالة بينهم موظفون ومتعاقدون، وهي تعمل حاليا مع مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) وغيره من الأجهزة الأمنية للتحقيق في الأمر.
وأكد المسؤول في وزارة الخارجية عدم تأثر أي من أنظمة شبكات الوزارة السرية، لكنه مع ذلك قال إنها قررت إغلاق خدمة بريدها الإلكتروني على مستوى العالم مساء الجمعة في إجراء مخطط له لفصل بعض أنظمتها المتصلة بالإنترنت لإجراء تحسينات أمنية على شبكة حاسوبها غير السرية.
لكن تقارير وردت الأحد عن وجود أدلة بأن أحد القراصنة اخترق الحماية الأمنية في بعض نواحي النظام المتعلقة بالرسائل الإلكترونية غير السرية، ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مصادر أن الشبهات تدور حول قراصنة يعملون لحساب الحكومة الروسية.
وأكد المسؤول في الخارجية الأميركية أن الوزارة تتوقع عودة كافة أنظمتها إلى العمل بشكل اعتيادي في المستقبل القريب، لكنها لن تتطرق للحديث عن المسؤول عن هذا الاختراق.
ويرى المحلل والخبير في الأمن الشبكي في شركة فوريستر ريسيرتش، ريك هولاند -بحسب "يو أس أي توداي"- أن الموجة الأخيرة من الهجمات "ترسم بعض المخاوف المتعلقة بالأمن الشبكي في ظل ظروف الموازنة العصيبة على الوكالات ووزارة الدفاع"، مشيرا إلى أن "هناك هجمات غزيرة تتعرض لها تلك الشبكات، ومن الصعب جدا في أفضل الظروف محاولة منعها".