معامل "براكسيلابس" الافتراضية مرشحة للفوز في مبادرة رواد أعمال أفريقيا والجزيرة نت تحاور مؤسستها

دكتورة خديجة البدويهي المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة "براكسيلابس" (مواقع التواصل)

الدوحة – تمكنت الدكتورة خديجة البدويهي، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة "براكسيلابس" (PraxiLabs)، من المنافسة بقوة على جائزة أفضل 10 "أبطال أعمال أفارقة" ("Africa’s Business Heroes "ABH) بصفتها سيدة أعمال مصرية واعدة. وقد تم ترشيحها نتيجة لجهودها في جعل التعليم العلمي ميسور التكلفة ومتاحا للمدارس والمؤسسات الأخرى، سهولة الاستخدام الافتراضي لمختبرات العلوم.

ومبادرة "رواد أعمال أفريقيا" (ABH) أنشأها رجل الأعمال الصيني، جاك ما، مؤسس مجموعة "علي بابا" للتجارة الإلكترونية، وتهدف الجائزة إلى دعم وإلهام الجيل القادم من رواد الأعمال الأفارقة، لبناء اقتصاد مستقبلي شامل وأكثر استدامة.

وبداية من عام 2019، بدأ تنفيذ المبادرة باختيار 10 من المتسابقين الذين يتقاسمون مجموعة من الجوائز تبلغ قيمتها 1.5 مليون دولار.

بعد اختيارها ضمن الـ20 الذين ينافسون على الـ10 الأوائل لجائزة رواد أعمال أفريقيا، أجرى موقع "الجزيرة نت" حوارا عبر الواتساب مع دكتورة خديجة البدويهي، الحاصلة على الدكتوراه في التفاعل بين الإنسان والحاسوب من جامعة شيفيلد بالمملكة المتحدة، للاستفسار عن ماهية براكسيلابس، وأهمية المعامل الافتراضية، وماذا تقدم للجمهور خصوصا خلال فترة الإغلاق بعد جائحة كوفيد-19.

تم اختيار خديجة البدويهي للمنافسة على جائزة أفضل 10 رواد أعمال في أفريقيا (مواقع التواصل)
  • كيف تطورت دكتورة خديجة لتصبح رائدة أعمال مصرية في مجالي العلوم والتكنولوجيا؟

تقول دكتورة خديجة إن الأثر الإيجابي الذي تركه والدها ووالدتها فيها منذ الصغر هو الذي صنعها، فقد زرعا فيها حب الاجتهاد وضرورة الاعتماد على النفس بطريقة بسيطة أحبتها، إذ تتضمن التغني بأشعار على غرار "وما نيل المطالب بالتمني، ولكن تؤخذ الدنيا غلابا"، وأغاني تحث على النجاح مثل "الناجح يرفع ايده"، هي أشياء بسيطة إلا أنها كافية لرفع المعنويات والاستمرار في النجاح.

تضيف البدويهي أنها حاصلة على بكالوريوس من جامعة القاهرة في علوم الحاسوب، وتقول "كنت الأولى على صفي طوال 4 سنوات، وذلك بفضل تشجيع أساتذتي في الجامعة ممن وثقوا في قدراتي. بعد ذلك، نجحت في الحصول على درجة الدكتوراه من جامعة شيفيلد وأصبحت أصغر محاضرة في الكلية بعد ذلك".

  • من أين جاءت فكرة براكسيلابس؟

تقول دكتورة خديجة، "بعد حصولي على الدكتوراه، وعودتي إلى مصر لأقوم بالتدريس والشرح لطلاب الجامعة -وهي هوايتي المفضلة- وجدت أنني أريد التوسع في نقل المعلومات لأكبر عدد ممكن من الشباب، وليس فقط للعدد المحدود من الطلبة -الذين أقوم بتدريسهم- الذي لن يتعدى 500 طالب كل عام".

ومع توفر الإمكانيات المادية -فوالدي يملك شركة تعليم وتكنولوجيا، وهو كذلك لديه خبرة معروفة على مستوى العالم العربي في هذا المجال- بدأنا في تطوير فكرة كيفية نقل المعلومات لأكبر عدد ممكن من الطلاب، وكانت "براكسيلابس".

تقدم براكسيلابس معامل افتراضية ثلاثية الأبعاد تحاكي التجربة الحقيقة المطلوب دراستها (الجزيرة)
  • ما هي براكسيلابس؟

براكسيلابس، بشكل أساسي، عبارة عن معامل افتراضية ثلاثية الأبعاد في مجالات الكيمياء والفيزياء والأحياء. وهي تتيح فهما أفضل للمواد التي يتعلمها الطلاب خلال التفاعل لدرجة تصل إلى الانغماس، مع الخيارات التفاعلية المتعددة وردود الفعل المتجاوبة، مما يكسب الطلاب خبرة وتدريبا عمليا افتراضيا في مناهج العلوم.

توفر المعامل الافتراضية من براكسيلابس في مادة البيولوجيا -على سبيل المثال- ما هو أكثر من ميكروسكوب افتراضي، فهي تمكن الطالب من إثراء المعرفة، وتسهل الفهم في عدة موضوعات بدءا من استخراج الحمض النووي والاستنساخ الجيني إلى زراعة الأنسجة وتحليل الفصل الكهربي للبروتينات.

كما توفر معامل براكسيلابس للمؤسسات التعليمية والطلاب مجموعة كبيرة من التجارب الافتراضية للكيمياء، ويتم تحديثها باستمرار، كما تغطي مجالات الكيمياء العامة والتحليلية والعضوية.

بالنسبة للمعامل الافتراضية في مجال الفيزياء، فهي تحتوي على محاكاة ثلاثية الأبعاد لعشرات التجارب المتعلقة بالفيزياء الكهربية والمغناطيسية والفيزياء الحرارية والإلكترونيات والفيزياء الحديثة والتجارب النووية والميكانيكا والموجات وغيرها الكثير. معامل براكسيلابس توفر كذلك نماذج ثلاثية الأبعاد للأجهزة مرتفعة التكلفة التي يصعب اقتناؤها في الواقع.

كما أن معامل براكسيلابس متاحة باللغتين العربية والإنجليزية. وهي تتوافق مع المنصات التعليمية المعروفة والحديثة ويمكن الوصول إليها افتراضيا من أي مكان.

توجهت خدمة المعامل الافتراضية بداية إلى طلاب الجامعات (الجزيرة)
  • ما مشاكل المعامل التقليدية التي حلتها المعامل الافتراضية مثل براكسيلابس؟

تقول دكتورة خديجة: طول فترة دراستي، وأنا ألاحظ مشاكل التعليم الخاصة بطلاب العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، إذ إنهم في حاجة ملحة ودائمة إلى القيام بالتجارب العملية، لأن هذا هام من أجل الفهم والتطور الدراسي.

ورغم ذلك، فإن دخول المعامل والقيام بالتجارب في الواقع غير متوفر أو يواجه بالعديد من المعوقات سواء في البلاد العربية أو الأجنبية على حد سواء.

مختبرات العلوم تتطلب إمكانيات مادية كبيرة من أجل التجديد وتوفير المواد والآلات. وإذا توفرت المعامل فلن يستطيع الطالب استخدامها بشكل متكرر خلال الأسبوع، كما أنه نادرا ما يستطيع تكرار التجربة الواحدة حتى يتعود على الخطوات الصحيحة وإتقان المفاهيم التي يقوم بدراستها.

مسألة الأمان في المعامل تؤخذ أيضا في الحسبان عند الحديث عن المعامل الافتراضية؛ فبعض التجارب تكون خطيرة جدا، ولا يصح للطلبة القيام بها بدون إشراف، ففي مادة الأحياء -على سبيل المثال- توجد بعض المواد المسرطنة أو المشعة أو التي ينتج عنها درجة حرارة مرتفعة تصل إلى الغليان.

وهذا يمثل عبئا آخر على المعامل أو الجامعات التي يجب أن توفر مراقبة أو إشرافا دقيقا على الطلبة. وبعض الجامعات تحذف بعض التجارب نهائيا من المعامل نظرا لخطورتها على الطلاب.

المعامل الافتراضية توفر حلولا لمشكلات المعامل الحقيقية (الجزيرة)
  • ماذا تقدم المعامل الافتراضية للطلاب؟

تأتي أهمية المعامل الافتراضية من باب أنها توفر حلولا لمشكلات المعامل الحقيقية. فهي تقدم للطالب طريقة ثلاثية الأبعاد تحاكي التجربة الحقيقية المطلوب دراستها، مع توفر جميع المعدات والمواد في شكل ثلاثي الأبعاد، إضافة إلى أن الطالب يستطيع تكرار التجارب بالقدر الذي يريده حتى يتقنها تماما.

كما يستطيع السير داخل المعمل الافتراضي ويرى جميع الأجهزة ويتعرف على طريقة عملها. وهذا يحسن من أدائه ويعلي من مستواه الدراسي. وقد أكدت بعض الدراسات أن المعامل الافتراضية تسهم بنسبة تصل إلى 60% في تحسين أداء الطلاب.

  • من جمهور براكسيلابس؟

في البداية، توجه مشروع براكسيلابس لطلبة الجامعات. رغم أن سوق طلبة المدارس قد يكون هو الأكبر، فإن طلبة الجامعات العلمية في حاجة أكبر للمعامل الافتراضية. وهذا لم يمنع براكسيلابس من التوسع في الفترة الأخيرة بالتوجه إلى طلبة المدارس من الصف الثالث الإعدادي (المتوسط) وحتى الثالث الثانوي.

ويستفيد حاليا من براكسيلابس طلبة الكليات العلمية كالهندسة والطب والطب البيطري وطب الأسنان والصيدلة وغيرها وكذلك طلاب المدارس. وذلك عن طريق الاشتراكات الجماعية من الجامعات والمدارس أو عبر الاشتراكات الفردية من أولياء الأمور والطلبة أنفسهم.

خلال فترة انتشار فيروس كورونا، ازدادت الحاجة إلى المعامل الافتراضية (الجزيرة)

يتم ذلك عن طريق تحديد الجامعة أو المدرسة أو الطالب للمواد التي يرغبون في دراستها والتجارب المراد التركيز عليها، خلال فترة معينة 3 أشهر أو عام، ومن ثم يتم تحديد المقابل المادي وهو مقابل معقول في متناول الجميع.

خلال فترة انتشار فيروس كورونا، ازدادت الحاجة إلى المعامل الافتراضية، بسبب الإغلاق العام على مستوى المدارس والجامعات، وبالطبع المعامل الحقيقية. ومن هنا، حدث الفرق المعرفي فيما يتعلق بوجود وقيمة المعامل الافتراضية وتأثيرها على مستوى تعليم الطلاب.

  • هل يمكن متابعة الطالب في أثناء تواجده في المعمل الافتراضي ومساعدته وتقييمه؟

بمجرد دخول الطالب إلى المعمل الافتراضي يجد العديد من الخطط، ويختار منها ما يناسبه. ومن ثم يعثر على التجربة التي يود التدرب عليها، وسيلاحظ وجود بعض العوامل المساعدة مثل خطوات القيام بالتجربة بالتفصيل. كما يوجد من يوجهه إلى الخطوة التالية في حال صعب عليه الاستمرار، وإذا قام بخطوة خاطئة يتم توجيهه أيضا بطريقة سهلة.

يتيح الموقع كذلك توفير وكتابة تقارير شاملة حول أداء الطلاب على براكسيلابس ومدى كفاءتهم وفهمهم للتجارب، ومدى تكرار التجربة الواحدة وهل استخدموا العوامل المساعدة المتاحة على الموقع أم لا، وهل هم جاهزون لدخول المعمل الحقيقي للقيام بالتجربة في الواقع. وهذا النوع من التقارير تطلبه بعض الجامعات لتقييم الطلبة لديها.

براكسيلابس المعمل الافتراضي رقم واحد في المنطقة العربية وأفريقيا (مواقع التواصل)
  • هل براكسيلابس تنافس على المستوى الإقليمي أم العالمي؟

يعد براكسيلابس المعمل الافتراضي رقم واحد في المنطقة العربية وأفريقيا من حيث الجودة والدقة والإمكانيات، كما أننا ننافس عالميا في هذا المجال.

على مستوى السوق العالمي تعمل براكسيلابس مع كليات وجامعات في 11 دولة على مستوى العالم، منهم جامعة "تكساس إيه آند إم" (Texas A & M University) في الولايات المتحدة، وكذلك "كينغز كوليج لندن" (King’s College London) من كبرى الجامعات البريطانية. إضافة إلى الدخول الفردي من 160 دولة مختلفة حول العالم.

على مستوى الدول العربية، تعاقدت دولة الإمارات مع براكسيلابس للعمل في جميع المدارس، وكذلك جامعة جدة، وجامعة الملك فيصل، وجامعة عين شمس، وجامعة القاهرة.

تضيف دكتورة خديجة "نحن نعمل مع نحو 250 إلى 300 ألف طالب. إضافة إلى 56 ألف طالب يستخدم النسخة المجانية للموقع، التي يتوفر عليها 6 تجارب يمكن لأي شخص تجربتها بنفسه".

تهدف براكسيلابس إلى زيادة التجارب بمقدار 100 تجربة سنويا (مواقع التواصل)
  • ماذا تأملين من المشاركة في مسابقة رواد أعمال أفريقيا وهل تتوقعين الفوز؟

نظرا لإيماننا بتبني التكنولوجيا لتحسين تعليم العلوم وتمكين تكافؤ الفرص، بفريق براكسيلابس المذهل المشترك معي في الرؤية نفسها، أتوقع وآمل الفوز ضمن المراكز الثلاثة الأولى، مثلما حدث من قبل في عام 2019، حينما تم اختيار المصري دكتور عمر صقر، المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة "نواة العلمية" (Nawah-Scientific) في المركز الثاني عام 2019، وحصوله على جائزة قدرها 150 ألف دولار.

  • ما خططكم للمستقبل؟

يحتوي الموقع -في الوقت الحالي- على 125 تجربة، ونهدف إلى زيادة قدرها 100 تجربة سنويا. وتتضمن خططنا المستقبلية أيضا الوصول إلى أماكن أكثر، وتطويع الموقع ليصبح تطبيقا يسهل استخدامه على التليفون المحمول. وكذلك تغطية مواد علمية أكثر، وتطويرها لتكون مناسبة لسن أصغر من 9 إلى 12 سنة.

المصدر : الجزيرة