اكتشاف أقدم مجرة حلزونية في تاريخ الكون حتى الآن

هذه المجرة تقع على مسافة حوالي 12.4 مليار سنة ضوئية (يوريك ألرت)

أعلن فريق بحثي مشترك من عدة جامعات يابانية عن اكتشافه أقدم مجرة حلزونية في تاريخ الكون إلى الآن، الأمر الذي يمكن أن يساعد في إيجاد إجابات لواحد من أهم أسئلة علم الكونيات الآن؛ كيف ومتى بالضبط تكوّنت المجرات الحلزونية بعد الانفجار العظيم؟

للمجرات أنواع عدة، منها مثلا المجرات البيضاوية، وتعد أقدم المجرات عمرا، ومنها كذلك المجرات غير المنتظمة التي لا تتخذ شكلا محددا، ومنها المجرات الحلزونية التي تشبه مجرتنا "درب التبانة"، وتكون لها نواة مركزية بارزة، تحيط بها أذرع تدور حولها.

استخدم الباحثون مصفوفة مرصد "ألما" للتوصل لنتائج أبحاثهم (ناسا)

تاريخ سحيق

وللتوصل لتلك النتائج -التي نُشرت بدورية "ساينس" (Science) وأُعلن عنها في بيان رسمي يوم 21 مايو/أيار الجاري- استخدم الباحثون مصفوفة مرصد "أتاكاما المليمتري/ تحت المليمتري الكبير، أو اختصارا "مرصد ألما" (ALMA)، وهي عبارة عن مصفوفة من 66 تلسكوب راديوي بأقطار تتراوح بين 7 و12 مترا، تتواجد في صحراء أتاكاما شمالي دولة تشيلي.

وباستخدام "ألما"، تبيّن للفريق البحثي أن هذه المجرة تقع على مسافة حوالي 12.4 مليار سنة ضوئية، الأمر الذي يعني أنها تواجدت بعد الانفجار العظيم فقط بحوالي 1.5 مليار سنة ضوئية، ما يجعلها أقدم المجرات الحلزونية في تاريخ الكون إلى الآن.

ومع بحث متقدم تمكن الفريق البحثي من استكشاف أبعاد وخصائص المجرة، التي سميت " بي آر آي 1335-0417″ (BRI 1335-0417)، حيث تبيّن أن أذرعها تمتد حوالي 15 ألف سنة ضوئية فقط من مركز المجرة (مقارنة بأكثر من 50 ألف سنة ضوئية لمجرتنا درب التبانة).

مجرة (NGC 1566) كنموذج للمجرات الحلزونية الشبيهة بدرب التبانة (ناسا)

أسئلة كثيرة

وبحسب الدراسة، تبين كذلك أن هذه المجرة تحتوي من الغاز والنجوم المكدسة ما يساوي كتلة درب التبانة، الأمر الذي دفع الباحثين للتساؤل؛ كيف يمكن لمجرة حلزونية واضحة الملامح بكتلة كبيرة كهذه أن تتواجد في هذه الفترة المبكرة جدا من تاريخ الكون؟

ويقترح الفريق البحثي أن الإجابة عن هذا السؤال تتعلق بأن المجرة BRI 1335-0417 كانت بالفعل أصغر من ذلك، لكنها تعرضت لالتحام بمجرة أصغر، وهو ما أضاف لكتلتها.

وتتأكد تلك الفرضية بعدة ملاحظات في طبيعة المجرة، حيث بدا للباحثين أنها أنشط من المعتاد بالنسبة لمجرات كهذه، كذلك فإن النجوم في أطرافها الخارجية تتحرك بانسيابية أكبر من المعتاد، وهذه العلامات عادة ما تشير إلى التحام قريب بمجرة أخرى، ربما قبل عشرات إلى مئات الملايين من الأعوام.

لكن على الرغم من كل تلك الدلائل، فإنه لا يزال من المستغرب -بالنسبة لهذا الفريق البحثي- أن تتكون مجرة بذلك الحجم وتلك الهيئة الحلزونية في فترة قصيرة من الزمن.

ويأمل باحثو هذا الفريق الياباني أن تساعد أبحاث مستقبلية في إماطة اللثام عن حقائق هذا اللغز، خاصة أن فهم تطور الأذرع الحلزونية سيوفر بالتبعية فهما أفضل للبيئة التي نشأ وترعرع فيها النظام الشمسي، حيث إنه يقع في أحد أذرع مجرة درب التبانة.

المصدر : مواقع إلكترونية