انتخاب اختصاصية المختبرات أسماء بوجطاط سفيرة للعلوم في بلجيكا لعام 2021

بوصفها سفيرة للعلوم تقابل أسماء أطفال المدارس لا سيما في الأحياء التي تعاني من التمييز، لتحفيزهم على بناء مستقبل أفضل

تنتمي أسماء بوجطاط للجيل الثاني من المهاجرين المغاربة في بلجيكا (إنوفيريس)

في تتويج جديد للمرأة العربية المشتغلة بالعلوم، حصلت مؤخرا اختصاصية المختبرات أسماء بوجطاط على جائزة بعد انتخابها سفيرة للعلوم في بلجيكا، وهو ما سيسمح لها بتشجيع الفتيات اليافعات على اختيار مسارات تعليمية تمكنهن من العمل لاحقا في اختصاصات العلوم والهندسة.

ما هي هذه الجائزة؟

انتخبت بوجطاط المغربية الأصل سفيرة للعلوم 2021 من قبل حملة "جائزة المرأة في التكنولوجيا والعلوم" (Women Award in Technology and Science) (WATS)، التي تنظمها "منظمة تشجيع البحث العلمي والابتكار" (Innoviris) في منطقة العاصمة بروكسل .

تهدف هذه الجائزة إلى تحسين تمثيل المرأة في المجالات العلمية، وتسلط الضوء على النساء الناشطات في عالم التكنولوجيا والعلوم اللاتي يمكن أن يكنَّ مصدر إلهام للفتيات الصغيرات.

وانطلقت الحملة في شهر يناير/كانون ثاني الماضي بالتصويت في وسائل التواصل الاجتماعي على مقاطع فيديو للمترشحات، تشجيعا للفتيات الصغيرات على اقتحام مجال العلوم وتبديد الأفكار المسبقة التي يحملنها حول العلوم والهندسة.

وفي مرحلة ثانية انتخبت لجنة تحكيم مكونة من 5 فتيات متحمسات لمجال العلوم اختصاصية المختبرات أسماء بوجطاط للفوز بالجائزة لهذا العام، وذلك من بين 4 مترشحات يعملن في مجال العلوم.

تخصصت أسماء بوجطاط في البيولوجيا الطبية (إنوفيريس)

من هي أسماء بوجطاط؟

ولدت أسماء بوجطاط في العاصمة البلجيكية لأسرة مغربية مهاجرة، حيث تابعت جميع مراحل تعليمها إلى غاية حصولها على شهادة عليا في البيولوجيا الطبية. وبعد تجربة قصيرة في أحد مختبرات التشريح المرضي التحقت منذ عام 2009 بمختبر البحوث في الأحياء الجزيئية في معهد "دوف" التابع للجامعة الكاثوليكية في مدينة لوفان Universite Catholique de Louvain.

تقول بوجطاط -في الفيديو الذي عرض على لجنة الجائزة- حول شغفها بالعلوم إننا "عندما نكون صغارا، لا نمتلك بالضرورة ثقة كافية في أنفسنا ولا نتخيل امتلاك القدرة على متابعة الدراسات العلمية التي تبدو صعبة، لكنني تمكّنت من كسر هذا، وهو أمر ليس بالصعب إذا وضعت شغفك فيه وعملت بجد بما فيه الكفاية".

وأوضحت اختصاصية المختبرات أن مقابلة أشخاص ملهمين في مجال العلوم -طوال حياتها الطلابية والمهنية- أثّرت في مسيرتها المهنية وأيقظت بداخلها هذا الافتتان بالعلوم.
وتضيف سفيرة العلوم لهذا العام في الفيديو ذاته "إنه لشرف كبير اليوم أن تتاح لي الفرصة، لمقابلة وتثقيف عالمات المستقبل وأن نشارك معهم الرغبة في الفهم والاكتشاف والتعجب من أسرار وجمال العالم".

تبديد أفكار نمطية

وفي حديث خاص مع الجزيرة نت -عبر وسائل التواصل الاجتماعي- قالت أسماء إن من ضمن أولوياتها هذا العام سيكون "تغيير الأفكار المسبقة التي تحملها الفتيات الصغيرات حول المجالات العلمية ويجدن أنها صعبة للغاية، وأنها تتطلب دراسات طويلة وعملا شاقا وطويل الأمد".

ولاحظت أنه يتم نشر الفكرة النمطية السائدة على نطاق واسع، لا سيما من خلال حقيقة أن الملامح العلمية غالبا ما يقع تمثيلها من خلال شخصية ذكورية، إذ "نرى هذا حتى في السينما وفي العديد من الأفلام، حيث غالبا ما يسند دور العالم لرجل كبير السن نوعا ما، ويرتدي النظارات".

وتأمل ضمن مشروعها التوعوي بوصفها سفيرة للعلوم "مقابلة الأطفال في المدارس لا سيما تلك التي تقع في الأحياء التي تعاني من التمييز، حيث ترتفع نسب الانقطاع عن الدراسة من أجل إعادة تحفيزهم وإظهار أنهم يمكنهم بناء مستقبل أفضل بفضل العلوم".

وحول أهمية ما ستقوم به بوصفها سفيرة للعلوم تقول أسماء "نرى المشهد يتغير على مر السنين، لكن ليس بما يكفي، لذلك يجب أن نستمر في تحفيز الفتيات حتى يتطورن هناك".

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية