حسناء الشناوي عالمة النيازك المغربية تحصل على جائزة هيباتيا الدولية لعام 2021

رغم انشغالات الدكتورة حسناء الشناوي بواجبها العلمي داخل المغرب وخارجها، فإنها شغوفة بتبسيط العلوم من خلال مؤسسة الطارق التي أنشأتها لهذا الغرض.

حسناء الشناوي (يمين) تتسلم جائزة هيباتيا الدولية من البروفيسورة رجاء ناجي المكاوي سفيرة المغرب بالفاتيكان بالحفل الذي أقيم بإيطاليا (جائزة هيباتيا الدولية)

أغادير – في تتويج دولي جديد حصلت العالمة المغربية حسناء الشناوي أوجهان، الأستاذة في كلية العلوم بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، على جائزة "هيباتيا الدولية" (International Hypatia Award) لعام 2021 خلال حفل توزيع الجوائز في مدينة أورفيتو بإيطاليا بتاريخ 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وقالت الدكتورة الشناوي بعد تسلمها للجائزة "كان لي الشرف أن يتم اختياري لجائزة هيباتيا الدولية، وافتخر بتمثيل المغرب في هذه الجائزة المرموقة، وأهدي هذه الجائزة لعائلتي وطلابي ومؤسستنا غير الحكومية (الطارق للأرصاد الجوية وعلوم الكواكب)".

جائزة هيباتيا كان قد تم إنشاؤها من طرف (CICOP Net Confederation) وهي شبكة من المراكز الدولية للحفاظ على التراث المعماري في العديد من بلدان العالم، من أجل مكافأة العمل المهني للنساء والرجال الذين ساهموا، بالتزامهم في مجال البحث والفنون والمهن، في النهوض بالمعرفة العلمية وتحسين الحياة.

الدكتورة الشناوي (الثانية من اليمين) أول امرأة تلج مجال علم النيازك عربيا وأفريقيا (الجزيرة)

مسار علمي حافل

تشتغل الباحثة الشناوي عالمة في مجال علم النيازك، حيث حصلت على أول دكتوراه في كيمياء الصخور المرتبطة بالغازات النادرة بفرنسا عام 1992، كما نالت دكتوراه الدولة بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء في علم النيازك عام 2007.

وأصبحت أول امرأة تلج مجال علم النيازك في العالم العربي والأفريقي، ودرست العديد من النيازك في المملكة، ومن أكثر مشاريعها تأثيراً دراسة لنيزك "تيسينت" الخامس الذي شهد عياناً على كوكب المريخ، وقد مكنتها مهاراتها القيادية بأن يتم انتخابها مديرة لمختبر (GAIA) ومنسقة مركز أبحاث الموارد التربوية وحماية البيئة في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء.

وتقول الشناوي للجزيرة نت "ركز عملي خلال 20 عامًا الأخيرة على توثيق وتصنيف النيازك في المغرب، وهذا يعني القيام بالعمل الميداني لجمع كل المعلومات حول مكان سقوط النيزك والعثور عليه، ويتبع هذا العمل الأولي تحليل مختبري يسمح بتصنيف النيزك، وبعد ذلك جعل كل هذه النيازك رسمية من خلال تقديمها إلى لجنة التسمية التابعة للهيئة العالمية لتسمية النيازك (Meteoritical)".

وكانت الشناوي أول امرأة عربية وأفريقية تنال عضوية الهيئة العالمية لتسمية النيازك منذ سنة 2010 إلى سنة 2015، مع فريق دولي من الخبراء لتصنيف وتسمية النيازك واعتمادها رسميا.

وتضيف "أعمل على جميع أنواع النيازك، وخبرتي المتعمقة عن النيازك المريخية، حيث أعددت ودافعت عن الدكتوراه الثانية عن النيازك المريخية. الجزء الآخر من خبرتي يتعلق بفوهات الاصطدام، وقد أدخلت علم النيازك والكواكب وتأثير الحفر في المغرب. وقد وجدنا ونشرنا عن أول هيكل تأثير في المغرب أطلقنا عليه اسم أغودال. وقد أشرفت على رسالتي دكتوراه في هذا الشأن في مختبرنا بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء".

سبق للباحثة الشناوي أن حصلت على العديد من الجوائز عن أبحاثها (الجزيرة)

تتويج دولي

وتقول الشناوي -في حديث للجزيرة نت حول نيلها جائزة هيباتيا الدولية- إنه تم ترشيحها من قبل زميلة من الجزائر إلى جانب العديد من الأشخاص من جميع أنحاء العالم، ورجال ونساء بسيرة ذاتية غنية ومساهمات عميقة بناء على تأثير العمل على تحسين المعرفة العلمية ونوعية الحياة في المجتمع. وتلفت إلى أن الاختيار كان صارما للغاية "وقد قامت لجنة دولية بترتيب المرشحين، وأنا فخورة باختياري من بين هؤلاء الأشخاص العظماء المرشحين".

وسبق لها الحصول على العديد من التكريمات والجوائز عن أبحاثها، بما في ذلك جائزة "بول دويستو إميل بلوت" (Paul Doistau-Émile Blutet) من الأكاديمية الفرنسية للعلوم عام 2009، واختيرت عام 2013 لبرنامج القيادة الأميركية للزوار الدوليين (IVLP) وحصلت على جائزة "قاعة الشهرة" (Hall of Fame) لعام 2014 من قبل الخارجية الأميركية تقديرا لتواصلها بمجال علم الفلك.

كما تم اختيارها محاضرا زائرا لبرنامج التوعية التابع للجمعية الأوروبية للكيمياء الجيولوجية عام 2019، وتقديراً لعملها المهم في علم الأرصاد الجوية وعلوم الكواكب، تم انتخابها لعضوية مجلس الهيئة العالمية لتسمية النيازك (Meteoritical) من عام 2011 إلى 2015. وتقديراً لمساهمتها العلمية في علم النيازك، أطلق اسم الشناوي على كويكب صغير بحزام الكويكبات بين المريخ والمشتري.

الدكتورة الشناوي أنشأت مؤسسة الطارق "ATTARIK" منذ أبريل/نيسان 2019 (مواقع التواصل)

تبسيط العلوم للجمهور

ورغم انشغالات الدكتورة الشناوي بأبحاثها في علم الفلك، وبالفعاليات العلمية داخل المغرب ومع فرق بحث دولية، إضافة الى التزامها بأداء واجبها المهني في كلية العلوم بالدار البيضاء، فإنها شغوفة بتبسيط كل ما يتعلق بعلم الفلك للجمهور.

وفي هذا الإطار، أنشأت الدكتورة الشناوي مؤسسة الطارق "ATTARIK" منذ أبريل/نيسان 2019، وهي منظمة غير حكومية مكرسة لتشجيع البحث العلمي في علم الأرصاد والكواكب بالمغرب، وتثمين الثراث الجغرافي خاصة علم النيازك، ونشر العلم بين الجمهور وخاصة الشباب والأطفال.

كما تقوم المؤسسة بالعديد من الفعاليات العلمية مثل ورش العمل ومعارض النيازك والمحاضرات في المدن والقرى المغربية، وتشرف حاليا على معرض النيازك "رسل السماء" (Les météorites: messagères du ciel) في الدار البيضاء.

الباحثة الشناوي: نقدم بهذا المعرض معظم أنواع النيازك المغربية (الجزيرة)

وتقول الشناوي عن هذا المعرض الذي ما زال مفتوحا للجمهور "نقدم معظم أنواع النيازك المغربية بالإضافة إلى النيازك التاريخية والمهمة من المغرب، ونقدم للزوار معلومات حول تكوين نظامنا الشمسي والمياه، وأصل المادة العضوية على الأرض، وكيف انقرضت الديناصورات وأشكال الحياة الأخرى في الماضي، بطريقة علمية دقيقة ولكنها مبسطة بحيث تكون مفهومة من قبل جميع الجمهور".

وتدعم مؤسسة الطارق التعليم من خلال المؤسسات العامة والخاصة، والتعاون بين المعلمين والطلاب والمواطنين، كما تمتد أنشطتها إلى جميع أنحاء العالم العربي وأفريقيا في محاولة لتطوير فهم النيازك وعلم الفلك وعلوم الكواكب، وتعزيز التنمية المستدامة والحفاظ عليها.

وتنهي الدكتورة الشناوي حديثها للجزيرة نت بالقول "أحلم بأن يكون لدي مركز وطني للبحوث للنيازك وعلوم الكواكب في المغرب، نحن نقدم نموذجا للتطور العلمي في هذا المجال البحثي في العالم العربي والأفريقي، ويمكننا أن نلعب دورًا أساسيًا في تحسين العلوم في بلدنا ومنطقتنا".

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية