أغرب أجرام درب التبانة.. نجوم فائقة السرعة تجري ملايين الكيلومترات في الساعة

النجم (S5-HVS1) ينطلق من جوار الثقب الأسود العملاق بمركز مجرّتنا (يوريك ألرت)

قبل نحو عام من الآن، وبينما كان فريق بحثي من "جامعة كارنيجي ميلون" (Carnegie Mellon University) الأميركية يتتبع مجموعة من نجوم السماء الجنوبية، لاحظوا أن أحد هذه النجوم يجري بسرعة غير مسبوقة بالنسبة لهم، لكن الأكثر إثارة للانتباه كان أن هذا النجم قريب بالمعايير الفلكية، إذ كان فقط على بعد نحو 29 ألف سنة ضوئية.

النجم فائق السرعة

سمّي هذا النجم (S5-HVS1)، ويجري بسرعة 6 ملايين كيلومتر في الساعة، وتساوي تقريبا 10 أضعاف السرعة المعتادة للنجوم، لكن قرب المسافة بينه وبين الأرض دفع هذا الفريق البحثي لإجراء فحص معمّق لمساره في السماء.

وحسب الدراسة التي نشرها هذا الفريق البحثي في النشرة الشهرية للجمعية الملكية الفلكية في بريطانيا، فإن هذا النجم انطلق قبل 5 ملايين سنة، تحديدا من المنطقة المحيطة بالثقب الأسود "القوس أ*"، في مركز درب التبانة، ويتجه إلى الخروج من مجرتنا في غضون ملايين عدة من السنوات.

ويسمى هذا النوع من النجوم بـ"النجوم فائقة السرعة" (Hypervelocity stars) التي تجري بسرعات تقارب ألف كيلومتر لكل ثانية مقابل 100 كيلومتر لكل ثانية في النجوم المعتادة.

جار الثقب الأسود

وكان الفلكي الأميركي "جاك هيل" قد توقع وجود هذه النجوم منذ ثمانينيات القرن الماضي، إلا أن أول تأكيد على وجودها جاء عام 2005 حينما اكتشف فريق بحثي أميركي نجمًا سمّي (SDSS J090745.0+024507) يجري بسرعة نحو 3 ملايين كيلومتر في الساعة، يخترق هالة المجرة، خارجا منها. ونشرت نتائج هذا الاكتشاف في دورية "أستروفيزيكال جورنال ليترز" (Astrophysical Journal Letters).

مسار (S5-HVS1) متجها للخروج من مجرّة درب التبانة كما هو متوقع (يوريك ألرت)

وكان جاك هيل قد افترض أنه إذا كان هناك نجمان يدوران حول بعضهما بعضا في محيط ثقب أسود، ثم قام الثقب بجذب أحدهما وابتلاعه، فإن الآخر يمكن أن ينطلق نحو الفضاء بسرعات هائلة.

لكن هذه الطريقة ليست الوحيدة التي يُحتمل أنها كانت السبب في انطلاق هذه النوعية من النجوم بسرعة هائلة، إذ يعتقد فريق آخر من الباحثين أن هذا النوع من النجوم قد يكون وُجد، يوما ما، في محيط نجم آخر تحوّل إلى مستعر أعظم، ودفعته موجات الانفجار الصدمية للانطلاق بتلك السرعة.

ضيوف على المجرة

من جانب آخر، فإن مجموعة من تلك النجوم قد جاءت بالأساس من خارج درب التبانة، منتقلة إليها في مرحلة ما، من مجرات قزمة كانت على مقربة منها في الماضي السحيق، ومع قوى الدفع والجذب بين المجرتين، انطلقت بسرعاتها الهائلة.

وإلى الآن، يمثل النجم (S5-HVS1) أحد أعاجيب الفضاء التي يطمح العلماء إلى فهم مزيد عنها قريبا، فهو أسرع النجوم التي نعرفها، وهو سريع إلى درجة أنك لو هرولت بسرعته، لقمت بالدوران حول الأرض 150 مرة في أقل من ساعة!

المصدر : مواقع إلكترونية