روسيا أعلنت الطوارئ.. سيبيريا تواجه أسوأ كارثة بيئية في القطب الشمالي

صورة جوية لبحيرة بياسينو أهم مصدر للمياه في شبه جزيرة تايمير (من تصوير ناسا-ويكيبيديا)

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأول الأربعاء حالة الطوارئ للتعامل مع الكارثة البيئية التي وصفت بأنها الأسوأ التي يتعرض لها القطب الشمالي.

وانهار خزان ديزل في محطة كهرباء خارج مدينة نوريلسك الشمالية في سيبيريا في 29 مايو/أيار الماضي، مما نتج عنه تسرب 15 ألف طن منها في أحد الأنهار، وستة آلاف طن أخرى في التربة، بما مجموعه 21 ألف طن.

وكان بوتين انتقد في إعلانه -كما كتبت ماريا أنتونوفا لوكالة الصحافة الفرنسية ونقله موقع ساينس ألرت- عدم مبادرة شركة نوريلسك نيكل المالكة للخزان المنهار بالتصرف السريع لمعالجة التسرب.

وقالت منظمة السلام الأخضر في روسيا إن الحادث هو "الأول من نوعه في منطقة القطب الشمالي"، ويمكن مقارنته بكارثة إكسون فالديز قبالة ساحل ألاسكا عام 1989".

وقالت لجنة التحقيق الروسية إن مشرف محطة الكهرباء اعتُقل، وسيتم توجيه الاتهام إليه قريبا بعد إجراء تحقيقات حول التلوث البيئي وانتهاكات السلامة، ولم تقدم أي معلومات حول التهم المحتملة ضده.

حجم الكارثة

يقول أندريه مالوف المتحدث باسم خدمة الإنقاذ البحري الروسية، التي تقوم بتطهير الانسكابات البحرية، والذي استدعي مطلع الأسبوع؛ إن التعزيزات وصلت إلى الموقع البعيد يوم الخميس.

وصرح لوكالة الصحافة الفرنسية بأنه "لم تحدث مثل هذه الانسكابات في القطب الشمالي من قبل". مضيفا أنه "يجب جمعها بسرعة كبيرة لأن الوقود يذوب في الماء".

ويتدفق نهر أمبارنايا -الذي تأثر بالانسكاب- إلى بحيرة بياسينو، وهي منبع رئيسي للمياه ومصدر نهر بياسينا الذي يتسم بأهمية حيوية لشبه جزيرة تايمير التي تقع على المحيط المتجمد الشمالي بأكملها.

وقال المتحدث باسم وكالة مصايد الأسماك الروسية ديمتري كلوكوف إن استعادة النظام البيئي الطبيعي للمياه الملوثة سيستغرق "عقودا".

وأبلغ وكالة تاس للأنباء أن "حجم هذه الكارثة لا يستهان به"، مضيفا أن معظم الوقود قد غرق في قاع النهر ووصل بالفعل إلى البحيرة.

صورة لطبيعة التضاريس المحيطة بنهر بياسينا في شبه جزيرة تايمير (ويكيبيديا)

وقال مالوف إن خدمة الإنقاذ البحري وضعت ستة حواجز لاحتواء النفط في نهر أمبارنايا لإيقاف انتقال الديزل من النهر إلى البحيرة، كما أنها تستخدم أجهزة خاصة لإزالة الوقود.

لكنه أكد أن مهمة التنظيف تعوقها قلة الطرق في المنطقة والطقس العاصف الذي تسبب بالفعل في كسر كتل الجليد للحواجز، وإطلاق المزيد من الوقود نحو البحيرة، وإجبار خدمة الإنقاذ على إعادة وضعها.

وأوضح مالوف "أنها أرض مستنقعية، ولا يمكن تسليم كل شيء هناك إلا على المركبات التي تعمل في جميع التضاريس"، وتنبأ بأن الوقود المتجمّع يجب أن يبقى في الموقع حتى الشتاء في خزانات خاصة.

ذوبان الجليد السرمدي

وقال المدعون في منطقة كراسنويارسك -في بيان- إن التسرب لوث 180 ألف متر مربع من الأرض قبل أن يضرب النهر.

وقالت شركة "نوريلسك نيكل" إن الحادث ربما وقع نتيجة هبوط الأرض تحت خزان الوقود نظرا لذوبان الجليد السرمدي بسبب تغير المناخ.

وأوضح خبير الصندوق العالمي للطبيعة في روسيا أليكسي كنيجنيكوف أنه في الوقت الذي يؤثر فيه تغير المناخ على التربة الصقيعية، فإن الحادث لم يكن ليحدث إذا اتبعت الشركة القواعد.

صورة للطبيعة الجغرافية لشبه جزيرة تايمير (ويكيبيديا)

وقال إنه بموجب القانون الروسي، يجب أن يكون هناك هيكل احتواء حول أي خزان وقود حتى يبقي معظم الانسكاب في الموقع. وأضاف أن "الكثير من اللوم يقع على عاتق الشركة".

ودفعت التضاريس الصعبة في المنطقة بعض المسؤولين إلى اقتراح حرق الوقود الذي تم جمعه في مكان الحادث، لكن رئيسة الوكالة الروسية لحماية البيئة سفيتلانا راديونوفا استبعدت ذلك أمس الخميس.

ونقلت وكالة أنباء إنترفاكس عنها قولها "لن يكون هناك حرق للمنتجات البترولية"، واعدة أيضا بالتشاور مع المجتمع العلمي حول أفضل مسار للعمل لمعالجة آثار الكارثة البيئية.

المصدر : الصحافة البريطانية + الصحافة الفرنسية