مشاريع وسجالات.. محطات تنافس المليارديرين بيزوس وماسك على الفضاء

المليارديرين جيف بيزوس وإيلون ماسك Elon Musk Jeff Bezos
ماسك (يمين) وبيزوس دخلا منذ سنوات في سجالات تتمحور حول انتقاد كل منهما لمشاريع الآخر (الأوروبية)
دخل المليارديران الأميركيان إيلون ماسك وجيف بيزوس منذ سنوات في سباق محموم لجعل سياحة الفضاء في المتناول، واقتناص الفرص التجارية الكامنة في هذا القطاع الناشئ، وكانت لهذا التنافس محطات بارزة في السنوات الماضية.

ويشغل بيزوس -وهو أغنى رجل في العالم بثروة تناهز 113 مليار دولار- منصب المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة بلو أوريجن المتخصصة في الفضاء، أما غريمه ماسك فيحتل المرتبة 40 في قائمة أغنياء العالم حسب فوربس للعام 2019 بثروة تناهز 22.3 مليار دولار، وهو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة سبيس إكس، ولكلتا الشركتين مشاريع طموحة في مجال الفضاء.

ويعود تنافس ماسك وبيزوس على الفضاء إلى سنوات قليلة خلت، ففي العام 2004 تناول المليارديران العشاء معا ولم يكونا حينها غريمين، وتحدثا عن مشاريع إطلاق الصواريخ للفضاء، وفي تلك الفترة كانت شركتا الرجلين لا تزالان ناشئتين ولم تطلقا أي صاروخ إلى الفضاء، ولم يكن لديهما حتى صاروخ جاهز للإطلاق.

مجمع ناسا
لكن في السنوات الموالية تصاعد نشاط سبيس إكس وبلو أوريجن، وبدأت تظهر بعض مظاهر التنافس بينهما، ففي العام 2013 دار هذا التنافس على مجمع إطلاق الصواريخ "39 إي" التابع لوكالة الفضاء (ناسا)، إذ أعلنت الوكالة في العام 2011 إخراج عدد من مكوكاتها من الخدمة، وبالتالي لم تعد تستعمل المجمع وعرضته للبيع.

وتنافست على العرض شركتا ماسك وبيزوس من أجل توظيفه لتطوير نشاطهما في مجال الفضاء، لدرجة جعلت بيزوس يتقدم بشكوى لدى الحكومة الأميركية لمنع حصول منافسه على المجمع، وهو ما أثار غضب ماسك الذي اتهم شركة بلو أوريجن باستخدام أساليب كاذبة لمنعه من الحصول على المجمع.

وبعد شد وجذب حصلت شركة سبيس إكس على المجمع بموجب عقد تأجير مدته 20 سنة، وقد أبرم في العام 2014.

تكنولوجيا الصواريخ
وبعد عامين من الخلاف على المجمع اندلع خلاف آخر بين المليارديرين، وتمحور هذه المرة حول براءات الاختراع المتصلة بالتكنولوجيا، إذ تقدم بيزوس بطلب تسجيل براءة اختراع متعلقة بتكنولوجيا تصنيع صواريخ فضاء قابلة لإعادة الاستعمال، وهو ما يمكنه من كسب ملايين الدولارات مقارنة بمنافسيه الذين سعوا لاستخدام التكنولوجيا نفسها.

وعلى رأس هؤلاء المنافسين إيلون ماسك الذي حاول الاستفادة من إعادة استخدام صواريخ الفضاء عن طريق تقنية مغايرة عن تقنية بيزوس، وهي هبوط الصاروخ على سفينة، وهي تقنية قال البعض إنها مستوحاة من فيلم خيال علمي روسي يعود إلى خمسينيات القرن الماضي.

وفي نهاية العام 2015 انتقل الصراع بين الرجلين إلى فضاء تويتر، ففي نوفمبر/تشرين الثاني أطلقت شركة بلو أوريجن أول صاروخ فضاء لها في مدار الأرض ثم أرجعته، وقد احتفى بيزوس بهذا الحدث ووصفه بالتاريخي، ولا سيما أن الأمر يتعلق بإعادة صاروخ مستعمل للأرض.

تهنئة وانتقاد
وقد هنأ ماسك غريمه بيزوس بهذا الإنجاز عبر تغريدة، ولكن التهنئة كانت تنطوي على نقد قال فيه إنه يجب التفريق بين إطلاق صاروخ في الفضاء أو مدار الأرض، موضحا أن صاروخ بيزوس استهلك لبلوغ مدار الأرض طاقة تفوق بمئات المرات ما سيحتاجه صاروخ ماسك لبلوغ الفضاء وليس المدار ثم إرجاعه للأرض.

وبعد شهر من إطلاق بيزوس صاروخا فعل غريمه الشيء نفسه، وقد استمر التنافس والمواجهة الكلامية بين الرجلين الطموحين، ففي العام 2019 وجه بيزوس انتقادا إلى ماسك في محاضرة بسبب سعي الأخير لبناء مستوطنة في كوكب المريخ.

وقال بيزوس "إلى أصدقائي الذين يريدون الانتقال للعيش في المريخ، أرجوكم قدموا لي خدمة، اذهبوا أولا للعيش على قمة جبل إيفرست لمدة عام، وانظروا إذا كنتم ستحبون التجربة لأنها ستكون مثابة جنات عدن مقارنة بالعيش في المريخ".

خطة الأقمار
ولم يتأخر رد ماسك، إذ علق على خطة بيزوس لإطلاق آلاف الأقمار الصناعية في الفضاء من أجل تأمين شبكة إنترنت أسرع وأحسن على امتداد كوكب الأرض، وقال في تغريدة إنها فكرته التي أطلقها قبل سنوات، وقد سمى المشروع "ستار لينك"، مضيفا أن بيزوس لا يعدو كونه مقلدا.

وبعد ذلك، غرد ماسك مرة أخرى بسخرية بشأن آخر ما أعلنت عنه شركة بلو أوريجن وهو مشروع "بلو مون" (القمر الأزرق)، وقال إنه "لخيار فظيع للعلامة التجارية لشركة بيزوس بأن تضع اللون الأزرق على كرة عملاقة".

المصدر : الصحافة الأميركية