الآثار كارثية.. الاحتباس الحراري قد يتسبب في اختفاء كلي للسحب

NEW YORK, NY - JULY 17: 184 Kent Avenue, a building owned by Kushner Companies, stands in the Williamsburg neighborhood, July 17, 2018 in the Brooklyn borough of New York City. On Monday, several current and former tenants filed a $10 million lawsuit in New York State Supreme Court, claiming that the Kushner family business, Kushner Companies, tried to force them out of their rent-stabilized apartments with constant construction, including 'loud and obnoxious drilling' and 'constant clouds of smoke and dust.' Drew Angerer/Getty Images/AFP== FOR NEWSPAPERS, INTERNET, TELCOS & TELEVISION USE ONLY ==
تعد السحب من أكثر أنظمة التبريد كفاءة على كوكب الأرض وتعكس ما بين 30% و60% من ضوء الشمس (الفرنسية)

قالت صحيفة ليزيكو الفرنسية إن دراسة جديدة أظهرت أن الاحتباس الحراري قد يؤدي إلى اختفاء كلي للسحب، مما يعني ارتفاع الحرارة بنحو 8 درجات مئوية، لأن السحب المنخفضة تبرّد الجو بشكل طبيعي.

وقالت الصحيفة إن زيادة كميات ثاني أوكسيد الكربون المنبعثة بفعل الصناعات في الجو، يمكن أن تقضي بصورة مبرمة على السحب الركامية المنخفضة التي تساعد في تبريد الجو.

وقد أوضح الباحثون الذين نشروا دراستهم في مجلة "نيتشر جيوساينس"، وجود تفاعل غير معروف حتى الآن بين غازات الاحتباس الحراري وهذه السحب المكونة من بخار الماء، كما بيّنوا أنه عندما يتضاعف المستوى الحالي لثاني أوكسيد الكربون ثلاث مرات ستختفي هذه السحب فجأة.

ووفقا لحسابات الباحثين، سيؤدي اختفاء هذه السحب إلى ارتفاع الحرارة بثماني درجات مئوية، تنضاف إليها الحرارة الناتجة عن تركيز غازات الاحتباس الحراري في الجو.

ويقول تابيو شنايدر الباحث في أحد مختبرات إدارة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) وكاتب الدراسة الرئيسي، إن النتائج بيّنت وجود عتبات للتغير المناخي خطيرة لم تكن معروفة حتى الآن.

تبريد الكوكب
وقالت الصحيفة إن طبقة السحب الركامية (ستراتوكيملوس) التي تغطي حوالي 20% من سطح المحيط في المناطق المعتدلة، تعد واحدة من أكثر أنظمة التبريد كفاءة على كوكب الأرض، إذ تعكس ما بين 30% و60% من ضوء الشمس.

ومن دون هذه الطبقة، سيكون مناخ الأرض شبيها بما كان عليه منذ 50 مليون عام عندما كانت التماسيح تسبح في القطب الشمالي الخالي وقتها من الجليد، حسب الصحيفة.

وفي غياب تبريدها الطبيعي سوف يذوب الجليد في القطبين ويرتفع مستوى المحيط بنحو عشرة أمتار ليتجاوز قدرة البشر على التكيف.

زوال السحب سيؤدي لارتفاع حرارة الأرض وذوبان جليد القطبين وبالتالي ارتفاع منسوب مياه البحار (الأناضول)
زوال السحب سيؤدي لارتفاع حرارة الأرض وذوبان جليد القطبين وبالتالي ارتفاع منسوب مياه البحار (الأناضول)

تزايد ثاني أوكسيد الكربون
وتدق الصحيفة ناقوس الخطر، منبهة إلى أن البشرية تتجه نحو هذا السيناريو منذ بداية الثورة الصناعية عندما بدأت تستخدم الوقود الأحفوري على نطاق واسع، إذ زادت الحرارة في العالم بنحو درجة مئوية، مما أدى بالفعل إلى حدوث نوبات جفاف وفيضانات وأعاصير، وخلال هذه المدة زاد تركيز ثاني أكسيد الكربون من 280 جزءا في المليون إلى 400 جزء في المليون سنة 2017.

وأشارت إلى أن اتفاقية باريس 2015 تهدف إلى الحد من الاحتباس الحراري عند مستوى درجتين مئويتين، ولكن وفقا لحسابات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية لا توجد مؤشرات على التقليل من بث ثاني أوكسيد الكربون.

وحسب توقعات مدير كلية المناخ والطاقة في جامعة "ملبورن" مالتي مانشوس، فإن الطبقة الحامية للسحب ستتلاشى في حدود 2104 إذا استمرت البشرية على هذا المنهج.

وتختم الصحيفة بتحذير المتخصص في الأرصاد الجوية من جامعة "ميامي" باكوينا زويديما، الذي يقول إن على السكان أن يكونوا مستعدين لمواجهة تغيرات كبيرة في المناخ قبل الوصول إلى 2100، إذ إنه من المحتمل جدا أن يشهدوا ارتفاعا في مستويات البحار بما لا يقل عن 30 سم، وسينسحب الأكسجين من العديد من مناطق المحيط وستتضاعف موجات الحرارة القاتلة في جميع أنحاء العالم.

المصدر : ليزيكو