هكذا تعاني البصرة رغم الوعود الحكومية

وتحدث الناشط المدني عادل وكر للجزيرة نت عن أزمة تلوث مياه الشرب الناشئة عن إهمال حكومي مستمر، حيث تعتمد مصادر المياه على مشاريع نفذت قبل عقود، وهي لا تستجيب للزيادة السكانية والتوسع العمراني الذي تشهده المدينة، ما أدى إلى الاعتماد على مياه شط العرب لسد النقص.

كما أدت عوامل أخرى لشح المياه، مثل بناء السدود على نهري دجلة والفرات في تركيا، وقطع ماء نهري الكارون والكرخة من إيران، حتى امتدت المياه المالحة من الخليج العربي إلى داخل شط العرب لمسافة 140 كيلومترا. 

أمراض خطيرة
وأكد الناشط وكر أن التلوث الكيميائي والجرثومي ازداد في مياه البصرة بنسب خطيرة جدا، نظرا لإلقاء نفايات كيميائية في مياه شط العرب.

وتنتشر في المنطقة أمراض جلدية وبكتيرية، مثل المغص المعوي والإسهال والتقيؤ الشديد، حيث تستقبل أقسام الطوارئ في البصرة ما بين 500 و600 حالة يوميا، جراء تلوث ماء الشرب وعدم استخدام الطرق الحديثة في التصفية.

وعود ولجان
وبحسب الناشط وكر لم تقدم الحكومة حتى الآن أي حلول لمشكلة التلوث في البصرة، واقتصرت جهودها على "الوعود الإعلامية ولجان التقصي"، بينما لا يكفي مشروع القناة الإروائية سوى لسد حاجة ربع المدينة.

وأوضح أيضا أن شبكة ماء المجاري ليست سوى قنوات مفتوحة وتصب بمجملها في الأنهر الفرعية المؤدية إلى شط العرب مما يزيد من تلوثه، بينما بدت ظاهرة نفوق الأسماك على سطح الماء مما ينذر بكارثة قد تحل بالمدينة قريبا.

واعتبر الناشط أن "ظهور مشكلة التسمم ونقص الماء بشكل مفاجئ هي نوع من العقوبة الجماعية، بعدما هدد ناشطون في البصرة بقطع إمدادات النفط عن التصدير وإحراج الحكومة ما لم تستجب لمطالب المتظاهرين".

وتشهد مدينة البصرة منذ أكثر من شهر مظاهرات واعتصامات شعبية للمطالبة بتحسين الخدمات، وأبرزها توفير المياه الصالحة للشرب وتوفير الطاقة الكهربائية وإيجاد فرص عمل لآلاف العاطلين ومحاربة الفساد المالي والإداري.