تاهت بأزقة الطوائف.. حكومة لبنان تتنظر معجزة لتشكيلها

يتمسك الحزب الاشتراكي بالمقاعد الوزارية المخصصة للدروز نظرا لامتلاكه معظم نواب الطائفة
الرئيس عون (يمين) يلتقي قادة الطوائف في سبيل إزالة العقبات أمام تشكيل الحكومة (الجزيرة)

وسيم الزهيري-بيروت

لا يزال ملف تشكيل الحكومة اللبنانية يراوح مكانه في ظل تعثر الاتصالات الجارية بشأنها حتى الساعة، بينما ينتظر أن تنشط المساعي على مسارات عديدة لإزالة العقبات "التي تحول دون ظهور الدخان الأبيض".

وقد برز اشتداد حدة الاشتباك السياسي بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية على خلفية توزيع الحصص الوزارية.

ويجمع المراقبون على تسبب هذا الخلاف في توجيه ضربة موجعة إلى "تفاهم معراب" الموقع بين الطرفين عام 2016 والذي أسهم بإيصال ميشال عون إلى سدة رئاسة الجمهورية، ووضع حدا لخلاف بين الجانبين استمر منذ أيام الحرب الأهلية.

ولا تقتصر العقبات على الخلاف المسيحي الداخلي، فشد الحبال يمتد إلى الساحة الدرزية، في ظل رفض الحزب التقدمي الاشتراكي إسناد أي من الحقائب الوزارية الدرزية الثلاث إلى طلال أرسلان رئيس الحزب الديمقراطي وحليف التيار الوطني الحر.

كذلك تبرز عقدة التمثيل الحكومي للنواب السنة المعارضين لتيار المستقبل.

وقد دفعت الخلافات السياسية الأخيرة رئيس الجمهورية إلى عقد لقاءات مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في محاولة لتخفيف حدة التشنج القائم في الخطاب السياسي.

‪التيار الوطني الحر يتهم القوات اللبنانية بمواجهة مشاريع وزراء التيار في الحكومة‬  (الجزيرة)
‪التيار الوطني الحر يتهم القوات اللبنانية بمواجهة مشاريع وزراء التيار في الحكومة‬  (الجزيرة)

محاصصة الحقائب
وتنفي عضو المجلس السياسي في التيار الوطني رندلا جبور رفض التيار إعطاء القوات اللبنانية الحصة الوزارية التي تستحق.

وتقول للجزيرة نت إن اعتراض التيار الوطني كان على المناصفة في توزيع المقاعد الوزارية بين التيار والقوات.

وتوضح أن المناصفة الواردة في "اتفاق معراب" كانت لها شروط، منها دعم القوات لعهد رئيس الجمهورية، مشيرة إلى أن القوات تتهم وزراء التيار بالفساد من دون أي دليل وتعرقل مشاريعهم في الكهرباء.

لكنها أكدت في المقابل استعداد التيار للحوار مع القوات، مبدية اعتقادها بإمكانية إيجاد حل في النهاية.

وترى أن السجال الحاصل حول تفاهم معراب قد يؤثر على العلاقة بين الطرفين لفترة محدودة.

بدوره، أكد مسؤول جهاز التواصل في القوات اللبنانية شارل جبور على التمسك بأن تعكس الحكومة ما أفرزته نتائج الانتخابات النيابية.

ويشدد جبور للجزيرة نت على انفتاح حزبه على حل العقد القائمة والتمسك بتفاهم معراب، مؤكدا التواصل المستمر مع رئيس الجمهورية ومع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري.

وقال إن القوات لا تطلب أكثر مما يحق لها، مشيرا إلى أن العقد الحكومية محلية وليست خارجية.

حزب القوات اللبنانية يطالب بتمثيل وزاري يناسب حجمه في الانتخابات النيابية (الجزيرة)
حزب القوات اللبنانية يطالب بتمثيل وزاري يناسب حجمه في الانتخابات النيابية (الجزيرة)

العقدة الدرزية
وهناك أيضا عُقد متصلة بتوزيع الحقائب الوزارية ضمن الطائفة الدرزية، حيث يرفض الحزب التقدمي الاشتراكي منح مقعد وزاري لرئيس الحزب الديمقراطي طلال أرسلان الحليف لميشال عون.

ويعتبر الكاتب السياسي كمال ذبيان أن هناك صعوبة في تجاوز شروط الحزب الاشتراكي بسبب مسألة الميثاقية في تمثيل الطوائف.

ويشير إلى أن حل العقدة الدرزية غير متوفر في الوقت الراهن رغم الوساطات التي قام بها حزب الله.

وبشأن تمثيل النواب السنة من خارج تيار المستقبل في الحكومة، قال ذبيان إن حلفاء هؤلاء النواب ولاسيما حزب الله وحركة أمل يرفضون عزلهم رغم عدم انضوائهم في تكتل موحد.

وأبدى ذبيان اعتقاده أن حل هذه المشكلة قد يكون من خلال منح حقيبة وزارية للسياسي الشمالي الوزير السابق فيصل كرامي على أن يكون من حصة رئيس الجمهورية بموازاة حصول رئيس الحكومة الحريري على مقعد مسيحي في المقابل.

وبانتظار اتضاح الصورة داخليا تتجه الأنظار لمعرفة تأثير العوامل الخارجية المختلفة في انطلاق الحكومة المتعثرة.

المصدر : الجزيرة