الوزير الإسرائيلي الجاسوس.. هل حصلت إيران على "كنز"؟
وأعلن بيان مقتضب لجهاز الأمن الداخلي (شاباك) أن سيغيف اعتقل الشهر الماضي في غينيا الاستوائية، وأنه كان يقيم منذ عام 2007 في نيجيريا التي تمكنت المخابرات الإيرانية من تجنيده فيها عام 2012.
قصة سيغيف بدأت بدخوله الكنيست منتصف تسعينيات القرن الماضي عن حزب "تسوميت" اليميني المتطرف، قبل أن ينقلب على حزبه ويدعم حكومة إسحق رابين التي عين فيها وزيرا للطاقة، قبل أن تتقلب أموره إلى أن دخل السجن عام 2004 بتهمة تهريب ثلاثين ألفا من حبوب الهلوسة من هولندا إلى إسرائيل.
ولا يبدو أن الشاباك قد أعلن سوى "الحلقة الأخيرة" في مسلسل تجسس سيغيف، أما أحداث حلقاته فستظل مجهولة، لاسيما وأن إسرائيل لم تكتشف قصة وزيرها الجاسوس إلا مؤخرا وبعد ستة أعوام من عمله لصالح إيران.
– وجهت لسيغيف تهمتي مساعدة العدو إبان الحرب، والتجسس ضد دولة إسرائيل.
هل حصلت إيران على كنز؟
الشاباك اعتقل الوزير والنائب الأسبق غونين سيغيف بتهمة التجسس ضد دولة إسرائيل والتخابر لصالح إيران. للمزيد من التفاصيل: https://t.co/AZbI7s27yy pic.twitter.com/JyDlbK4V9M
— Ofir Gendelman (@ofirgendelman) June 18, 2018
السؤال الأهم الذي اختلفت الإجابات عليه، كان حول وزن المعلومات التي حصلت إيران عليها، وهي وفق بيان الشاباك ما يلي:
– مرر سيغيف للمخابرات الإيرانية معلومات حول قطاع الطاقة الإسرائيلي ومواقع أمنية ومبان ومسؤولين في أجهزة سياسية وأمنية.
– صحيفة يديعوت أحرونوت كتبت اليوم الثلاثاء أن الحديث ليس عن "مجرد معتقل" وإنما عن متهم بالتجسس جلس يوما ما على طاولة الحكومة الإسرائيلية.
– الكاتب والمحلل بصحيفة معاريف "بن كسبيت" قلل من شأن المعلومات التي يمكن لوزير غادر منصبه منذ عشرين عاما أن يقدمها لإيران، معتبرا أن ما جرى لا يعدو كونه "إنجازا معنويا" للمخابرات الإيرانية، وكتب "إذا كان سيغيف هو الثروة الاستخبارية الأكبر لإيران في إسرائيل، فمن الممكن مواصلة النوم بهدوء".
– المحلل العسكري لصحيفة هآرتس "عاموس هرئيل" ذهب إلى أن القضية تثير تساؤلات جوهرية حول جاهزية إسرائيلية لإحباط عمليات التجسس، معتبرا أن الأهم أن يوسع الشاباك تحقيقاته للتأكد مما إذا كان الإيرانيون قد جندوا آخرين عن طريق سيغيف.
زلزال وإنجاز أمني
1-إقرار إسرائيل بتجنيد ايران الوزير الإسرائيلي السابق جونين سيغف انجاز أمني ومعنوي هائل لطهران.
كما كشف وزير الحرب الأسبق عمير بيرتس قبل قليل، فأن زلزالا سيصيب إسرائيل عندما يتم الكشف عن حجم الضرر الذي ألحقه سيغف بالأمن الإسرائيلي من خلال ما زود إيران من معلومات بالغة الحساسية— د.صالح النعامي (@salehelnaami) June 18, 2018
– إقرار إسرائيل بتجنيد إيران الوزير سيغيف إنجاز أمني ومعنوي هائل لطهران.
المؤبد أم الإعدام؟
الوزير سابقا غونين سيغيف اعتقل بشبهة ارتكاب جرائم امنية خطرة-
التجسس ضد إسرائيل.سيغيف كان عميلا للاستخبارات الإيرانية
جند عام 2012 في نيجيريا
زار ايران مرتين
اجتمع بجهات في المخابرات وامدها بمعلومات عن إسرائيل
مرافق الطاقة، مواقع امنية مبان وأصحاب وظائف في هيئات سياسية وامنية pic.twitter.com/9BVs4aYAyN— שמעון ארן شمعون آران (@simonarann) June 18, 2018
وينقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" عن المحامي الإسرائيلي المتخصص في قوانين الحرب أن الحكم بإعدام سيغيف "لن يكون مستبعدا" مشيرا إلى أن القانون الإسرائيلي ينص على الحكم بالعقوبة الأشد قسوة في قضايا التجسس.
كما نقل عن رئيسة منظمة "شورات هدين-مركز القانون الإسرائيلي" نيتسانا درشان ليتنر أن سيغيف يواجه عقوبة بالسجن مدى الحياة أو عقوبة الإعدام.
وبعيدا عن المآلات فإن الحقيقة التي لا يختلف عليها من كتبوا عن فضيحة الوزير الجاسوس تتمثل في الاختراق الهام لجدار الأمن الإسرائيلي، وأن إسقاط الجواسيس وصل لمن يجلسون على طاولة الحكم في دولة الاحتلال، في حرب جواسيس مع تل أبيب المعلن منها أن الدول العربية اليوم تكتفي بموقع المفعول به فقط.