الإسلاموفوبيا تغزو الجامعات البريطانية
الجزيرة نت-لندن
دراسة استقصائية
وعاد مرة أخرى الجدل للساحة البريطانية حول الإسلاموفوبيا، والعنصرية المتصاعدة ضد المسلمين، لكن هذه المرة من بوابة الجامعات، إذ كشفت دراسة استقصائية أجراها الاتحاد الوطني للطلاب ببريطانيا أن نحو ثلث الطلاب المسلمين في المملكة المتحدة تعرضوا لجرائم كراهية بسبب عقيدتهم.
وتشير الدراسة الجديدة التي أجريت خلال عام 2017، ونشرت مطلع الأسبوع الماضي، أن واحد من كل ٣ طلاب شملتهم عينة البحث التي بلغت 578 طالبًا، عبر عن قلقه من أن يكون دينه سببا في تعرضه لإساءات لفظية أو اعتداءات، وكان للطالبات النصيب الأكبر بطبيعة الحال بسبب تمييز هويتهم الدينية عبر الحجاب أو النقاب.
وفي حديثها للجزيرة نت قالت حريم غاني عضو اتحاد الطلبة البريطانيين وإحدى معدات الدراسة، إن إنها تشير بوضوح إلى عدد من مظاهر تعرض الطلاب المسلمين للتمييز في الحرم الجامعي، من الإساءة اللفظية والجسدية إلى الاعتداءات الصغيرة في الندوات والحلقات الدراسية، وليس أخيرا الإساءة عبر الإنترنت.
والمثير للاهتمام في الدراسة الجديدة ما أظهرته نتائجها بخصوص البرنامج الحكومي المعروف بـ " بريفنت" (المنع)، إذ يبدو أن هذا البرنامج الحكومي الوقائي من التطرف قد أتى بنتائج عكسية، حيث أوضحت الناشطة أن التمييز الذي يعاني منه الطلاب المسلمون يرتبط بالظلم والعنف الذي يواجهونه في المجتمع ككل.
وزادت بأن واحدا من كل ثلاثة طلاب يشعرون بأنهم تأثروا سلبا ببرنامج "بريفنت"، ولا سيما أنه يعزز المفاهيم التي يشعر بها الطلاب المسلمون أنهم مستهدفون بشكل غير متناسب من قبل الحكومة.
وكانت جامعة بريستول البريطانية نشرت في السابق سلسلة دراسات حذرت فيها من ارتفاع نسبة التمييز ضد الشباب المسلمين، خاصة في الوظائف، حيث تقل على سبيل المثال فرص البريطانية المسلمة في الحصول على عمل بقرابة 71٪. عن مثيلتها البريطانية المسيحية البيضاء.
أما الدكتور نبيل خطاب الذي أعد تلك الدراسات ببريطانيا خلال الأعوام الماضية فاعتبر أن المفاجأة في هذه الدراسة الجديدة تكمن في أن الإساءات تحدث في السياق الأكاديمي، والذي من المفترض أن يكون أقل حقل تتسرب له هذه الممارسات.
ويعتبر خطاب -وهو أستاذ سابق ببريستول وبروفيسور حالي في معهد الدوحة للدراسات العليا- أن هذه النتائج تنسجم تماما مع المعطيات بسوق العمل، والممارسات اليومية، وبالأخص عند النساء اللاتي يظهرن كمسلمات بسبب اللباس.
الإكزانوفوبيا
الدكتور الخطاب يضيف رأيا آخر وهو ما يسمى "الإكزانوفوبيا"، وتعني كراهية المهاجرين بغض النظر عن ديانتهم وعرقهم.
و"الإكزانوفوبيا"، حسب الأكاديمي، يقود للتفريق بين الممارسات التي توجه ضد المسلمين كونهم مسلمين، وبين الممارسات التي توجه ضدهم كأجانب ينتمون إلى جماعات عرقية مختلفة من حيث الشكل الخارجي واللون أو من حيث الاختلاف الثقافي.
ويقول إن التمييز بناء على هذه العوامل ليس نابعا من "الإسلاموفوبيا" وإنما من "الإكزانوفوبيا"، مشيرا إلى أن قرار البريطانيين مغادرة الاتحاد الأوروبي "البريكست" لم يحصل بسبب المسلمين، بل بسبب المهاجرين من شتى الثقافات والأديان.
يذكر أن نتائج الدراسة أظهرت أن 80٪ ممن شملتهم الدراسة عبروا عن اعتقادهم بأن الإسلاموفوبيا هي المحرك الرئيسي لمثل تلك الإساءات والاعتداءات، بينما قال 43٪ منهم إنهم يشعرون بأنهم غير قادرين على التعبير عن آرائهم خشية التعرض لإساءات.