طعن دستوري لإعادة القوات السودانية من اليمن
عماد عبد الهادي-الخرطوم
الطعن الدستوري
كما يسعى إلى أن تتغير نظرة اليمنيين لإخوانهم السودانيين بالتمييز بين الموقفين، "وهذا ما حصلنا عليه بشكل مرض، فمشاركات المقاتلين والمواطنين اليمنيين لنا في الطعن مقدرة جدا".
ويفتح الطعن الدستوري الجديد الباب لزيادة الضغط على الحكومة بتوالي الدعوات المطالبة بسحب القوات السودانية وإعادتها للبلاد فورا.
وتمسك قيادة الجيش السوداني عن الإدلاء بأي تصريح نفيا أو تأكيدا لما تم تداوله حول مقتل الجنود السودانيين، ما حرك كثيرا من المؤسسات الحزبية وقانونيين لإعادة المطلب من جديد. قبل أن يتساءل بعضهم عن المبررات الشرعية للقتال في اليمن.
وتقول عريضة الطعن إن مشاركة القوات المسلحة السودانية خارج حدود السودان الجغرافية ليست منوطة بمزاجية المطعون ضده وميوله العقائدي، أو أطماعه المالية، وإنما هناك قيود وشروط وردت بالنص بوضوح.
وتضيف أن هذه المشاركة تخالف الالتزامات الأخلاقية للسودان، والمواثيق الدولية. بجانب مخالفتها الصريحة للدستور السوداني الذي يحدد شروط مشاركة القوات السودانية في أي مهمة داخلية كانت أو خارجية.
مراجعة القرار
وتتعالى الأصوات الداعية لمراجعة قرار بقاء القوات السودانية في اليمن يوما بعد الآخر لتجد مؤيدين لها داخل قبة البرلمان ومن ممثلين لأحزاب هي بالأساس جزء من حكومة الوفاق الحالية.
رئيس كتلة النواب المستقلين أبو القاسم برطم يرفض بقاء القوات السودانية في اليمن بغض النظر عن فقدها لبعض الجنود من عدمه، معتبرا أن الصراع في اليمن "صراع بين اليمنيين ريثما ينتهي لصالح أحد الطرفين".
وقال للجزيرة نت إن المصالحة "لا محالة حاصلة بين اليمنيين وسيصبح السودان بعدها هو المدان الحقيقي بسبب الحرب الحالية".
ومع رفض المسؤولين السودانيين تأكيد أو نفي خبر مقتل الجنود السودانيين في اليمن وإصرارهم على بقاء تلك القوات حتى الآن، جدد نائب الأمين العامل لحزب حركة الإصلاح الآن حسن عثمان رزق طلب حزبه بالسحب الفوري للقوات السودانية "لأن الحرب الدائرة في اليمن هي حرب غير مؤصلة، فلا هي جهاد ضد عدو، ولا هي نصرة للدين".
وتساءل رزق عن أسباب قتال الجندي السوداني في اليمن "ولماذا نعرض بلادنا للحرب مع الآخرين". ويقول للجزيرة نت إن الحرب لم تأخذ الصبغة القانونية حتى الآن "فلا مجلس الأمن ولا الجامعة العربية ولا منظمة التعاون الإسلامي هي من وفرت لهذه الحرب غطاء شرعيا يدفعنا للمشاركة بها".
ويشارك السودان في التحالف العربي الذي تقوده السعودية منذ مارس/آذار 2015 بآلاف الجنود وفق دعاوى حماية الحرمين الشريفين من عدوان إيران، ولدعم الشرعية اليمنية ضد انقلاب جماعة الحوثي.