الخرطوم متفائلة بالسلام والمعارضة متمسكة بحل شامل

رئيس وفد الحكومة السودانية لمفاوضات أديس أبابا مساعد رئيس الجمهورية إبراهيم محمود... السودان ... الخرطوم ... أرشيفية الجزيرة نت
رئيس وفد الحكومة السودانية لمفاوضات أديس أبابا إبراهيم محمود قال إنه يجب المضي مباشرة نحو السلام (الجزيرة)

عماد عبد الهادي-الخرطوم

تنطلق في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا السبت جولة مفاوضات جديدة بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية قطاع الشمال (فصيل عبد العزيز الحلو) بعد أربعة أيام من قرار الأخير وقف إطلاق النار لمدة أربعة أشهر مقبلة.

وتأتي الجولة الجديدة في ظل مشكلات تعاني منها الحركة الشعبية أدت لانشقاقها لتصبح فصيلين: الأول بزعامة مالك عقار، والثاني بزعامة عبد العزيز الحلو.

وشكلت دعوة الوساطة الأفريقية فصيل الحلو دون عقار علامات استفهام عند المتابعين الذين يرون أن هذه الخطوة ستضعف حياد الوساطة التي يقودها الجنوب أفريقي ثابو أمبيكي، كما أثارت دعوة شخصين من قيادة تحالف المعارضة (نداء السودان) الذي يضم أحزابا معارضة ومتمردين -بينهم الحركة الشعبية قطاع شمال- تساؤلات عن نية الوسيط الأفريقي.

لكن زعيم حزب الأمة القومي المعارض العنصر الثاني المشمول بالدعوة الصادق المهدي بدا مصرا على شمولية الحل وعدم حضور أي جولة مفاوضات من شأنها أن تعزل الآخرين، حسب ما ورد في بيان له.

ويقول المهدي إنه فهم من نص الدعوة أنها مخصصة لحزب الأمة القومي، وإن دعوة مماثلة وصلت للآخرين في قوى نداء السودان "وقد استجبت للدعوة بنية تنوير الآلية بالمستجدات الكارثية في السودان".

‪المهدي قال إنه سيطلب تأجيل الاجتماع المقرر في أديس أبابا‬ (الجزيرة)
‪المهدي قال إنه سيطلب تأجيل الاجتماع المقرر في أديس أبابا‬ (الجزيرة)

سعي للتأجيل
كما يؤكد زعيم حزب الأمة أنه سيذهب ليطالب بتأجيل اللقاء لسببين، هما الارتباك في توجيه الدعوة وتأخر وصولها، والأوضاع الحالية بما يتناقض مع أي مطالب متفق عليها لاستئناف أي نوع من المشاورات.

وبعيدا عن موقف المتشككين بنية الوساطة الأفريقية أو الرافضين لدعوتها ترى الحكومة السودانية أن الخطوة "أمر يصب في خانة البحث عن إيجاد سبيل للسلام في البلاد".

وبدا رئيس وفد الحكومة للمفاوضات إبراهيم محمود متفائلا بالتوصل لاتفاق مع فصيل الحلو، وأكد حرص حكومته على سلام يتخطى كل التكتيكات السابقة التي عطلت السلام منذ العام 2011 وحتى الآن.

وقال للصحفيين مساء الأربعاء قبيل توجهه إلى أديس أبابا إن الوفد الحكومي ذاهب ولديه الإرادة القوية المدعومة بالقرارات الرئاسية المتكررة عن وقف إطلاق النار منذ يونيو/حزيران 2016.

وأضاف أنه بعد وقف إطلاق النار الذي دام لأكثر من عام ونصف العام يجب المضي مباشرة للسلام وعدم تضييع الوقت في أي إجراءات جانبية.

ويؤيده في ذلك المنحى رئيس لجنة الإعلام في البرلمان السوداني الطاهر حسن عبود الذي أبدى بدوره تفاؤله بإمكانية حدوث نتائج إيجابية واختراق يسهم في تحقيق السلام مع الحركة الشعبية.

ويعتقد أن هناك عدة عوامل ستعجل بإبرام اتفاق سلام بين الطرفين -الحكومة والشعبية- من بينها إبعاد الأمين العام للحركة ياسر عرمان عن ملف المفاوضات، حيث كان يتمسك بشمولية الحل في السودان.

‪أردول: تجزئة الحلول تناقض شمولية الحل المنصوص عليها في القرار 2046‬ (الجزيرة نت)
‪أردول: تجزئة الحلول تناقض شمولية الحل المنصوص عليها في القرار 2046‬ (الجزيرة نت)

شمولية الحل
أما الفصيل الآخر للحركة الشعبية -الذي يتزعمه مالك عقار- فاعتبر دعوة فصيل الحلو بعد انشقاقه عن الحركة قبل ستة أشهر أمرا يناقض مبدأ شمولية الحل، معتبرا أن الدعوة فكرة من أفكار حكومة السودان التي صدرتها وفرضتها على الآخرين، حسب ما ورد في بيان صادر عن عقار.

وجاء في البيان -الذي تلقت الجزيرة نت نسخة منه- أن فصل قضايا المنطقتين (النيل الأزرق وجبال النوبة) من بعدها القومي جزء من إستراتيجية الحكومة لبلوغ حل جزئي لحروبها التي قاومتها الحركة الشعبية على مدار 15 جولة من المفاوضات السابقة ولم تنجح في أي حل.

وقال الناطق الرسمي باسم "فصيل عقار" عبد الرحمن أردول إن تجزئة الحلول والانفراد بطرف بعينه يناقضان قرار مجلس الأمن 2046 وقرارات مجلس الأمن والسلم الأفريقي بشمولية الحل في السودان.

المصدر : الجزيرة