في مصر الجديدة.. طوابير للبطاطس وحفل "بقمصان النوم"

كومبو حفل البيجامات وقمصان النوم و مصريون يصطفون لشراء الطماطم المدعومة من الحكومة في القاهرة
صور حفل قمصان النوم أثارت السخط على مواقع التواصل خاصة أنها تزامنت مع أزمة طوابير البطاطس (وكالات)

محمد السهيلي-القاهرة

لم يكد المصريون يستوعبون أزمة البطاطس وصور طوابير المواطنين وهم يسعون للحصول على نصيبهم منها بثمن مناسب وقد وصل ثمنها إلى 16 جنيها للكيلوغرام الواحد (نحو 0.9 دولار) حتى صدموا بصور أخرى هذه المرة لحفل عرس غريب أقامه أحد الأثرياء.

الحفل الذي وصف بالباذخ ارتدى فيه الرجال ومعهم العريس "بيجامات" بينما ارتدت النساء قمصان نوم، وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بصور الحفل التي يصعب نشرها.

وتوقف نشطاء مواقع التواصل عند دلالات صور طوابير البطاطس وحفل قمصان النوم، ورأوا فيها مفارقة تكشف حجم التناقضات بين طبقات المجتمع المصري.

البطاطس شحت من الأسواق المصرية وارتفع ثمنها إلى 16 جنيها (نحو 0.9 دولار) للكيلوغرام الواحد
البطاطس شحت من الأسواق المصرية وارتفع ثمنها إلى 16 جنيها (نحو 0.9 دولار) للكيلوغرام الواحد

وعلى مدار الأيام الماضية، انتشرت صور ومقاطع فيديو مصورة لطوابير من الرجال والنساء أمام منافذ بيع للبطاطس -وجبة طعام الفقراء- أعدتها وزارة الداخلية بعد مصادرتها عشرات الأطنان لدى التجار إثر ارتفاع أسعارها بالأسواق إلى 16 جنيها وهو رقم غير مسبوق، وسط وعود من رئيس الوزراء مصطفى مدبولي بخطة لتخفيض أسعارها.

وعبر المتابعون عن أسفهم لتفاقم الأزمة الاجتماعية وتباعد المسافات بين الأغنياء والفقراء وتآكل الطبقة الوسطى، ومعاناة ملايين المصريين من أزمات اقتصادية واجتماعية وصحية وتعليمية وأمنية بينما تعيش طبقة أخرى حياة مغايرة.

والاثنين، انتشرت عشرات الصور عبر مواقع التواصل لحفل زواج محمود ابن شقيق رجل الأعمال عماد الحاذق بابنة رجل الأعمال هشام شتا، وهو ما وصف بالحفل الأسطوري الذي استمر لثلاثة ليال بمعبد فيلة بأسوان، وحضره جمال مبارك نجل الرئيس المخلوع صديق الحاذق، وبعض كبار رجال المال والأعمال والسياسة والفن.

مفارقات
وحول دلالات تلك الصور وكشفها للمتناقضات الاجتماعية واتساع الفوارق بين طبقات الشعب، يرى الباحث عبد الله النجار أن تلك الصور تكشف ما يعانيه المجتمع من انقسام حاد "بين نخبة رجال أعمال لم يجدوا جديدا لتجربته سوى ارتداء ملابس النوم، وبين شعب بطبقاته الدنيا والمتوسطة وفوق المتوسطة".

النجار -عبر في حديثه للجزيرة- عن أسفه لصورة الشعب "الذي يكافح ليبقى حيا" في وجه معاناته المستمرة مع ارتفاع لأسعار الخدمات، وعدم قدرته على شراء المواد الغذائية وبينها البطاطس التي كانت حلا "لرخص سعرها وتوافرها" قبل أن تنقلب الأوضاع رأسا على عقب.

تجهيل وتجويع
وقال الباحث أحمد رشدي "إن الصورتين كشفتا الهدف الذي يسعى إليه عبد الفتاح السيسي، عندما روجت أذرعه الإعلامية عقب مؤتمر الشباب وهي تفرز الشعب لفريقين فيقولون: هو ده الشباب اللي إحنا عايزينه، إنما الشباب التاني فلا".

وأضاف أن واقعة البيجامات وقمصان النوم وطوابير البطاطس تكشف خطورة سياسة "التجويع، والتجهيل التي يستخدمهما العسكر لأكثر من 60 سنة" مبينا أن الوضع الاقتصاد لمصر يوضح "كيف اكتنز العسكر السلطة والمال معا؟".

وذكر أن البلاد التي كانت صاحبة أول محطة طاقة شمسية وأول جامعة وكلية طب وغيرها "لا توجد الآن ضمن خريطة التعليم الدولي" موضحا أن "مصر الرافعي والعقاد وعظماء الفكر والسياسة والآدب أصبحت مصر أوكا وأرتيغا وشعبولا".

فقراء ومليونيرات
ويقبع 27.8% من المصريين تحت خط الفقر العالمي، بنحو 30 مليون شخص يعيشون بأقلّ من دولار واحد يومياً، وفقا لبحث الدخل والإنفاق لعام 2015، بينما بلغت نسب العاطلين عن العمل 3.5 ملايين مصري، حسب إحصائيات رسمية.

وعلى الجانب الآخر، فإن عدد المليونيرات بلغ 20 ألفا، بينهم 17.3 ألفا يمتلكون ما بين 1 و5 ملايين دولار، و1800 يمتلك كل منهم بين 5 و10 ملايين دولار، و1200 يملكون بين 10 و50 مليون دولار، و121 تتراوح ثروتهم بين 50 و100 مليون دولار، وفق تقرير بنك كريدى سويس في نوفمبر/تشرين الثاني 2016.

وفي بداية 2018، ضمت قائمة مجلة فوربس الأميركية لأغنياء أفريقيا 6 رجال أعمال مصريين من عائلتين فقط وهم: الإخوة ناصف ونجيب وأنسى ساويرس، والأشقاء محمد وياسين ويوسف منصور.

المصدر : الجزيرة