دماء نسائية في "المقتلة العراقية".. من الجاني؟

شاهد لحظة اغتيال عارضة الأزياء العراقية تارة فارس
عارضة الأزياء تارة فارس اغتيلت أمام منزلها في بغداد (مواقع التواصل)

رياض فخري-بغداد

لم يتوقع العراقيون ما عاشوه خلال الأسابيع الأخيرة من عمليات قتل لأربع نساء عراقيات شهيرات، وتعرض أخريات للتهديد بالقتل، آخرها طال نجمة برنامج "ذا فويس" دموع تحسين، مما ولد حالة من الرعب والخوف لدى نساء أخريات يعملن في المجال ذاته.

بدأت القصة مع اختصاصية التجميل ومقدمة البرامج رفيف الياسري، وهي صاحبة أكبر مركز تجميل في العراق، ويُدعى مركز "باربي"، ولديها أنشطة مجتمعية في إغاثة النازحين وعلاج المرضى الفقراء غير القادرين على توفير تكاليف العلاج والأطفال المعوزين.

وجدت الياسري مخنوقة بمنزلها في 16 أغسطس/آب الماضي، بحسب روايات شهود عيان، لكن وزارة الداخلية العراقية قالت إن "سبب الوفاة يعود لتعاطيها جرعات دوائية زائدة".

ولم تظهر نتائج التحقيق الأمني ولا الطبي حتى الآن، لكن رئيسة جمعية الأمل العراقية هناء أدور لم تقتنع ببيان الوزارة حول حادثة الياسري، وسخرت منه قائلة "كيف يُمكن لدكتورة مختصة بالطب التجميلي أن تتناول جرعات زائدة من الدواء؟"

وتوجه هناء أدور أصابع الاتهام للمليشيات والجماعات المسلحة الأخرى صاحبة النفوذ في العراق، وتقول للجزيرة نت إن "الجماعات المتطرفة تُحاول الحد من الحريات المدنية، ومنع النساء من أخذ دورهن في المجتمع العراقي".

وبعد أسبوع على حادثة الياسري، توفيت رشا الحسني صاحبة مركز تجميل "فيولا" ثاني أكبر مركز تجميل في العراق، وكذلك مطعم "فيولا" الخاص بالنساء، ورغم أن السلطات قالت إن "الحسني توفيت بسبب مشاكل في القلب"، فإن أي نتيجة من نتائج التحقيق لم تعلن، لكن شقيقها مصطفى الحسني قال في تصريحات صحافية إن "هناك من دس السم لشقيقته".

لغز اغتيال الحقوقية سعاد العلي بالبصرة ما زال دون جواب (مواقع التواصل)
لغز اغتيال الحقوقية سعاد العلي بالبصرة ما زال دون جواب (مواقع التواصل)

قتيلة الاحتجاجات
وبعد حادثة رشا الحسني قُتلت الناشطة الحقوقية سعاد العلي في منطقة العباسية بمدينة البصرة (جنوبي العراق)، وهي من الناشطات اللاتي كان لهن دور بارز في الاحتجاجات التي اجتاحت المدينة مؤخرا.

وقالت مديرية شرطة المحافظة إن "طليق العلي هو من اغتالها"، وهذا ما رفضته عشيرة طليقها خلال تواصلها مع الشرطة، بحسب معلومات الجزيرة نت.

كما رفضت الناشطة هناء أدور هذا التبرير، وقالت "إن الشرطة حاولت تحويل اغتيال الناشطة سعاد العلي إلى مشكلة عائلية، لكن في حقيقة الأمر هي عكس ذلك".

النائبة السابقة ريزان الشيخ استبعدت إعلان السلطات العراقية نتائج التحقيق(الجزيرة)
النائبة السابقة ريزان الشيخ استبعدت إعلان السلطات العراقية نتائج التحقيق(الجزيرة)

وكانت الحادثة الأبرز تلك التي قُتلت إثرها عارضة الأزياء ونجمة مواقع التواصل الاجتماعي العراقية تارا فارس في 27 سبتمبر/أيلول المنصرم أمام منزلها في منطقة كمب سارة بالعاصمة بغداد. وتُعتبر تارا فارس من النجمات المثيرات للجدل بسبب الصور الجريئة التي تنشرها على تلك المواقع، لذا يعتبرها البعض "مخالفة للعادات والتقاليد العراقية".

النجمة العراقية التي توفيت وهي في 22 من عمرها كانت قد تنبأت قبل عامين بمقتلها عندما ظهرت بمقطع فيديو وتساءلت فيه: "هل سأُقتل في يوم ما برصاص أحدهم؟" كان حديثها هذا بعد أيام من شائعة أطلقت حول مقتلها عام 2016.

واستبعدت مقررة لجنة الطفل والمرأة في البرلمان العراقي السابق ريزان الشيخ أن يتم الإعلان عن نتائج التحقيق، وتقول للجزيرة نت إن "مثل هذه العمليات تقوم بها جهات متنفذة في مؤسسات الدولة العراقية وتُريد بث الرُعب داخل المجتمع".

ويبدو أن الحوادث الأربعة جزء من حملات ممنهجة ضد النساء المشهورات، ويتم تنفيذها من جناة محترفين لا يتركون أي أثر لعمليات القتل، بحسب أستاذة القانون الجنائي بجامعة بغداد بشرى العبيدي.

وتقول العبيدي للجزيرة نت إن "عمليات الاغتيال كانت بطريقة متشابهة، وبآليات لا يُمكن اكتشافها بسهولة، وإن كانت الفيديوهات التي نُشرت توضح هذه العمليات، لكن الطريقة التي نُفذت بها طريقة واحدة بالأسلحة الكاتمة".

وبعد هذه الحوادث أغلق عدد من نجمات مواقع التواصل حساباتهن، وأبرزهن ملكة جمال العراق شيماء قاسم، التي بثت مقطع فيديو قالت فيه إنها "في الأردن ولن تعود للعراق بعد الآن بسبب الخوف على حياتها بعد التهديدات التي تلقتها".

المصدر : الجزيرة