توجهات ترمب لخفض اللاجئين تثير مخاوف الحقوقيين

Protester Brandon McTear holds a sign and the American Flag as demonstrators gather to protest against U.S President Donald Trump's executive order banning refugees and immigrants from seven primarily Muslim countries from entering the United States during a rally in Philadelphia, Pennsylvania, U.S. February 4, 2017 REUTERS/Tom Mihalek
مظاهرات سابقة ضد قرارات تنفيذية تحظر السفر على دول ذات أغلبية مسلمة (رويترز)

فادي منصور-واشنطن

لم يخف الرئيس الأميركي دونالد ترمب منذ خوضه غمار الحملة الانتخابية رغبته في الحد من أرقام اللاجئين الوافدين إلى الولايات المتحدة رغم ارتفاعها في دول أخرى، وهو ما أثار مخاوف الحقوقيين.

فمنذ عام 1975، استقبلت الولايات المتحدة أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ من حول العالم، ودأبت الحكومات المتعاقبة على زيادة عدد اللاجئين.

لكن رئيس البيت الأبيض الجديد سعى منذ توليه السلطة مطلع العام الجاري للحد من عدد اللاجئين عبر إصدار قرارات تنفيذية تقضي بحظر السفر من دول ذات أغلبية مسلمة، ومن ثم ألحقها بدول أخرى مثل كوريا الشمالية وفنزويلا.

وأعلنت الحكومة الأميركية رسمياً الأربعاء الفائت سقفا جديدا للاجئين لا يتجاوز 45 ألف شخص سوف يجري استقبالهم في العام المالي 2018.

وبينما بلغت أعداد النازحين واللاجئين حول العالم أرقاماً قياسية بتخطيها عتبة 65 مليون شخص، برر المسؤولون الأميركيون قرارهم بخفض عدد اللاجئين بدواع أمنية والحرص على سلامة المواطنين الأميركيين.

وبررت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نيوارت القرار بالإجراءات الأكثر صرامة التي اعتمدتها إدارة ترمب، والتي تتطلب جهوداً إضافية للتحقق من هويات وخلفيات المتقدمين بطلبات اللجوء.

وصرحت نيوارت بأن رقم 45 ألفاً هو العدد الذي تعتقد الحكومة الأميركية بأنها قادرة عملياً على استقباله والتعامل معه وفق الطاقة الاستيعابية للإدارات المعنية.

‪شوارتز: الاعتبارات الأمنية التي يسوقها المسؤولون الأميركيون لا تصمد أمام الوقائع‬ (الجزيرة نت)
‪شوارتز: الاعتبارات الأمنية التي يسوقها المسؤولون الأميركيون لا تصمد أمام الوقائع‬ (الجزيرة نت)

مخاوف حقوقية
غير أن قرار إدارة ترمب أصاب المنظمات الناشطة في قضايا اللاجئين بخيبة أمل، فضلاً عن المخاوف من تذرع دول اللجوء الأخرى بسياسة واشنطن لتعمد هي أيضاً إلى خفض سقف أعداد اللاجئين الوافدين إلى أراضيها.

فرئيس منظمة اللاجئين الدولية إريك شوارتز يرى أن الاعتبارات الأمنية التي يسوقها المسؤولون الأميركيون لتبرير الحد من دخول اللاجئين لا تصمد أمام الوقائع.

ويضيف شوارتز للجزيرة نت أن أياً من برامج اللاجئين حول العالم لا يخضع لإجراءات التحقق الأمنية كالتي يخضع لها برنامج توطين اللاجئين في الولايات المتحدة، مشيرا إلى أنه منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 لم تُسجل قضية واحدة لضلوع لاجئ في هجوم إرهابي تسبب في مقتل مواطن أميركي.

وخلال الأعوام القليلة الماضية، بلغ متوسط عدد اللاجئين الوافدين إلى الولايات المتحدة نحو سبعين ألفاً. وكان الرئيس السابق باراك أوباما أعلن عن رغبته في استقبال 110 آلاف لاجئ في 2017، وهو ما لم يتحقق.

ومنذ عام 1980، وباستثناء عام 2006، لم يسبق للولايات المتحدة أن قلصت حصتها من اللاجئين إلى الرقم الذي أعلنته إدارة ترمب.

وبسبب الإجراءات الأمنية الإضافية والمتشددة لا يستبعد المسؤولون الأميركيون أن يتم استقبال أقل من 45 ألف لاجئ.

ورغم تأكيد مسؤول في إدارة ترمب -رفض الإفصاح عن اسمه خلال إحاطة صحافية عبر الهاتف الأربعاء الفائت- أنه لا نية مبيتة لإبطاء إجراءات البت في طلبات اللجوء، فإنه لم يستبعد أن يجري استقبال عدد من اللاجئين أدنى من السقف المعلن.

وأضاف المسؤول أن من المهم تذكر أنه خلال الأعوام الماضية لم نتمكن في كثير من المرات من بلوغ السقف المعلن لعدد اللاجئين.

المصدر : الجزيرة