هل يتكرر سيناريو إيران مع برنامج بيونغ يانغ النووي؟

epa06198865 The United Nations Security Council holds vote on sanctions resolution against North Korea at United Nations headquarters in New York, New York, USA, 11 September 2017. The United Nations Security Council voted unanimously to pass a resolutions designed to slow North Koreas nuclear ambitions. EPA-EFE/ANDREW GOMBERT
مجلس الأمن الدولي صوّت بالإجماع على الحزمة الجديدة من العقوبات على بيونغ يانغ(الأوروبية)

الجزيرة نت

رغم الضجة العالمية التي أثارها تفجير كوريا الشمالية يوم 3 سبتمبر/أيلول الجاري قنبلةً توازي 16 مرة تلك التي ضربت عام 1945 مدينة هيروشيما اليابانية، فقد انتهى إجماع مندوبي الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن في الـ12 من الشهر الجاري إلى فرض حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية على بيونغ يانغ.

وتتضمن العقوبات الدولية الجديدة -وهي الثامنة المخصصة لردع برنامج بيونغ يانغ النووي- قيودا على صادرات النفط، وحظرا على واردات النسيج وحصول كوريا الشمالية على الغاز السائل، وتفتيشا أكثر تشددا لسفن الشحن القادمة والمغادرة لموانئها.

وأثار القرار الدولي الجديد غضب كوريا الشمالية. فندد بيان صادر عن وزارة الخارجية في بيونغ يانغ بالقرار بـ"أشد العبارات"، ووصفه بـ"الحصار الاقتصادي الشامل"، الذي قادته الولايات المتحدة ويهدف إلى "خنق" الدولة والشعب. وقال البيان أيضا إنه "قرار عقوبات آخر غير شرعي وشرير… قادته الولايات المتحدة".

وخلص البيان الكوري الشمالي إلى القول إن "جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية ستضاعف جهودها لزيادة قوتها للحفاظ على سيادة البلاد وحقها في الوجود".

بالمقابل أعربت الولايات المتحدة عن رضاها عن القرار رغم اضطرارها للتخفيف من بنوده الأصلية لضمان حصوله على دعم الصين وروسيا، وذلك بعد شهر فقط على حظر مجلس الأمن الدولي صادرات الفحم والرصاص والمأكولات البحرية، ردا على إطلاق كوريا الشمالية صاروخا بالستيا عابر للقارات.

مجرد بداية
وقال الرئيس دونالد ترمب أمس الثلاثاء إن أحدث عقوبات فرضتها الأمم المتحدة على كوريا الشمالية ليست سوى خطوة صغيرة جدا ولا تقارن بما يجب أن يحدث للتعامل مع برنامج بيونغ يانغ النووي. وأضاف "لكن هذه العقوبات لا شيء مقارنة بما يتعين حدوثه في نهاية المطاف".

ويثير تكثيف كوريا الشمالية تجاربها النووية والصاروخية منذ قدوم الرئيس ترمب إلى السلطة وصولا لتهديدها بضرب جزيرة غوام الأميركية الواقعة في المحيط الهادي وردود واشنطن عليها، أسئلة حول مآل التصعيد الأميركي الكوري الشمالي المتبادل، والمخارج المحتملة لهذه الأزمة المتوالية الفصول.

‪(رويترز)‬ ميركل مستعدة للمشاركة في مبادرة دبلوماسية لإنهاء برنامج كوريا الشمالية النووي والصاروخي
‪(رويترز)‬ ميركل مستعدة للمشاركة في مبادرة دبلوماسية لإنهاء برنامج كوريا الشمالية النووي والصاروخي

مراسل الشؤون الدبلوماسية في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) جوناثان ماركوس تناول السيناريو العسكري للأزمة، قائلا إنه "ليس من المنطق في شيء أن تخاطر كوريا الشمالية بخوض حرب مع الولايات المتحدة، حرب لا يسع لها إلا أن تنتهي بزوال النظام، فكل حرب قد تندلع في شبه الجزيرة الكورية لا يمكن لها إلا أن تكون في صالح الأميركيين. فالقوات الكورية الشمالية لن تتمكن من التقدم نحو الجنوب إلا من خلال ممرات محددة نظرا لتضاريس المنطقة، وبإمكان الأميركيين استخدام عقيدتهم العسكرية الكلاسيكية في الحرب الجوية البرية لدحر القوات الغازية".

ويضيف "من نافلة القول إن حربا على هذه الشاكلة لا يمكن تصورها، فهي لا تصب في مصلحة أي من الطرفين".

أما السيناريوهات البديلة فترددت على ألسنة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قبل انعقاد الجولة الأخيرة لمجلس الأمن. فقد ألمح بوتين إلى مسألة المفاوضات عندما قال إن فرض المزيد من العقوبات على كوريا الشمالية "لا جدوى منه"، مضيفا "أنهم لن يتخلوا عن برنامجهم النووي وإن أكلوا العشب".

أما ميركل فذهبت مباشرة إلى نموذج المفاوضات السرية الذي اعتمدته عام 2015 واشنطن لحل أزمة البرنامج النووي الإيراني. فقالت لصحيفة فرانكفورتر ألجماينه الأحد الماضي إنها مستعدة للمشاركة في مبادرة دبلوماسية لإنهاء برنامج كوريا الشمالية النووي والصاروخي. وأشارت إلى أن المحادثات النووية الإيرانية يمكن أن تكون مثالا يحتذى به.

قناة نيويورك
ولم تستبعد ورقة نشرها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسيات في أغسطس/آب الماضي هذا الاحتمال، فأورد نقلا عن تقارير إعلامية أميركية أن الطرفين يجريان اتصالات سرية عبر "قناة دبلوماسية خلفية".

وأوضحت تلك التقارير أن مبعوث الولايات المتحدة الخاص بشؤون كوريا الشمالية جوزيف يون يفاوض الدبلوماسي البارز من كوريا الشمالية في الأمم المتحدة باك يونج إل. غير أن مسؤولين أميركيين آخرين أكدوا أن هذه الاتصالات تتم منذ أشهر عدة ضمن ما تعرف بـ"قناة نيويورك".

وتخلص الورقة إلى أن بيونغ يانغ ربما كانت قد نجحت في جرّ واشنطن إلى حيث تريد، أي بدء مفاوضات جدية تأمل في نهايتها أن تحصل على اعتراف أميركي بنظامها ونفوذها بصفتها قوة إقليمية في شرق آسيا.

المصدر : مواقع إلكترونية + وكالات