الاختطاف وبيع الأعضاء.. شائعة أخافت المجتمع السوداني
عماد عبد الهادي-الخرطوم
ووجدت الشائعة التي تعد الأبرز في السنوات الأخيرة أن المجتمع السوداني بدا أكثر استعدادا لتقبلها، والتعامل معها بشكل جدي لما يعانيه من هشاشة لم تكن موجودة من قبل.
وفشلت كافة وسائل الإعلام المحلية في إقناع المجتمع بكذب الشائعة، قبل أن يتدخل النائب العام عمر أحمد محمد ويصدر توجيهات بالإسراع في اتخاذ الإجراءات الجنائية بمواجهة كل من يثبت نشره وترويجه لأخبار كاذبة وشائعات ضارة.
وتبع ذلك التوجيه أن منع جهاز الأمن الصحف من نشر أية أخبار أو مواد صحفية عن الاختفاء والخطف الذي تروج له بعض الجهات غير المعروفة حتى الآن إلا بتصريح من جهة حكومية.
حادث اختفاء
وتعيش بعض المدن السودانية، وعلى رأسها العاصمة الخرطوم، حالة من الذعر والخوف بسبب ما يروى عن حالات خطف واختفاء لنساء وأطفال من منازلهم أو مدارسهم دون أن يعثر على أي منهم، ثم زاد حادث اختفاء إحدى النسوة في ضاحية أبو آدم جنوبي الخرطوم -وجدت مقتولة لاحقا- من انتشار الشائعة قبل أن تحاول الحكومة وعبر مؤسساتها المعنية محاصرة الأمر.
ونجحت الشرطة بداية الأسبوع باحتواء أحداث جنوبي الخرطوم، إذ أحرق مواطنون سيارتين إحداهما لأجنبي بعد انطلاق شائعة تشير إلى أن السيارتين تخصان جماعة تخطف النساء والأطفال، قبل أن يتبين لاحقا كذب الشائعة.
ويشير أستاذ علم الاجتماع عبد المنعم عوض عطا المنان إلى أنه رغم اعتقاده بوجود جهات مستفيدة من نشر الشائعة وسط المواطنين، إلا أنه يرى أن ما أسماه حالة الهشاشة الثقافية والاجتماعية التي يعانيها المجتمع في الفترة الحالية تجعله أكثر تقبلا لكل شائعة.
ويرى عطا المنان أن ما تتناقله بعض المعلومات روايات لا يتقبلها العقل السليم، ولا يصدقها المنطق "لأنها غير قابلة للتصديق على الإطلاق"، لافتا إلى أن المجتمع أصبح بحاجة إلى حصانة من الشائعات التي بدأت تضرب أركانه بشكل مخيف.
تهديد السلم
وبدا الأستاذ الجامعي متخوفا في تعليقه للجزيرة نت من خطورة الشائعة التي قال إنها بدأت "تهدد السلم الاجتماعي بشكل عملي"، وفي اعتقاده أن ارتفاع نسبة الأمية مع عدم تحصين المتعلمين ضد ما تتناقله بعض وسائل الإعلام الجديد "هي التي ساهمت في انتشار الرعب والخوف وسط الأسر وكافة المجتمع".
ويقول عطا المنان إن رد فعل الحكومة لم يكن بالسرعة المطلوبة لمحاصرة الشائعة "بل ظل يظهر بشكل تبريري ساهم في انتشارها بصورة أكبر".
بالمقابل، يشكو المواطن مجاهد حلمي محمود كثرة الشائعات التي بدأت تظهر بصورة يومية، مضيفا أن هناك جهات لها مصالحها في هذه الشائعات.
ويشير محمود في تعليقه للجزيرة نت إلى أن بعض الأسر بدأت تصدق ما تتناقله وسائل التواصل الاجتماعي بشأن الأمر "خاصة أن رد فعل الحكومة لم يكن حاسما"، واصفا شائعة الاختطاف ونقل الأعضاء وبيعها بأنها "غير منطقية في ظل صمت كافة الجهات المسؤولة لأكثر من شهرين".