حادث سانت كاترين.. انحسار أم تمدد للعنف المسلح بمصر؟
عبد الله حامد-القاهرة
وأعلنت الداخلية مساء الأربعاء الماضي تصفية من قالت إنه منفذ الاعتداء على كمين دير سانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء، الذي تشهده المنطقة للمرة الأولى وأسفر عن مصرع أمين شرطة وإصابة أربعة آخرين، وفق بيان الوزارة عن الحادث الذي تبناه تنظيم "ولاية سيناء" التابع لـ تنظيم الدولة الإسلامية.
وتبعد سانت كاترين عن مدينة العريش عاصمة شمال سيناء التي يتمركز فيها التنظيم أكثر من أربعمئة كيلومتر، ويأتي الحادث عقب تفجيرات ضد كنيستين في طنطا والإسكندرية، كما جرى تفجير معسكر تدريب للأمن المركزي بطنطا وسط البلاد قبل أسابيع.
تشكيك
ويشكك الناشط السيناوي عيد المرزوقي في وقوع تفجير سانت كاترين برمته، مستشهدا في ذلك بتضارب رواية مدير أمن جنوب سيناء مع بيان الداخلية، كما يشير إلى عدم وجود شاهد عيان واحد على وقوع حادثة إرهابية، لاسيما مع عدم السماح للإعلام بنقل حقيقة الأحداث.
وقال المرزوقي للجزيرة نت إن رواية الأمن في سيناء تحديدا لوقائع الإرهاب "ليست محل ثقة عندي، فهي تخضع للاستثمار السياسي، لكي يتاجر عالميا بحكاية حربه ضد الإرهاب".
وأضاف: "ولاية سيناء" أصدر قبل أسابيع تسجيلا مصورا يهدد المسيحيين بالقتل "لكن النظام تعاطى معها باستخفاف لاستغلالها، بينما ينحسر تنظيم الدولة في مصر كما بالعالم".
أما الخبير الأمني العميد محمود قطري فقال إن دلالة وقوع حادثة دير سانت كاترين تعني أن الإرهاب "بدأ يتمدد في مصر بأريحية شديدة، ويؤشر على أن خطط مكافحة الإرهاب فاشلة وقاصرة، فالتعدي على سانت كاترين أخطر في دلالاته من الاعتداءات على كنائس الدلتا".
وأضاف قطري أن الاعتداء على دير سانت كاترين "يعني أن الإرهاب يصل إلى كل مكان، وبينما تتشدق الحكومة بخطط وأساليب للحماية يخطط الإرهابيون جيدا، وينفذون ببراعة ضد أهداف واضحة لضرب السياحة" لاسيما وأن "الاعتداءات تأتي بعد أقل من أسبوعين من تفجيرات طنطا والإسكندرية".
وانتقد استبدال تحسين المعالجة الأمنية بتعليق الفشل على شماعات أخرى كالأزهر والمعارضين استغلالا للطوارئ، كما أرجع تمدد العنف إلى "اتباع التعامل الأمني التقليدي مع الأحداث، ما أدى لفشل الخطط الأمنية، حتى في حماية الكنائس".
أما الباحث محمد حسن فيقول في ورقة بحثية أصدرها "مركز البديل للدراسات الإستراتيجية" إن تنظيم الدولة الذي تبنى العمليات الأخيرة بسيناء والوادي والدلتا "عاد مجددًا لنسق عملياتي اتسم بالدقة والتزامن والعنف والتنظيم، بإطار هيكلي معقد من الخلايا العنقودية".
وأضاف أن التنظيم وفروعه الإقليمية اعتمدوا تكتيكات خطرة "منها الذئاب المنفردة، وظهرت في تفجير الكنيسة البطرسية أواخر العام الماضي، وفي الهجوم على كمين النقب بالوادي الجديد أوائل العام الحالي".
ولاحظ الباحث ظهور مصطلح "المفارز الأمنية" في بيان للتنظيم عقب تفجير كنيستي طنطا والإسكندرية، وهي المفارز "أشد خطورة وفتكًا، فهيكلها التنظيمي عبارة عن مجموعة من الخلايا العنقودية المعقدة المدربة المحترفة، وتتلقى أوامرها من التنظيم الأم وبدعم لوجستي من فروعه الإقليمية".