الأوضاع الأمنية بمخيم عين الحلوة إلى أين؟

الجيش اللبناني قرب مخيم عين الحلوة - الجزيرة نت
الجيش اللبناني قرب مخيم عين الحلوة (الجزيرة نت)

عفيف دياب-بيروت

عاد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بجنوب لبنان للواجهة السياسية والأمنية، بعد اشتباكات عنيفة دارت رحاها بين القوة الأمنية المشتركة بالمخيم ومجموعة المدعو بلال بدر التي توصف داخل الأوساط الفلسطينية واللبنانية بـ"المجموعة الإسلامية المتشددة".

وقد أسفرت جولة الاشتباكات الأولى عن مقتل ثمانية أشخاص وجرح أكثر من أربعين آخرين.

ونجحت الاتصالات السياسية في تحقيق وقف لإطلاق النار استمر عدة ساعات، لكن سرعان ما تجدد بين القوة الأمنية المشتركة ومجموعة بدر التي توارت عن الأنظار داخل المخيم.

وصرح مصدر أمني لبناني في مدينة صيدا بأن الاشتباكات داخل عين الحلوة "محصورة حتى الآن داخل المخيم"، وفي عدد صغير من الأحياء.

وقال "لا خوف من تمددها لتشمل كل عين الحلوة"، بعد أن رفض بلال بدر تسليم نفسه للقوة الأمنية الفلسطينية وتاليا للسلطات اللبنانية.

وأشار المصدر ذاته للجزيرة نت إلى أن التوجه لدى القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة هو حسم الأمر داخل المخيم وضبط الفلتان الأمني الذي تتسبب به مجموعات خارجة على القانون وعلى الإجماع الفلسطيني، وتقوم بإيواء مطلوبين للعدالة اللبنانية بتهم إرهابية. وأكد المصدر أن أمن المخيم هو من مهمة الفصائل الفلسطينية.

وكانت مجموعة بدر التي تلقت ضربة عسكرية داخل معقلها في حي الطيري بالمخيم، قد طلبت وقفا للإطلاق النار بعدما تعهد قائدها بالخروج من داخل معقله، مشترطا عدم تسليم نفسه للقوة الأمنية الفلسطينية المشتركة أو للسلطات اللبنانية، وهو ما تم رفضه مسبقا من قبل القوة الأمنية.

‪جانب من مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان‬ (الجزيرة)
‪جانب من مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان‬ (الجزيرة)

أمن المخيم أولا
ويقول الكاتب الصحفي المختص بالشأن الفلسطيني هيثم زعيتر إن القوى والفصائل الفلسطينية الملتزمة بضبط الأمن داخل المخيم "ترفض بالمطلق شرط بلال بدر"، وقال للجزيرة نت إن القوة الأمنية "لم تعد تثق ببدر لأن المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين، فالتجارب السابقة معه لم تكن مشجعة، وهو لم ينفذ ما تعهد به سابقا من عدم التعرض للقوة الأمنية أو حماية مطلوبين".

وأضاف أن اتصالات تجري على أعلى المستويات اللبنانية والفلسطينية لضبط الأمور داخل المخيم، وحسم قضية بلال بدر ومجموعته بشكل سريع.

وأوضح زعيتر أن هنالك اتصالات لإيجاد مخارج لهذه الأزمة الأمنية داخل عين الحلوة، لكن جميع من يقوم بالوساطات والاتصالات فقد ثقته ببدر، وفق تعبيره.

من جهته قال قائد الأمن الوطني الفلسطيني في المخيم صبحي أبو عرب إن ترك المخيم رهينة بيد بلال بدر أمر غير مسموح به.

وأضاف في تصريح صحفي أن القوة الأمنية لن تسمح لبدر أن يفتح معركة ساعة يشاء ويأخذ أهالي المخيم رهائن.

حسم عسكري
وتتهم مصادر أمنية فلسطينية بلال بدر ومجموعته بإقدامهم على استهداف القوة الأمنية المشتركة خلال عملية انتشارها بالمخيم، مما أسفر عن سقوط قتيل من القوة وجرح عدد آخر من المدنيين فيه.

‪زعيتر: اتصالات على أعلى مستوى لضبط الأمن في المخيم‬ (الجزيرة)
‪زعيتر: اتصالات على أعلى مستوى لضبط الأمن في المخيم‬ (الجزيرة)

وقد أدى هذا الحادث إلى اتخاذ الفصائل المشاركة في عديد القوة الأمنية قراراها بـ"تفكيك حالة بدر الشاذة، وتسليم الذين أطلقوا النار على القوة المشتركة إلى الجهات الأمنية اللبنانية المختصة"، مؤكدة رفضها إقامة مربعات أمنية في عين الحلوة.

وجددت الفصائل قرارها بأنها هي الجهة الوحيدة المخولة بأمن المخيم.

وقال مصدر أمني لبناني للجزيرة نت إن بدر هو من بين أبرز 56 مطلوبا داخل المخيم للسلطات الأمنية والقضائية بتهم إرهابية واستهداف الأمن اللبناني.

وأكد المصدر أن الموقف اللبناني داعم للقوة الأمنية الفلسطينية المشتركة المكونة من مئة عنصر وضابط من 19 فصيلا فلسطينيا.

وأضاف أن القرار اللبناني واضح لا لبس فيه، و"هو استتباب الأمن داخل المخيم وتسليم كل المخلين به وفي مقدمتهم بلال بدر".

المصدر : الجزيرة