نساء سيناء.. قصص من المعاناة

منى الزملوط-شمال سيناء

في كوخ بدائي من الحطب أعلى مرتفعات جنوب الشيخ زويد بشمال سيناء المصرية، ووسط أشجار الزيتون المتبقية، تعيش السيد أم سليمان ومن تبقى من أحفادها بعد اختفاء ابنيها الاثنين للعام الثاني على التوالي أثناء خروجهما لأداء صلاة الفجر في أحد مساجد قرية الوادي الأخضر التابعة للشيخ زويد.

تعيش أم سليمان وغيرها الكثيرات يوميات مريرة بعد أن نزحن فرارا من نيران الحرب المستمرة منذ نحو ثلاثة أعوام، بعد قصف منازلهن وفقدان العديد من ذويهن بين معتقل وقتيل.

وتعاني معظم هؤلاء النساء من صعوبة في العيش وخاصة في شهر رمضان، وهي المعاناة التي تعتبرها إحداهن أشد من تلك التي مررن بها خلال احتلال سيناء.

تروي أم سليمان للجزيرة نت المعاناة التي ما زالت تعيشها منذ عامين بعد قصف جوي استهدف منزلا لها كانت تستقر فيه مع أبنائها بمنطقة الوادي الأخضر.

وتقول وهي تشعل النيران في الحطب لإعداد وجبة الإفطار، "في منطقتنا لا يوجد غاز أو كهرباء، ونحصل على الحطب بصعوبة لعدم قدرتنا على الاقتراب من الطريق العام والمناطق الزراعية الممتلئة بكمائن الجيش وألغام يزرعها مسلحون لاستهداف الجيش".

وتضيف أن معظم النساء النازحات عدن للطرق القديمة في الطهي وإعداد الطعام، نظرا لما حلّ ببيوتهن من خراب ودمار بفعل الحرب التي ما زالت مستمرة، وتصف حياتها وأحفادها تحت الحصار "كما يعيش أهل فلسطين إبان العدوان عليهم".

وتقول سيدة أخرى بمدينة الشيخ زويد إن البضائع والمواد الغذائية لا تمر عبر كمائن الجيش والشرطة إلى كافة المناطق جنوبي رفح والشيخ زويد، وتضيف أن الجيش يعرقل مرور المواد الغذائية والتموينية وأنابيب الغاز ظنا منه أنها تصل لمسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.

وفي مدينة العريش جنوبا تعيش مجموعة من النساء بمفردهن داخل عشة قرب منطقة المزرعة التي تعتبر أكثر الأماكن خطرا.

تقول أم يوسف، وهي أم لطفلين لم يتجاوزا في العمر الخمس سنوات، إنها تعمل في جمع الحطب ورعي الأغنام لأصحابها مقابل 300 جنيه شهريا، وروت المعاناة التي تعيشها بعد دمار منزلها جنوب رفح بعد أن وضع مسلحون بجواره لغما أرضيا استهدف مدرعة للجيش أعقبه استهداف مباشر لمنزلها بسلاح المدفعية والصواريخ، نتج عنه مقتل زوجها وتشريدها.

أما شيماء ذات العشرين ربيعا فنزحت من قرية الجورة جنوب رفح بعد استهداف منزلها بصاروخين وقعا بالخطأ، وأسفرا عن تدمير المنزل والأثاث، في وقت بترت قدم والدتها ولم يتبق لهما إلا الرحيل.

رحلت شيماء قسرا إلى المزرعة جنوب العريش، وهي ترعى والدتها بعد اعتقال أخيها وأبيها العام الماضي، حيث تعمل في بيع الخضروات بمناطق متفرقة لكسب العيش.

المصدر : الجزيرة