أطراف صناعية محلية لمصابي سوريا

أمير العباد-ريف حلب الشمالي

على بعد عشرة كيلومترات من مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي، اتجهنا بالسيارة إلى مخيم السلامة للنازحين على الحدود السورية التركية، قاصدين مركز الخطوات السعيدة لتركيب الأطراف الصناعية.

على جانبي الطريق تتناثر مئات الخيم بشكل عشوائي تحت بساتين الزيتون لآلاف الفارين من الحرب، بينها خيمة متواضعة هي مقر مركز الخطوات السعيدة، حيث لا تختلف عن مثيلاتها في المخيم سوى بوجود آلة الخراطة وبعض المعدات والأطراف غير المرتبة، ومكتب صغير متواضع.

الشاب غزال هلال فني معالجة فيزيائية كان مشغولا بأخذ قياسات طرف سفلي للطفل أحمد الذي بترت ساقه منذ ثلاث سنوات، ووصل حديثا إلى المخيم من مدينة منبج في ريف حلب.

هذا الطرف الصناعي يعد حلما للطفل أحمد الذي يأمل العودة إلى لعب كرة القدم، والذهاب إلى المدرسة ليتابع تعليمه.

الشاب غزال هلال يعمل على تجهيز طرف سفلي للطفل أحمد (الجزيرة نت)
الشاب غزال هلال يعمل على تجهيز طرف سفلي للطفل أحمد (الجزيرة نت)

بادرنا هلال قائلا "نحن لا نركب الأطراف فقط، بل نصنعها"، وأوضح أن المركز بدأ تصنيع الأطراف لمتضرري الحرب في سوريا منذ ثلاث سنوات.

وأشار إلى أن حاجة النازحين المحاصرين، وعدم تمكنهم من دخول تركيا مؤخرا، وغلاء الأطراف المستوردة؛ دفعته إلى البحث عن بديل محلي، وقال إنه بحث على الإنترنت وتواصل مع شركات ومنظمات إلى أن تمكن من تصنيع طرف بشكل كامل محليا، وهو أمر لم يكن متاحا في المنطقة من قبل.

وأوضح هلال أن المركز يواجه صعوبات في جلب المواد الأولية من تركيا، كما أنه يعاني ماديا لأنه يقدم الأطراف مجانا، وأشار إلى أن تكلفة كل طرف تتراوح بين 150 وثلاثمئة دولار.

وتحدث عن وجود متبرع تكفل بتقديم مبلغ بسيط يخدم كل شهر نحو 15 مصابا، غير أن قوائم الانتظار في المركز تضم أسماء مصابين بحاجة إلى أطراف قد يستمر انتظارهم ثلاثة أو أربعة أشهر.

المركز نجح في صنع طرف علوي نصف ذكي يعمل بالبطارية (الجزيرة نت)
المركز نجح في صنع طرف علوي نصف ذكي يعمل بالبطارية (الجزيرة نت)

وأكد هلال أنه في حال توفر المال الكافي سيتمكن المركز من تركيب خمسين طرفا شهريا، وسيتمكن المسؤولون من توسيع المصنع للاستجابة لكافة الطلبات.

وبيّن أن مسيري المركز يطورون خبرتهم في المجال بشكل سمح بإنتاج أطراف محلية تصل كفاءتها إلى 90٪ من كفاءة الطرف الأوروبي، كما تمكن المركز من صنع طرف علوي نصف ذكي يعمل بالبطارية، يجري العمل عليه وتطويره حاليا.

من جانبه، قال مدير المركز مصطفى نجار إن المركز نجح في تركيب أطراف لـ٤٥٠ شخصا بخبرة محلية وصناعة بدائية، كانت كفيلة بخدمة شريحة واسعة من متضرري الحرب.

وأشار إلى أن المركز يقدم خدمات إضافية للمصابين، من بينها توفير مكان للإقامة داخل المخيم للذين يأتون من أماكن بعيدة.

المصدر : الجزيرة