في يومهم العالمي.. أطفال سوريا تتقاذفهم الحرب والمعاناة
محمد الجزائري-ريف دمشق
الأطفال هم من أكثر المتأثرين نفسياً في الحرب، لأن مشاهد العنف اليومية وفقدان أحد الأقارب والأصدقاء بالإضافة إلى الرعب، لها تأثير كبير على سلوكياتهم وحالاتهم النفسية، ولا يمكن أن يكون نموهم طبيعيا دون علاجات نفسية، بحسب دراسات علمية.
تشرد ويتم
يقول مدير "مركز لمسة عافية" أبو سمير خلال حديث للجزيرة نت، إن "برامج الدعم النفسي أمر هام جداً، ومن خلالها استطعنا تغيير حياة عدد من الأطفال والنساء"، مشيرا إلى أن كل المجتمع تقريباً أصبح بحاجة إلى دعم نفسي.
محمد ذو السنوات العشر -أو "أبو العز" كما يلقب نفسه- فقد والديه منذ أربع سنوات عندما استهدفتهم قناصة النظام المتمركزة على أطراف بلدة يلدا جنوب دمشق، ومنعت حينها بنيرانها إسعافهما، فانتقل محمد مع أخته وأخيه للعيش في منزل خالهم، ثم قتل أخوه في إحدى المعارك بعدما انضم إلى أحد فصائل المعارضة المسلحة، ليغدو محمد وحيداً في مركز لرعاية الأيتام أرسله إليه خاله لفقره وعدم قدرته المادية على نفقات طفل آخر ضمن أفراد أسرته.
عمالة ومرض
شردت آلة الحرب العديد من الأطفال وأفقدتهم أحلامهم، فمنهم -مثل محمد- من غدا فاقدا لعائلته أو أحد أفرادها، ومنهم من أصيب بإعاقة دائمة، ومنهم من يعاني نفسيا بسبب الحرب.
وتتزايد أعداد الضحايا من الأطفال يومياً، فخلال الأسبوع الأول من الشهر الحالي قتل في ريف دمشق وحدها 15 طفلاً وأصيب ستون آخرون في قصف لقوات النظام على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، بينما أحصى مكتب الإحصاء في المجلس المحلي لمدينة دوما في المدينة وحدها قرابة خمسة آلاف طفل بين قتيل ويتيم، وأكثر من 13 ألف طفل يعانون من سوء التغذية، بينما فاق عدد الأطفال العاملين في مهن متعددة لكسب الرزق العشرة آلاف.
تعتبر نسبة عمالة الأطفال هي الأعلى بسبب حصار قوات النظام للمناطق الخارجة عن سيطرتها وكثرة البطالة لتوقف أغلب المهن والأعمال، مما يضطر الأطفال إلى العمل لكسب رزقهم وإعانة أهلهم على مصاريف الحياة المتزايدة.