الروبوتات الطبية تدخل نطاق الخدمة بالصين

ذراع طبية تستخدم في عمليات المنظار
ذراع طبية تستخدم في عمليات المنظار (الجزيرة)

علي أبو مريحيل–بكين

بدأت الصين منذ مطلع العام الحالي استخدام الروبوتات على نطاق واسع في مجال الطب وتقديم الخدمات العلاجية للمرضى، وذلك بعد أن أجرت تحسينات على التكنولوجيا المتحكمة في صناعتها.

وقد أتاحت هذه التحسينات استخدام الروبوتات في العديد من المستشفيات، نظرا لما أصبحت تتمتع به من تقنيات مثل نظام الرؤية ثلاثية الأبعاد، والخيوط الإلكترونية ذات القدرة على الانحناء والاستدارة بدرجة أكبر بكثير من اليد البشرية.

ووفقا للمعهد الطبي العالي في العاصمة بكين، فإن 75 روبوتا دخلت نطاق الخدمة خلال الشهرين الماضيين، وأجريت بها نحو ثلاثين ألف عملية جراحية.

وأفاد المعهد بأن الروبوت الطبي قادر على إجراء عمليات حساسة جداً مثل استئصال الأورام والأمراض الباطنية، وأنه يجري الآن إعدادها لتمكينها من إجراء عمليات القلب المفتوح.

وأظهرت الإحصاءات الصادرة عن الاتحاد الصيني للصناعة أن إيرادات صناعة الروبوتات وصلت إلى نحو سبعة مليارات دولار، وأنها سجلت ارتفاعا خلال النصف الثاني من العام الحالي بنسبة 15%.

وبالرغم من اتساع نطاق استخدام الروبوت الطبي بالمستشفيات، فإن العديد من الأطباء كشفوا عن مخاوفهم من أن يحل الروبوت مكانهم ويهدد وظائفهم. كما أعرب مرضى صينيون عن استيائهم بسبب ارتفاع تكلفة العمليات التي تجرى بواسطة الروبوت، والتي تصل إلى نحو عشرين ألف دولار.

خطر على الاقتصاد
واعتبر المحلل الاقتصادي دونغ يي أن تطور صناعة الروبوتات وخاصة التشغيلية منها خطر كبير على الاقتصاد الوطني، من شأنه أن يفاقم أزمة انخفاض القوة العاملة بالصين وارتفاع معدلات البطالة، مشيرا إلى أن الروبوتات استطاعت خلال فترة قياسية أن تستأثر بنحو 15% من القطاعات الصناعية الإنتاجية.

وتوقع يي -في حديثه لـالجزيرة نت– أن تحتل الروبوتات التشغيلية نحو 45% من سوق العمل بحلول عام 2020، مشيرا إلى أنه في ذلك الوقت سيكون نحو 65% من الموظفين معرضين للتسريح من عملهم ووظائفهم.

أحد الأجهزة التابعة لصناعة الروبوتات الطبية (الجزيرة)
أحد الأجهزة التابعة لصناعة الروبوتات الطبية (الجزيرة)

وأضاف أن دخول نحو 25 ألف روبوت في العام إلى سوق العمل يعني الاستغناء عن نحو 250 ألف موظف، لافتا إلى أنه في مثل هذه الحالة لا ينبغي النظر إلى انتشار الروبوتات على أنه ظاهرة صحية.

من جهته، أكد وان يانغ رئيس قسم الإبداع والابتكار في شركة صينية مصنّعة للروبوتات رغبة بلاده في تطوير قطاع الروبوتات وتوظيفه بما يخدم الخطة الحكومية بشأن النهوض بالاقتصاد والحفاظ على معدلات نمو مستقرة، لافتا إلى أن الصين تمكنت هذا العام من صناعة نحو 350 ألف روبوت محققة نموا بنسبة 10% مقارنة بالعام الماضي.

تسريح الموظفين
وبدأت العديد من الشركات الصينية في مقاطعة جوانغ دونغ الجنوبية بتسريح أعداد كبيرة من العمال والموظفين، بعد إدخالها الروبوتات إلى قطاع التصنيع والإنتاج.

ووفق نقابة اتحاد العمال الجنوبيين، فإنه حتى أكتوبر/تشرين الأول الماضي تم تسريح نحو 35 ألفا من الموظفين.

وتتزايد المخاوف في الصين بشأن انخفاض القوة العاملة إلى معدلات غير مسبوقة.

وكانت وزارة الموارد البشرية والضمان الاجتماعي قد حذرت في وقت سابق من انخفاض نسبة الأيدي العاملة إلى أكثر من 23% ليصل العدد إلى حوالي سبعمئة مليون نسمة مع حلول عام 2030.

المصدر : الجزيرة