ترشيح عون هو طريقة جعجع للالتفاف على الحريري

يحاول جعجع قطع الطريق على ترشيح فرنجية للرئاسة عبر التلويح بترشيح عون (الجزيرة نت)
صورة تظهر لقاء بين ميشال عون (الثاني من اليمين) وسمير جعجع (الثالث من اليمين) (لجزيرة)
حسن الحاف-بيروت

مع بداية العام 2016 دخلت التسوية الرئاسية في لبنان التي طرحها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري طور التجميد، أو أنها أصبحت "في الثلاجة" حسب وصف رئيس مجلس النواب نبيه بري تعليقا على اشتداد التوتر السعودي الإيراني.

فالتسوية القاضية بانتخاب صديق الرئيس السوري بشار الأسد وحليف حزب الله في لبنان سليمان فرنجية رئيسا اصطدمت بجدارين، وفق ما يقول المراقبون.

الأول جدار احتدام الصراع الإيراني السعودي على خلفية إعدام الأخيرة مواطنها الشيعي الشيخ نمر باقر النمر، والثاني رفض القوتين المسيحيتين الأكثر تمثيلا انتخاب فرنجية رئيسا، وتسريعهما مسار التقارب في سبيل تأمين عرقلة وصول فرنجية إلى سدة الرئاسة.

هذا التقارب تؤكده مصادر مطلعة في "القوات اللبنانية"، قائلة للجزيرة نت إن التقارب بين "القوات" و"التيار الوطني الحر" يسير على قدم وساق، ونتائجه مفتوحة على كل الاحتمالات.

وتشير إلى أن "طرح ترشيح القوات لرئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون للرئاسة جدي، وهو أحد الخيارات الذي تدرسه القوات من كل جوانبه قبل اتخاذ القرار النهائي الذي سيكون عند الإعلان عنه".

وفيما تشير هذه المصادر إلى أن خطوط التواصل مفتوحة مع تيار المستقبل بعكس ما يشاع توضح أن لا ضغوط سعودية على "القوات" في هذا الإطار، وأن ما ينقله الإعلام لا يعدو كونه تهويلا وتضخيما.

‪لقاء جمع عون بفرنجية في دارة الأول بالرابية شرق بيروت‬ (الجزيرة)
‪لقاء جمع عون بفرنجية في دارة الأول بالرابية شرق بيروت‬ (الجزيرة)

الحريري وفرنجية
وتقول مصادر مطلعة على مسار التسوية المقترحة إن مبادرة الحريري تشهد عثرات حقيقية، خصوصا منذ بداية العام الحالي، كاشفة عن لقاء سيعقد في باريس بين الحريري وفرنجية يفترض أن يصار خلاله إلى تقييم المرحلة السابقة، وكيفية إعادة تفعيل المبادرة الرئاسية. 

وتشير المصادر إلى أن "فترة السماح اللبنانية حسب الأجواء الأميركية تمتد حتى مارس/آذار المقبل، الأمر الذي قد يمنح المبادرة زخما جديدا، خصوصا أن جو فرنجية وما ينقله عن حزب الله مختلف إلى حد ما عن المناخات الشائعة، فضلا عن ملاحظة مراقبين كثر أن التوتر السعودي الإيراني لم ينعكس على مسار التسوية في سوريا واليمن".

هذه الأجواء الحذرة لا تلغي -حسب المصادر- المشكلة الكبيرة التي يشيعها التقارب بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب التيار الوطني الحر ميشال عون، إذ ترى المصادر أن جعجع "قد يذهب حتى الآخر في موضوع ترشيح عون، ليس رغبة بانتخابه رئيسا، وإنما رغبة منه في تعطيل انتخاب فرنجية -خصمه اللدود- رئيسا".

وفيما تشير المصادر إلى أن جلسة الحوار التي ستعقد اليوم بين حزب الله وتيار المستقبل ستعطي إشارات على طبيعة المرحلة المقبلة إلا أنها تؤكد أن الأجواء الإقليمية لا تزال رافضة انتخاب عون رئيسا، مشيرة إلى دور مفصلي اضطلع به -ولم يزل- رئيس مجلس النواب نبيه بري قطعا للطريق أمام تعطيل التسوية خلال المرحلة المقبلة.

‪ميشال عون بتجمع قرب القصر الرئاسي في بعبدا‬ (أسوشيتد برس)
‪ميشال عون بتجمع قرب القصر الرئاسي في بعبدا‬ (أسوشيتد برس)

تعطيل الرئاسة
في المقابل، لا تزال مصادر "المستقبل" مصرة على أن من يعطل انتخاب فرنجية رئيسا هو -أولا وأساسا- حزب الله، حسب ما يؤكد القيادي في التيار مصطفى علوش.

ويقول علوش للجزيرة نت "أصبح واضحا وضوح الشمس أن حزب الله لا يريد انتخاب رئيس، بل تغيير منظومة الحكم في لبنان والتي لم يحن بعد موعد تغييرها، لأن الوضع على الحدود السورية اللبنانية لم يتبدل بعد وفق التصور الذي يريده ويعمل من أجله الحزب".

ويضيف أن "حزب الله تمكن من استيعاب صدمة ترشيح فرنجية وسيتمكن أيضا من احتمال صدمة ترشيح جعجع لعون في حال توج التقارب القواتي العواني بذلك"، مشيرا إلى أن ما يريده الحزب أكبر من يستوعبه نظام الطائف.

ويختم علوش بالقول إن "ما قصده الأمين العام لحزب الله بالتسوية الوطنية الشاملة التي دعا إليها نهاية العام الماضي إنما هو تغيير معالم الحكم بما ينسجم مع تضحيات الحزب وتوازن القوى الذي يطمح إليه"، مرجحا استمرار الحديث عن التسوية الرئاسية مع استبعاد حصول أي خرق فيها. 

المصدر : الجزيرة