الالتحاق بالجامعة حلم صعب للاجئين السوريين بالأردن

مركز سوريات عبر الحدود في عمان- دورة تعليمية لطلاب الثانوية العامة من اللاجئين السوريين في الأردن
تكاليف الدراسة المرتفعة تمنع الطلاب السوريين من دخول الجامعة في الأردن وتدفعهم لحضور الدورات كخيار بديل (الجزيرة)

ناريمان عثمان-عمّان

يزن ورجاء وريم شباب في مقتبل العمر ممتلئون بالإرادة والطموح، اجتازوا الثانوية العامة بمعدلات عالية، لكن فرحة النجاح لم تكتمل، حيث لا يستطيع اللاجئون السوريون في الأردن تحمل تكاليف الدراسة الجامعية.

تخطى معدل يزن الغوثاني في الفرع العلمي بالثانوية العامة 97%، وحصل على الترتيب الأول في لواء عين الباشا في عمان، وكان يطمح لأن يصبح طبيبا جراحا، لكن لجوءه مع أسرته من سوريا وعدم قدرته على دفع آلاف الدولارات سنويا للجامعة سيحولان دون ذلك، حيث يعامل السوريون في الجامعات الأردنية معاملة الطلاب الأجانب.

أما رجاء فقد اجتازت امتحان الثانوية العامة في الفصل الشتوي الماضي، وقالت إن وضع عائلتها كان مضطربا وإن والديها صارحاها بذلك، مضيفة "أحيانا كنت أشعر بوجود أمل وأحيانا أفقده كليا، وهذا أثر كثيرا على تركيزي في الدراسة وجعلني أتأخر فصلا كاملا".

وتابعت رجاء "استطاع والدي أن يحصل على عمل في الخليج، وبدوري أنتظر أن نلحق به، وقد يتاح لي إتمام دراستي التي أحلم بها في الإعلان والعلاقات العامة".

ريم تعلق آمالها على منحة دراسية من دولة أوروبية (الجزيرة)
ريم تعلق آمالها على منحة دراسية من دولة أوروبية (الجزيرة)

انتظار طويل
ولا تزال ريم تبحث عن فرصة لدخول الجامعة منذ ثلاث سنوات، وقالت للجزيرة نت إنها حصلت على معدل عال في الثانوية العامة بمدينة درعا السورية تحت القصف، ثم غادرت مع عائلتها إلى الأردن، حيث اضطرت للعمل كونها الأكبر بين إخوتها.

وأضافت "عملت لأكثر من عام لأساعد أهلي في تكاليف المعيشة، ضاعت من عمري ثلاث سنوات، في الوقت الذي كان يمكن أن أكون فيه قطعت نصف المسافة لأحقق حلمي بأن أكون طبيبة".

وأردفت أنها تحضر حاليا دورات في اللغة الإنجليزية بمركز "سوريات عبر الحدود"، وتأمل أن تحصل على شهادة "التوفل" التي ستزيد فرصها بالحصول على منحة دراسية، حيث أرسلت عدة طلبات لمنح خارج الأردن وما زالت تنتظر الرد.

‪‬ دورة دراسية لطلاب الثانوية العامة من اللاجئين السوريين في مركز
‪‬ دورة دراسية لطلاب الثانوية العامة من اللاجئين السوريين في مركز "سوريات عبر الحدود"(الجزيرة)

محاولات فردية
وتحدثت سمارة الأتاسي -من مركز "سوريات عبر الحدود"- للجزيرة نت عن محاولاتهم دعم الطلاب في اجتياز امتحانات الثانوية العامة، حيث ينظمون دورات تعليمية للطلاب، خاصة أن بعضهم يعملون وليس لديهم وقت لمتابعة الدروس خارج المدرسة.

لكن الأتاسي أبدت إحباطها إزاء مصير الطلاب بعد اجتيازهم الثانوية، وقالت إن لديهم أكثر من 140 طالبا اجتازوا الثانوية هذا العام ويأملون دخول الجامعة، حيث حاولوا التواصل مع العديد من المنظمات لتأمين المنح لهم لكنهم لم يحصلوا على أكثر من وعود، مما دفعهم للبحث عن منح من أفراد قادرين على تحمل مصاريف بعض الطلاب، غير أن المتبرعين يترددون خشية أن يمتد التزامهم تجاه الطلاب لسنوات ريثما يتخرجون.

وذكرت أن إحدى السيدات تكفلت بدراسة شاب في كلية الصيدلة السنة الماضية، ولأنه حصل على معدل عال في السنة الأولى فقد أعفي من الرسوم الجامعية، فحصلت زميلته المتفوقة بدورها على دعم هذه السيدة.

وختمت الأتاسي بقولها "إن وضع هؤلاء الشباب محبط، فهم في ذروة نشاطهم واندفاعهم للحياة، ويخسرون مستقبلهم أمام أعيننا، أعتقد أن هذا أحد الأسباب التي تدفع بعضهم ليغامروا بأرواحهم في الهجرة عبر البحر لعلهم يتمكنون هناك من متابعة تحصيلهم العلمي".

المصدر : الجزيرة