الفلوجة تحت وطأة نقص الغذاء والقصف الجوي
أحمد الأنباري-بغداد
ويجد أهالي الفلوجة صعوبة في توفير احتياجاتهم خلال شهر رمضان المبارك مع تواصل المعاناة وشح الغذاء والماء، مما يجعل الحالة الإنسانية غاية في السوء.
وتحدثت الجزيرة نت مع خالد الدليمي الذي قال إنه غادر الفلوجة قبل أيام من رمضان قاصدا بغداد لتوقعه تدهور الوضع الأمني، مضيفا أنه من خلال تواصله مع أهله في المدينة أدرك أن "الوضع الإنساني تفاقم بصورة كبيرة، وأصبحت هناك عائلات كثيرة لا تجد ما تأكله بسبب الحرب وحصار قوات الحكومة".
وأضاف الدليمي أن "المدنيين يعانون من نقص الغذاء، فالموائد الغذائية شحيحة جدا، ولا يوجد ما يشير إلى حياة طبيعية".
وارتفعت أسعار المواد الغذائية بمقدار الضعفين، بما فيها الخضروات "الشحيحة أصلا" في محافظة الأنبار عموما قبل بداية شهر رمضان، وخاصة في الفلوجة.
الإضرار بالمدنيين
وقال شهود عيان للجزيرة نت إنه لا يسمع في المدينة سوى أصوات الطائرات والانفجارات التي تهز المنازل وتلحق الضرر بالمدنيين فقط، ولا يختلف ليل المدينة عن نهارها.
ويستسلم المواطنون للأمر الواقع وما فيه من اشتباكات وتبادل لإطلاق الصواريخ أو تراشق قذائف الهاون بين تنظيم الدولة والقوات الحكومية، وباتوا بانتظار حمم الجحيم داخل منازلهم المتواضعة التي تفتقر إلى التحصينات.
وقال المواطن الفلوجي محمد الخالدي للجزيرة نت إن "الحياة أصبحت صعبة جدا، ولم يعد المواطنون يطيقون البقاء أكثر، فهناك شح وغياب شبه تام للمواد الغذائية والمستلزمات الطبية التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياة الناس".
وأضاف الخالدي أن "أعدادا كبيرة من الصيدليات ومحال بيع المواد الغذائية أغلقت أبوابها في شهر رمضان لعدم توافر المنتجات".
ووفق إحصائية أعلن عنها ائتلاف "الوطنية" بزعامة إياد علاوي نائب رئيس الجمهورية، فإن "تسعين شخصا قتلوا وأصيب مائة من المدنيين في الفلوجة منذ بداية رمضان جراء القصف الجوي الذي تنفذه القوات الحكومية".
وقالت النائبة عن محافظة الأنبار لقاء وردي للجزيرة نت إن "الفلوجة تتعرض لهجمة كبيرة وقصف متعمد بالبراميل المتفجرة، وهذا أمر خطير وإبادة جماعية".
وأضافت أن "على القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والقيادات العسكرية التحري ومحاسبة المقصرين، وإبعاد الخطر عن المدنيين والعمل على عدم إلحاق الضرر بهم وبممتلكاتهم بحجة ضرب تنظيم الدولة".
حماية المدنيين
من جانبه نفى المتحدث باسم مليشيات الحشد الشعبي كريم النوري الأخبار التي تحدثت عن قصف بالبراميل المتفجرة على الفلوجة، وأكد أن "لدى طيران الجيش وقوات الحشد الشعبي هدفا واحدا هو ضرب تنظيم الدولة، وليس المدنيين".
وأضاف النوري للجزيرة نت أن "الجيش والحشد الشعبي غايتهما حماية المدنيين وليس الاعتداء عليهم، وأن ما يذيعه الإعلام هدفه تثبيط معنويات المقاتلين وفسح المجال لتوغل الإرهاب أكثر في ساحات القتال".
ويقدر عدد أهالي الفلوجة الذين لم يغادروها حتى الآن بنحو 120 ألف نسمة.
وسيطر تنظيم الدولة على الفلوجة مطلع العام الماضي، وتعرضت بعد ذلك لعشرات الهجمات من قبل الجيش مدعوما بقوات الحشد الشعبي الشيعية، وهي تتعرض منذ نحو أسبوعين لقصف شديد من الجيش والحشد بهدف السيطرة عليها.